منتدى الناقد الإعلامي

السلام عليكم , للمشاركة اختر ( دخول | تسجيل )



ملتيميديا

مقتطفات فيديو من انتاج الشبكة

 
Reply to this topicStart new topic
> لماذا خًيَبت آمال محبيك؟
أم المعتصم
المشاركة Oct 23 2018, 06:06 PM
مشاركة #1


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: المشرفين
المشاركات: 4,804
التسجيل: 19-January 15
رقم العضوية: 2,238



لماذا خًيَبت آمال محبيك؟


فى تمام الساعة الثانية عشر بتوقيت أنقرة جلست جموع المشاهدين أمام شاشات التلفاز، فى إنتظار الكلمة التى وعد بها الرئيس التركى ليكشف فيها تفاصيل ماحدث بخصوص مقتل جمال خاشقجى. الجميع إنتظروا هذه الكلمة رغبة فى شفاء الصدور التى أوغل فيها إجرام بن سلمان ومافعله، وتستر ترامب عليه.

بعد 40 دقيقة إخترقت خيبة أمل قلوب المشاهدين فلم يسمعوا ماتمنوا سماعه، فانصرفوا إلى فريقين، الأول يبرر على عادته فعل إردوجانويتحدث عن العبقرية المخفية التى لايراها أحد
بينما الفريق الثانى آثر الصراحة مع نفسه وقال لقد خيب آمالنا.

وهنا لابد من وقفة هامة:

إن حادثة القتل هذه على الأراضى التركية تُعد تعدياً صارخاً على سيادة الدولة، وفيها من الإهانة الكثير. ولقد كانت فرصة مواتية لإردوجان نفسه ( المعروف بدهائه الشديد وقدرته على الإستفادة من أخطاء الآخرين) لصناعة بطولة تضاف إلي سجله ويضرب بها عصفورين بحجر. فقد كان بيده أن يضع ترامب وبن سلمان فى جيبه ويقوم بإبتزازهما. إلا أن أردوجان لم يفعل ذلك مطلقاً .

فلماذا فوت هذه الفرصة؟

فلاهو إنتصر لبلده برد الإهانة التى وجهت إليها من قبل فرقة الموت السليمانية، ولاهو قام بالضغط على ترامب مستغلاً الرأى العام العالمى المتعاطف مع القضية والذى كان فى صالحه.

إن ماقام به أردوجان هو حقيقة هدية لترامب، الذى صرح بنفسه أن هذه أكبر أزمة يمر بها منذ تولى الحكم، نعم هدية لترامب كى يرتب أموره فى هدوء، دون تأثير على الإنتخابات بعد ايام قليلة.

ربما يكون بن سلمان قد إنتهى سياسياً، الإ أن مافعله فى الداخل السعودى بالتخلص من مراكز قوى كثيرة، تجعل إعادة ترتيب الاوراق من قبل أمريكا يحتاج إلى تروى وبرهة من الزمن. فكانت هدية أردوجان اليوم التى منحها لترامب، وربما زيارة مديرة الإستخبارات الامريكية لتركيا مساء أمس كانت من أجل هذا الأمر.

لقد كتبنا الكثير، وكانت الفكرة الأساسية التى أبرزناها، أن أردوجان لن يخرج عن خط ترامب مهما كانت الإهانة التى سببتها حادثة الإغتيال له ولبلده. ذكرنا هذا بناء على قناعة سياسية أن أردوجان يدور فى فلك أمريكا ولايتأتى له أن يخرج عن خطها العام.

اليوم أتت لأردوجان الفرصة أن يسجل إنتصاراً كبيراً على كل من أمريكا وآل سعود . ولكنه لم يفعل لأنه يعرف حجمه بالضبط.

المشكلة ليست فى أردوجان فهو يعرف حجمه جيداً ولكن المشكلة فى أتباعه الذين يجدون فى كل تصرفاته بطولات لايفهمها الجميع. نفس منطق التبرير الذى كان يُعطى لمرسى والإخوان من قبل.

هذا النهج مدمر فعلاً . فالسياسى الواعى لايخدع أمته ولايغازلها بالمشاعر بل هو الرائد الذى لايكذب أهله.

إننا نقدر لهفة الناس إلى مواقف عزة، وتشوقهم لبطل يحقق لهم هذا، إلا أن هذا لايتحقق بالمشاعر أو بالتمنى، بل بقائد يملك إرادته السياسية حقاً، ولايقبل أن يكون ورقة فى النظام الدولى يتقاذفه كيفما شاء.

إن هذه الأحداث وإن أصابت الأمة بخيبة الأمل إلا أنها تظهر لها الحقيقة كما هى دون تجميل، وأنه لاأمل فى أنظمة سايكس بيكو لأنها لم تأت من أجل مصالح الأمة بل من أجل مصالح أعدائها.

23.10.2108
د. ياسر صابر

https://www.facebook.com/dr.yassersaber/pho...e=3&theater
Go to the top of the page
 
+Quote Post

Reply to this topicStart new topic
1 عدد القراء الحاليين لهذا الموضوع (1 الزوار 0 المتخفين)
0 الأعضاء:

 

RSS نسخة خفيفة الوقت الآن: 8th June 2024 - 05:07 PM