نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

حدثني محمد بن بشار حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن فرات القزاز قال: سمعت أبا حازم قال: قاعدت أبا هريرة خمس سنين فسمعته يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء، كلما هلك نبي خلفه نبي، وإنه لا نبي بعدي وسيكون خلفاء فيكثرون، قالوا: فما تأمرنا؟ قال: فوا ببيعة الأول فالأول، أعطوهم حقهم فإن الله سائلهم عما استرعاهم".

أيها الأحبة الكرام:

لم يترك الله سبحانه وتعالى أمرا يفيد الناس إلا وبينه لهم، ومن هذه الأمور الأكثر شأنا وأهمية أمر الحكم، من هو الحاكم؟ وكيف يعيّن؟ وما شروط تنصيبه؟ وغير ذلك، وهنا نرى أن الله كلف الأنبياء بحكم البشر، ولكن لا نبي بعد محمد صلى الله عليه وسلم، إذن كيف سيحكم الناس أنفسهم؟ يجيب الرسول صلى الله عليه وسلم بكل وضوح: سيكون خلفاء فيكثرون، بل ويطلب من الصحابة أن يفوا ببيعتهم واحدا بعد الآخر.

أيها المسلمون:

عجبا لأمر الناس هذه الأيام! بل عجبا لأمر العلماء! كيف يقفزون عن هذا الحديث ولا يرون أن تنصيب خليفة واحد واجب؟! كيف يسكتون عن سبعة وخمسين حاكما لا يحكم واحد منهم بالقرآن والسنة؟! أين الفقه عندهم إن لم يبينوا للأمة الواجب الملقى عليها؟ ألا وهو العمل لإيجاد خليفة يحكم الناس بالقرآن والسنة كما طلب الرسول في هذا الحديث وغيره.

اللهمَّ عاجلنا بخلافة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.

أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.



كتبه للإذاعة: أبو مريم