المساعدة - البحث - الأعضاء - التقويم
لو كنتم رعاة حقيقيين لالتزم الناس بالقانون
منتدى الناقد الإعلامي > الناقد السياسي > مقالات وتحليلات
الخلافة خلاصنا
لو كنتم رعاة حقيقيين لالتزم الناس بالقانون

الخبر:
أغلب المسؤولين في بلاد العالم الإسلامي يلقون باللائمة على تفشي #الكورونا لعدم التزام الناس بالتعليمات و #القوانين.

التعليق:
التزام الناس بالتعليمات الحكومية في أي بلد راجع لشعور الناس بأن القانون في مصلحتهم وإذا رأوا أن القانون يشمل الجميع دون استثناءات وإذا كان فعلا يحقق مصلحتهم.
فعدم التزام الناس بالقانون موجود في كل الأنظمة الحالية دون استثناء، وتتفاوت قوة الالتزام من مكان لآخر حسب عدة عوامل اقتصادية وأمنية وقوة الشرطة وقناعة الناس بالقانون والاستقرار السياسي في الدولة، أما الوضع العام فهو التفلت وعدم الالتزام، حتى في الدول الغربية التي تدعي أنها أم الحضارة والرقي لو غاب نظر الشرطة قليلا لانتشرت السرقات والاعتداءات والسلب والنهب، ولولا الشرطة وقوتها لما التزم الناس بالقانون.

ورد في كتاب نظام الإسلام لحزب التحرير: ((وأما الإسلام فيرى أن النظام إنما ينفذه الفرد المؤمن بدافع تقوى الله، وتنفذه الدولة بشعور الجماعة بعدالته، وبتعاون الأمة مع الحاكم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبسلطان الدولة. وتتولى الدولة شؤون الجماعة، ولا تتولى عن الفرد شؤونه إلا إذا عجز عنها))

اقتباس:
[... فالذي يطبق القانون في الدولة الإسلامية دولة الخلافة هو:
• الفرد المؤمن التقي يطبق النظام بدافع التقوى لأنه يدرك أن النظام ما هو إلا أوامر إلهية يجب أن تنفذ ، ونواهي إلهية يجب أن تترك ، وان طاعة الحاكم أمر الهي لقوله تعالى {يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم} لهذا يقوم المسلم بتنفيذ الدستور الإسلامي والنظام الإسلامي في السر والعلن، دون حاجة لرجل الأمن ليجبره على الطاعة واحترام النظام، يؤيد ذلك أن المسلم اليوم يخرج زكاة ماله رغم عدم وجود دولة إسلامية تجبره على دفع مال الزكاة بخلاف حاله مع الضرائب التي يبذل قصارى جهده في التهرب من دفعها، والسبب بكل بساطة أن دفع الزكاة أمر إلهي ودفع الضرائب أمر بشري، ولهذا لا تجد دافعا لدى الناس لدفعها، بل يعتبرونها شيء ثقيل على النفس لا تستطيع تحملها أو أدائها ، وكلنا يعرف قصة الفتاة التي رفضت أن تمزج الحليب بالماء استجابة لأمر الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، وهذه القصة إن دلت على شيء فإنما تدل على حرص المسلمين على تنفيذ النظام الإسلامي سرا وعلانية .
• تقوم الدولة بتنفيذ النظام على المجتمع داخل الدولة اعتمادا على شعور الأمة الإسلامية بعدالة النظام ، فتتعاون مع الدولة في تنفيذه خاصة وأنها تدرك انه نظام إلهي من الله العادل الذي لا يحابي فئة على حساب أخرى، وانه يساوي بين الناس جميعا ، فنظامه يصلح للبشرية جمعاء في كل زمان ومكان .
• تعاون الأمة مع الحاكم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فعلى الحاكم أن يسمح للأمة أن تحاسبه وتراقبه في تطبيقه للإسلام ، وان يتقبل منها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وعلى الأمة أن تقوم بواجبها نحو الخليفة بالنصح والإرشاد والمحاسبة والمراقبة وقول الحق بجرأة وقوة بلا خوف ، فقد اخذ الرسول صلى الله عليه وسلم من المسلمين البيعة على أن يقولوا الحق ولا يخافوا في الله لومة لائم ، وعندما قام أحدهم لعمر بن الخطاب قائلا له اتق الله ، أنكر عليه أحد الحاضرين : أتقول هذا لأمير المؤمنين ؟ فقال له عمر : دعه لا خير فينا إذا لم نسمعها ولا خير فيهم إذا لم يقولوها .
• سلطان الدولة ، إن سيطرة الدولة على مقاليد الأمور وقدرتها على تسيير شؤونها يساعد في تنفيذ النظام ، فان الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن .
والذي يساعد على وجود هذه السلطة للدولة قوتها الفكرية ، والتي ينتج عنها قوتها العسكرية .
ومن واجبات الدولة إضافة إلى تنفيذ النظام أن تتولى شؤون الجماعة والمجتمع مثل إدارة الملكية العامة وإقامة المرافق العامة ، ولا تتولى الدولة عن الفرد شؤونه إلا إذا عجز عنها فالأصل بالفرد أن يسعى لتوفير الحاجات الأساسية لنفسه المتمثلة بالطعام والشراب واللباس والسكن، والرقي بحياته لتحقيق الكماليات حسب استطاعته ، فإذا عجز عن توفير حاجاته الأساسية فان الدولة تتولى عنه توفيرها له ولمن هم في نفقته فردا فردا ......]
انتهى الاقتباس.

فالذي يجعل الناس اليوم لا تلتزم بالقوانين هو:

1) القوانين الحالية من وضع بشري، لذلك لا ثقة للناس بها وبواضعيها، وهم يرون خطأ تلك القوانين لأنها من وضع بشري ولأنها تراعي مصالح الطبقات الغنية والمتنفذة ولا تراعي مصالح الناس، وعند المسلمين أمر أهم وهو أنها تشريع بشري فلا قدسية ولا طاعة لها.
2) القوانين الحالية مثلا في العالم الإسلامي تطبق على عامة الناس فقط، أما الحكام وحاشيتهم فلهم حصانة من تنفيذ القانون لذلك لا يحترم الناس القانون إلا بقوة الشرطة في التنفيذ.
3) شعور الناس أن الحكام ظلمة فسقة يؤثرون أنفسهم على الشعب ويخدمون الأعداء لذلك ترى كل أمر منهم حتى لو كان صحيحا محل ريبة وشك.
4) بعض القوانين يجب شرعا التمرد عليها وهذا خلق حالة التمرد على كل القوانين، مثل تشريع الربا وفرض الضرائب وبيع الخمور فوجود قوانين يجب التمرد عليها شرعا خلق حالة عامة من التمرد على كل القوانين.
5) شعور الناس أن الدين مستهدف من التشريعات جعل الناس ترى أن كل القوانين محرمة حتى لو كانت إداريا صحيحة، مثل التشريعات التي تمنع وجود جماعات إسلامية بينما تسمح بالجماعات الوطنية، ومثل التشريعات الحالية التي تمنع الصلاة يوم الجمعة بحجة الكورونا بينما بقية التجمعات من أسواق ورقص وتجمعات المسؤولين وتجمعات النصارى مسموحة، ومثل التشريعات التي تدمر الأخلاق مثل تطبيق قوانين سيداو وما انبثق عنها.
6) أغلب التشريعات تراعي مصالح المسؤولين والحكام وملء جيوبهم، وزيادة الضرائب وتراعي مصالح الكفار في بلاد المسلمين وتراعي مصلحة غير المسلمين في بلاد المسلمين، بينما المسلمون أهل تلك البلاد الحقيقية فالتشريعات في مجال التعليم والتطبيب والأمن كلها تشريعات مدمرة ترهقهم وتدمر مصالحهم.
7) أغلب التشريعات مأخوذة من الغرب أو تراعي مصلحة الغرب أو هي قص ولصق عن القوانين الغربية ولا يوجد مراعاة لعقيدة الأمة وعاداتهم وتقاليدهم.

فمثلا الناس اليوم في مجال مكافحة الكورونا والقوانين التي تسن في تلك المرحلة لم يلتزموا والسبب ليس الناس بل الحكام، فالرعاية الصحية مدمرة وزاد دمارها حتى أزمة الكورونا لم تدفع الأنظمة للإنفاق على القطاع الصحي بل أهملوه فوق ما هو فيه من إهمال، ومن مَرِضَ من المسؤولين فالمستشفيات الغربية في انتظاره ليتشافى فيها، والناس ترى معاملة المسؤولين مختلفة فعلاجهم ومصالحهم له رعاية خاصة، بينما الناس يجبروا على الإغلاق ويتدمر وضعهم الاقتصادي ولا إنفاق عليهم أو أي نظر في أمرهم، والكيل بمكيالين واضح بيّن في تطبيق القانون على عوام الناس وعلى المسؤولين، وبدل مراعاة وضع الناس الاقتصادي في ظل الاغلاقات في أزمة الكورونا تزيد الحكومات الضرائب على الناس.

ولذلك شيء طبيعي أن لا يُحترم الحكام ولا قوانينهم، وإن عدم إلتزام الناس بالقوانين مرده إلى النظام المطبق وفشل الأنظمة في رعاية أمور الناس ورؤية الناس أن القوانين تخدم فقط الحكام وحاشيتهم والمسؤولين ولا تراعي مصالح الناس أبدا، فأمر طبيعي أن لا يلتزموا وأن ترى تمردا عليها.

......
وملاحظة هامة جدا هنا وهي أن كل كلمتي تلك لا تعني الدعوة لعدم الالتزام بالإجراءات الصحية والوقائية أو بالقوانين التي ترفع ضررا عن الناس، بل الكلمة هي إجابة عن سبب عدم التزام الناس بالقوانين وأن السبب هو الحكام وحاشيتهم وأنظمتهم وليس الناس.

حسن عطية

منقول

#الحقيقة
أم حنين


بارك الله في مداد قلمكم
.
Invision Power Board © 2001-2024 Invision Power Services, Inc.