بسم الله الرحمن الرحيم

بعد انبطاح وزير الشئون الدينية وحكومته أمريكا تحذف السودان من قائمة الحريات الدينية



صنفت وزارة الخارجية الأمريكية السودان كدولة منتهكة للحريات الدينية منذ عام 1999، وبعد استلام الحكومة الانتقالية للحكم قامت الولايات المتحدة في 20 كانون الأول/ديسمبر 2019م بنقل السودان من القائمة السوداء حول الحريات الدينية إلى قائمة المراقبة. والقائمة السوداء تضم الدول التي تشكل مصدر قلق خاص في مجال الحريات الدينية مما أدى إلى العقوبات الأمريكية على السودان في عهد حكومة البشير، وأكدت الإدارة الأمريكية حذف السودان من قائمة المراقبة، بناء على التقدم الكبير الذي حققه في مجال الحريات الدينية.



وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، في تغريدة على توتير: "تم حذف السودان وأوزبيكستان من قائمة المراقبة الخاصة بناء على التقدم الكبير والملموس الذي حققته حكومتا البلدين خلال العام الماضي". وأضاف: "إن الإصلاحات الشجاعة للقوانين والممارسات في السودان تشكلان نموذجاً تحتذي بها الدول الأخرى"، وتابع: "التزام الولايات المتحدة بالحرية الدينية لا يتزعزع، لا ينبغي السماح لأي دولة أو كيان بملاحقة الناس دون عقاب بسبب معتقداتهم". رغم لهجة الاستعلاء والتسلط التي تتخلل حديث وزير الخارحية الأمريكية قابلت حكومة السودان على لسان وزير الشؤون الدينية القرار بالامتنان والفرح وأثنى الوزير (مفرح) على الولايات المتحدة لمتابعتها للتطور الذي أحرزته الحكومة الانتقالية في السودان لا سيما بمجال الحريات الدينية، معربا عن تقديره لتلك الجهود والتغيير الجذري الذي شهدته البلاد في هذا الخصوص.



تولى الوزير إصدار تصريحات تتنافى مع دين الإسلام وقبل أن يؤدى القسم وقبل أن يطرح ويخطط لوزارته (الشئون الدينية والأوقاف) التي اسمها يوضح فصلها للدين عن الحياة لأنه منذ اليوم الأول أوضح أن مجال اختصاصه هو كل الأديان، إلا دين وزير الشؤون الدينية الذي قال إنه مهموم جدا بقضايا الأقباط والمسيحيين!! منوهاً إلى أنه يبحث عن الذين يعبدون الحجارة والأوثان لأنهم جزء من وزارته ليس بنص الوثيقة الدستورية وإنما بالقوانين القديمة.



أما في ما يخص القوانين ذات الصلة بالأحكام الشرعية الإسلامية فقد أعلن نصر الدين مفرح رفضه لقانون النظام العام وهو قانون يحوي بعضاً من أحكام النظام الاجتماعي في الإسلام، قائلاً في حوار مع صحيفة "صوت الأمة": "أنا ضد قانون النظام العام ومع إلغائه حتى لو لم يلغ كلياً" مضيفاً لإلغاء القوانين المقيدة للحريات والتي تكرس لإهانة كرامة الإنسان، وقال الوزير إن قانون النظام العام ليست لديه أي علاقة بالقيم ولا الأخلاق ولا القوانين ولا عاداتنا ولا تقاليدنا، معتبراً بأنه تشهير للإنسان، وأشار إلى الحديث عن توقيع السودان على اتفاقية "سيداو" بأنه لم يطرح رسمياً على مجلس الوزراء ولا مجلس السيادة، مشيراً إلى أنه حينما يتم طرحه رسمياً سيقول رأيه... هذا الإعلان السافر عن العلمانية والبعد عن كل ما يقرب من الإسلام تقيأه الوزير في رحلته المشبوهه إلى الولايات المتحدة. وفي تصريح آخر يكشف عن التغابي والجهل، قال الوزير لـ"سودان تربيون" إن الحريات الدينية هي مبدأ ديني وقيمي والتزام حكومي تجاه الشعب "قبل أن يكون أحد أسباب شطبنا من قائمة الدول ذات القلق في الحريات، الأمر ليس هبة نمتن بها وإنما حق من الحقوق المكتسبة للحريات"، وتابع "سعدت كثيراً بشطب اسم بلادي من قائمة المراقبة الخاصة في الحريات الدينية بناءً على التقدم الذي أحرزناه في مجال الحريات"، وهي القائمة التي تمثل وصمة عار كتبها النظام البائد في صحيفته السوداء في بلد التنوع الديني والثقافي والإثني لتضاف إلى سجله المظلم، وأضاف مفرح "أنتظر بشغف شطب اسم بلادي من قائمة الدول الراعية للإرهاب رسميا خلال الأيام المقبلة لتكتمل حلقات الإصلاح الذي قدناه كحكومة انتقالية بشجاعة بعد التغيير الذي أحدثه أبناء وبنات الوطن العظماء بثورة ديسمبر المجيدة".



كل كلمة قالها هذا الوزير تشهد على تبنيه للعلمانية الصارخة متحديا الإسلام والمسلمين!! ولعلنا نسأل عن أي مبدأ ديني يتحدث الوزير؟ لأن عالم المعلومات اليوم في متناول يد كل طالب للحقيقة ولا يخفى ذلك إلا على من يدفن رأسه في الرمال، فالحريات الدينية وغيرها من الوسائل التي تستخدمها الولايات المتحدة للسيطرة على بلاد المسلمين ولمحو الإسلام عن واقعهم مستخدمة في السودان هؤلاء الحكام الذين باعوا بدينهم دنيا غيرهم واصطفوا مع الكفار في حربهم ضد الإسلام، فقد عملت الحكومة الانتقالية عند تسلمها الحكم على ضمان الحرية الدينية، كما شرعت في إعادة الكنائس التي صادرتها الحكومة السابقة، ووجه وزير الشؤون الدينية والأوقاف، دعوة ليهود بلاده في الخارج للعودة إليها، جاء ذلك في حوار نشرته صحيفة "الشرق الأوسط"، وأكد أن "أي شخص يبشر بخطاب الإرهاب والتطرف والغلو وينشر خطاب الكراهية فسيتم التعامل معه وفق القانون، وأوضح أن الممتلكات التي سلبت من السودانيين النصارى، خلال النظام السابق، ستعاد إلى أهلها عبر بوابة القضاء"، وذهب الوزير لأبعد من ذلك وأكد أنه وجه دعوات إلى اليهود السودانيين، الذين أجبروا على ترك بلادهم، للعودة إليها، والمشاركة في إعمارها عبر قناة العربية في لقاء معه، وأضاف: "قدمت الدعوة لكل السودانيين في الخارج بمن فيهم اليهود الذين يحملون جنسية هذه البلاد بأن يعودوا للعيش في السودان مثلهم مثل أي شخص يحمل جنسية هذه الدولة"، وقال "وجهت إلى يهود سودانيين كانوا يعيشون في السودان وكانوا جزءا من ملامح مجتمعه العريق والمتنوع". وعن دعوته اليهود السودانيين للعودة إلى السودان، التي أثارت جدلاً واسعاً داخل البلاد وخارجها، قال: "هذا المجتمع اليهودي أفراده أصبحوا سودانيين ونالوا الجنسية السودانية وتعايشوا في البلاد مثلهم مثل أي مجموعات دينية أخرى، مثل الأقباط والمسيحيين والأقليات الأخرى مثل الأرمن والهنود والآخرين"، وخصص حديثه عن اليهود وذكر أن "الضغوط الهائلة أدت إلى هجرة اليهود من السودان، ونحن في إطار الدولة المدنية الجديدة، ومع هذه الثورة المجيدة، قدمت الدعوة لكل السودانيين في الخارج بمن فيهم اليهود الذين يحملون جنسية هذه البلاد للعيش في السودان مثلهم مثل أي سوداني يحمل جنسية هذه الدولة".



أما عن النصارى، فقال إنهم "واجهوا اضطهاداً وممارسات سيئة جداً في عهد النظام السابق وظلموا كثيراً وواجهوا عداء كبيراً، والنظام السابق اغتصب جزءاً من الكنائس والمعابد، وصادر ممتلكاتهم وأراضيهم وحولها إلى مغانم، ومكاسب شخصية وتحويل جزء منها إلى استثمارات"، مشيراً إلى أنه طالب قادة الكنائس بتقديم كل الوثائق التي بحوزتهم التي تثبت ممتلكات الكنيسة المغتصبة لرفع دعاوى قضائية عبر وزارة العدل، مؤكداً أن للمسيحيين وكل أصحاب المعتقدات الأخرى والأديان كامل الحرية في ممارسة شعائرهم دون أي حجر، في السودان الجديد.



لقد وجب على أهل السودان أكثر من أي وقت مضى الصدع بالحق والعمل على إسقاط النظام العلمانى المأجور المجرم الذي اتخذ الكافرين أولياء من دون المؤمنين، ويجاهر رجالاته بخياناتهم واستفزازهم لمشاعر أهل السودان المحبين للإسلام، وذلك بالغاء أحكام الإسلام ومحوها من كل نظم الحياة، إضافة لتفريطهم علانية بمسرى النبي ﷺ وقبولهم ببدء خطوات التطبيع مع أشد الناس عداوة للذين آمنوا، وسماحهم بعبور طائرات يهود فوق رؤوسهم، هؤلاء الحكام لا بد من الإطاحة بهم وإقامة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي تحفظ بيضة الإسلام وتحمي المسلمين. ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾.



كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

الأستاذة غادة عبد الجبار – ولاية السودان