نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم". رواه أحمد والنسائي وصححه الحاكم.

أيها الأحبة الكرام:

إن الحياة ليست إلا محطة للآخرة، هي فترة من الزمن قد تطول وقد تقصر، والله سبحانه وتعالى أرادها كذلك، أرادها لنا كما يريد هو سبحانه وتعالى، أرادها وفق أحكامه وقوانينه، وفق معايير تنسجم مع طبيعة خلق الإنسان، وألزم المسلمين بتطبيقها، فطلب منهم مجاهدة المشركين الذين ينغصونها بأقوالهم وأفعالهم، فبالجهاد تحفظ هذه الأحكام.

أيها المسلمون:

أين أنتم من هذا الجهاد؟ أين الصحابة الكرام فيكم؟ أين أبو بكر وعمر وعلي وعثمان رضي الله عنهم؟. انظروا إلى إخوانكم في أصقاع الأرض وإلى ما صاروا إليه، انظروا إلى واقع الأمة اليوم أين كانت وإلى أين وصلت؟ لم تبق جريمة على وجه الأرض إلا ارتكبها الكافر في حقها، لم يبق سلاح إلا وجرّب في جسدها الممزق، أليس هذا بسبب ابتعاد الأمة عن دينها وترك الجهاد رأس سنام الإسلام؟ "ما ترك قوم الجهاد إلا ذلوا"، فالجهاد حياة الأمة، هكذا علمنا التاريخ:

ملكنا هذه الدنيا قرونا وأخضعها جدود صالحونا

وسطرنا صحائف من ضياء فما نسي الزمان ولا نسينا

فهذا الواقع وهذه الحياة العزيزة ستعود بإذن الله من جديد، تعود لتسطر في صفحات التاريخ مجدا وعزة وسؤددا ورفعة، هذه رسالتنا من رب العالمين.

اللهمَّ عاجلنا بخلافة راشدة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.

أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.



كتبه للإذاعة: أبو مريم