بسم الله الرحمن الرحيم
#جواب_سؤال: #التكليف #العام والتكليف #الخاص إلى Mohammad Abdul Basir
==============
#السؤال بعد ترجمته:
جاء في كتاب التكتل صفحة 50: (هـ - ومن الصعوبات التي تقف في وجه الدعوة صعوبة التضحية بشؤون الحياة الدنيا من مال وتجارة ونحوهما في سبيل الإسلام وحمل دعوته. وللتغلب على هذه الصعوبة يذكر المؤمن بأن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة. ويكتفى بهذا التذكير ويترك له الخيار في التضحية بهذه الشؤون ولا يستكره على شيء. كتب عليه الصلاة والسلام كتاباً لعبد الله بن جحش حين بعثه على رأس سرية ليترصد قريشاً في نخلة بين مكة والطائف، وقد جاء في ذلك الكتاب: «وَلاَ تُكْرِهَنَّ أَحَداً مِنْ أَصْحَابِكَ عَلَى الْمَسِيرِ مَعَكَ وَامْضِ لأَمْرِي فِيمَنْ تَبِعَكَ».) انتهى.
والسؤال هو: أن هناك أحاديث للرسول ﷺ تدل على أن المسلم يجب أن يطيع المسئول عنه، وهذا ما نراه في الحزب وهو إلزام الشباب بأداء التكاليف المطلوبة حتى وإن كانت ثقيلة على الشاب دون أن يُترك له المجال ولا يُكره على العمل كما جاء في الحديث... فكيف نوفق بين ما جاء في التكتل البند "هـ" بأن لا يُكره الشاب على الفعل وبين الأحاديث التي تُفيد أن على الشاب طاعة المسئول عنه، وأعتذر عن طول السؤال، وجزاك الله خيراً.]
#الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
1- يبدو أن هناك التباسا حصل عندك بالنسبة للتكاليف، فهناك تكاليف عامة يطلبها المسئول من كل #الشباب وعليهم أداؤها طاعة للمسئول ما دامت هي من صلاحياته ومنضبطة مع #أحكام الشرع، فيحضر حلقة أسبوعية أو شهرية، ويقوم بالاتصالات المطلوبة ويتفاعل مع الناس في حدود التكاليف المبينة في الملف الإداري وباقي التعليمات الإدارية الأخرى... وهناك تكاليف خاصة بأن يكلف شاب أو مجموعة من الشباب بالقيام بعمل معين كأن يوصلوا رسالة إلى رئيس دولة أو أن يذهبوا في وفد إلى رجل من أهل القوة، أو يذهبوا لاستطلاع خبر معين محفوف بالمخاطر، أو إلقاء #كلمة أمام مقرّ طاغية من الطواغيت أو يسلموه رسالة من الحزب... ونحو ذلك من تكاليف خاصة، فمثل هذه الأعمال لا يُكلف فيها إلا من يوافق عليها، فإن وافق فيكلف في العمل ويُحاسب على تقصيره فيه بعد موافقته، وإن لم يوافق فلا شيء عليه ولا يُجبر عليه أي لا يُكره على تنفيذه.
وقد جاء في الملف الإداري بعنوان "تعميم/ #التكليف الخاص": (إنّ كل من يقبل بتكليف خاص يُصبح ملزماً به، ولا يُقبل منه عدم القيام بما قَبِلَ التكليف به. ويعتبر عدم قيامه بما قَبِلَ القيام به نكولاً، ويعاقب على ذلك)
وكما ترى فقد ذكر في البداية (إن كل من يقبل ...) أي إن لم يقبل لا يُكره ولا يؤاخذ.
2- هذا هو الموضوع، وحتى تتضح الصورة فإني أنقل لك عن سرية عبد الله بن جحش لتُدرك أنها لم تكن تكليفا عاماً أي استنفار #المسلمين للقتال كغزوة تبوك مثلاً، حيث استنفر الرسول ﷺ المسلمين إلى تبوك للقتال، ولذلك عاقب من تخلف منهم، لأن التكليف كان عامّاً، وطاعة المسئول واجبة في التكليف العام...
أما سرية عبد الله بن جحش فلم تكن استنفارا للمسلمين في قتال عام، بل كانت تكليفاً خاصاً لعدد محدود لاستطلاع خبر في ظروف صعبة لذلك كان حديث الرسول ﷺ لأميرهم عبد الله أن لا يُكره أحداً:
جاء في #دلائل_النبوة للبيهقي عن ابن إسحاق، قال: حدثني يزيد بن رومان، عن عروة بن الزبير، قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن جحش إلى نخلة ، فقال له: «كن بها حتى تأتينا بخبر من أخبار قريش» ولم يأمره بقتال، وذلك في الشهر الحرام، وكتب له كتابا قبل أن يعلمه أين يسير، فقال: «اخرج أنت وأصحابك، حتى إذا سرت يومين فافتح كتابك وانظر فيه، فما أمرتك به فامض له، ولا تستكرهَنَّ أحدا من أصحابك على الذهاب معك»، فلما سار يومين فتح الكتاب، فإذا فيه: «أن امض حتى تنزل نخلة بين مكة والطائف، فتأتينا من أخبار قريش بما اتصل إليك منهم»، فقال لأصحابه حين قرأ الكتاب قال: سمعا وطاعة، من كان منكم له رغبة في الشهادة فلينطلق معي، فإني ماض لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن كره ذلك منكم فليرجع، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد نهاني أن أستكره منكم أحدا، فمضى معه القوم...)
وفي #سيرة_ابن_هشام (فَلَمّا سَارَ عَبْدُ اللّهِ بْنُ جَحْشٍ يَوْمَيْنِ فَتَحَ الْكِتَابَ فَنَظَرَ فِيهِ فَإِذَا فِيهِ «إذَا نَظَرْتَ فِي كِتَابِي هَذَا فَامْضِ حَتّى تَنْزِلَ نَخْلَةَ، بَيْنَ مَكّةَ وَالطّائِفِ، فَتَرَصّدْ بِهَا قُرَيْشًا وَتَعَلّمْ لَنَا مِنْ أَخْبَارِهِمْ» فَلَمّا نَظَرَ عَبْدُ اللّهِ بْنُ جَحْشٍ فِي الْكِتَابِ قَالَ سَمْعًا وَطَاعَةً ثُمّ قَالَ لِأَصْحَابِهِ قَدْ أَمَرَنِي رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ أَنْ أَمْضِيَ إلَى نَخْلَةَ، أَرْصُدَ بِهَا قُرَيْشًا، حَتّى آتِيَهُ مِنْهُمْ بِخَبَرِ وَقَدْ نَهَانِي أَنْ أَسْتَكْرِهَ أَحَدًا مِنْكُمْ. فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ يُرِيدُ الشّهَادَةَ وَيَرْغَبُ فِيهَا فَلْيَنْطَلِقْ وَمَنْ كَرِهَ ذَلِكَ فَلْيَرْجِعْ فَأَمّا أَنَا فَمَاضٍ لِأَمْرِ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَمَضَى وَمَضَى مَعَهُ أَصْحَابُهُ لَمْ يَتَخَلّفْ عَنْهُ مِنْهُمْ أَحَدٌ)
وكما ترى فالتكليف كان تكليفاً خاصّاً، ولذلك لم يُكره أحداً على هذا التكليف، وهو تكليف على #الشهادة، ففي النصّ قال لهم قائدهم عبد الله (قَدْ أَمَرَنِي رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ أَنْ أَمْضِيَ إلَى نَخْلَةَ، أَرْصُدَ بِهَا قُرَيْشًا، حَتّى آتِيَهُ مِنْهُمْ بِخَبَرِ وَقَدْ نَهَانِي أَنْ أَسْتَكْرِهَ أَحَدًا مِنْكُمْ. فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ يُرِيدُ الشّهَادَةَ وَيَرْغَبُ فِيهَا فَلْيَنْطَلِقْ وَمَنْ كَرِهَ ذَلِكَ فَلْيَرْجِعْ فَأَمّا أَنَا فَمَاضٍ لِأَمْرِ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَمَضَى وَمَضَى مَعَهُ أَصْحَابُهُ لَمْ يَتَخَلّفْ عَنْهُ مِنْهُمْ أَحَدٌ)، ومع ذلك فكما ترى لم يتخلف منهم أحد، أي مع أنهم لم يُكرهوا على هذا التكليف الخاص إلا أنَّه لم يتخلف منهم أحد، بارك الله فيهم وبهم.
3- والآن لنعد إلى الفقرة "هـ" المذكورة أعلاه في #التكتل، فهي واردة في باب التفاعل مع الأمة، والصعوبات التي تقف في وجه هذا التفاعل أثناء قيام #الشباب بهذا العمل، فهذه الفقرة تتعلق بالتضحية في شؤون الحياة الدنيا خلال القيام بأعمال التفاعل، وأعمال التفاعل تقتضي القيام بأعمال خاصة محفوفة بالمخاطر والقيام بها يتعارض مع شؤون الحياة الدنيا من مال وتجارة...الخ فمن لا يوافق على القيام بالتكاليف الخاصة التي تقتضيها مرحلة التفاعل فلا يُكره عليها بل يُكتفى منه بالأعمال العامة مع الاستمرار في تذكيره بدافع #التقوى وأن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة... ويُكتفى بهذا التذكير ويترك له الخيار في التضحية...
وكما ترى فإنه مركَّز في النص أعلاه على #التضحية لصعوبة التكليف الخاص...
4- والخلاصة أن الذي لا يُكره عليه الشاب هو التكليف الخاص، والذي يُلزم به هو التكليف العام وطاعة المسئول فيه ما دام من صلاحياته ووفق #أحكام_الشرع .
آمل أن تكون الصورة قد اتضحت، والله ولي التوفيق.
أخوكم عطاء بن خليل أبو الرشتة
20 صفر الخير 1440هـ
الموافق 29/10/2018 م
--------
#أمير_حزب_التحرير
https://www.facebook.com/AmeerhtAtabinKhali...e=3&theater