يا ليت حكامنا كالكلاب !!! خيارات

[أم المعتصم]

يا ليت حكامنا كالكلاب !!!

بالأمس وبينما كنت في أحد المتاجر إذ بي أسمع صراخ بنت صغيرة مذعورة تستغيث، ترافق صراخها مع نباح كلب شرس، خرجت مسرعا لأجد البنت تعدو وخلفها كلب ضخم يلحق بها وعلى وشك الوصول إليها، هرعت إلى البنت وحملتها، وضعتها جانبا ثم هممت بالكلب فوجدت أمرا سمَّر قدماي وجمَّدني في مكاني!! خلف الكلب تحتمي أربع بقرات سمان، هو يرعاها، هو يسوسها، هو يذب عنها، هو رائدها وركنها المنيع، وقد شعر بالخطر على البقرات عند اقتراب هذه البنت منها.
يا الله!!
الآن بدأت أفهم تلك النظرات الحادة من ذلك الكلب والتي تحملق بي متهددة متوعدة، وكأنها تقول لي وللجميع، دونكم ورعيتي فأنا مسؤول عنها، هكذا خلقني ربي وغرز بي تلك المزايا العظيمة، الحراسة والأمانة والوفاء، حتى وأنا أحرس من هم من غير فصيلتي وغير أهلي وعرضي، والله لقد انقلب حنقي على هذا الكلب إلى شيء من التقدير، وباتت ملامحه القاسية العبوس، مدعاة احترام وانعكاس شهامة ونخوة، تركت الكلب ليهدأ روعه ويطمئن على رعيته ذات الحظوة الكبيرة، كم نغبطك أيتها البقرات، نحن الذين لدينا حكاما إن فكر العدو بغزونا وخاف أن يفشل، مدوا إليه يد المعونة وظاهروه علينا، ما أسعد بقراتك بك أيها الكلب، فهي تجد من يقودها إلى الماء والمرعى، مرهوبة محروزة، أما حكامنا فيسرقون من مائنا ونفطنا وكلأنا، ويشرعون بلادنا لكل ناهب وطامع، جرعت خصتي وعدت أدراجي مرددا بيت ابن الرومي وهو يفند بعض صفات الكلب التي لا يملكها أحد حكامنا الضرار
ففيه وفاء وفيك غدر
ففيك عن قدره سفول
وقد يحامي عن المواشي
ولا تحامي ولا تصول
فلا تنعتوا الحكام بالكلاب، فهذا يحط من شأن الكلاب الأبية ويرفع من شأن حكام الدنية.
يا رب ضاقت سبلنا ، وسدت طرقنا، وأطفئت نجومنا، وبتنا نغبط الأبقار على كلابهم، يا رب أرنا قبل الموت بيعة الرشد لقائد يعيدنا إلى مكانتنا العلية، ويريح أمتنا من قادة هم شر البلية.


أبو نزار الشامي