المساعدة - البحث - الأعضاء - التقويم
مقال: يا دعاة العلمانية أين هو الإسلام حتى تطالبوا بها؟!
منتدى الناقد الإعلامي > الناقد السياسي > مقالات وتحليلات
عبد العزيز المنيس
بسم الله الرحمن الرحيم


يا دعاة العلمانية أين هو الإسلام حتى تطالبوا بها؟!

http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.ph...ical/72502.html

كشف مني آركو مناوي رئيس حركة جيش تحرير السودان؛ أن برنامج حركته يقوم على فصل الدين عن الدولة؛ وقال إن ذلك ليس كرهاً في الدين وإنما وجدنا أن مساحة الدين أكبر من الدولة من واقع أن الدين لكل الناس، على حد تعبيره. وقبله في مقابلة مع (سكاي نيوز) شدد الحلو على رفض أي استخدام للدين من أجل أغراض سياسية، مؤكداً أن الحل يكمن في فصل الدين عن الدولة، وذكر أن بعض النخب السياسية في الخرطوم استغلت الدين في العمل السياسي، وهذا الأمر هو الذي أدى إلى حروب، بحسب قوله، وأشار إلى فتاوى حرضت على العنف، وأكد أن هذا الفصل بين الدين والدولة أمر مطلوب كي تقف الدولة على مسافة واحدة من كافة الأديان والانتماءات الإثنية.



تقال مثل هذه التصريحات السمجة وكأن الإسلام هو الحاكم اليوم وهم يعلمون علم اليقين أن السودان منذ أن هدمت الدولة الإسلامية دولة الخلافة لم يقم فيه حكم للإسلام، والإسلام مفصول عن الدولة تماماً، ويمارس الحكام هذا الأمر تطبيقاً وطاعة لأسيادهم في الغرب المستعمر الذين همهم نشر العلمانية في بلاد المسلمين لأنهم يعلمون علم اليقين أنه عندما يطبق الإسلام كاملاً في دولة ويحمل إلى العالم بالدعوة والجهاد سيغزوهم في عقر دارهم، وللأسف نجح الكفار في شراء ولاء الحكام الذين ما فتئوا يطبقون أنظمتهم بكل استماتة لنيل رضاهم.



فالعلمانية قائمة في السودان وفي كل بلاد المسلمين منذ أن هدم مجرم العصر مصطفى كمال، لعنة الله تغشاه، دولة الخلافة دولة العز. ومنذ ذلك الوقت ومنذ أن تبنى حكام المسلمين العلمانية لم تنعم الأمة بالخير والرفاهية؛ فكل الحكومات التي تعاقبت على حكم السودان لم يرض عنها الناس لأنها أذاقتهم الأمرّين في ظل نظام علماني أفقر البلاد والعباد وها نحن نتلظى بنارها إلى يومنا هذا.



فمنذ خروج الكافر المستعمر من السودان كما جاء في إحدى المراجع التي رصدت تشكيل حكومات السودان: (بلغ عدد الحكومات التي تم تشكيلها منذ الاستقلال حتى عام ٢٠١٣م ٥٣ حكومة أو تعديلاً في حكومة)، لم تحكم ولا واحدة منها بالإسلام، وقد ثار الناس عليها جميها فأسقطت إما بانتفاضة شعبية أو بانقلاب عسكري.



فما جنت البشرية من هذه العلمانية إلا كوارث اجتماعية وسياسية وأخلاقية واقتصادية و...، فعندما تبنى الغرب الديمقراطية بعقيدتها العلمانية ونظامها الاقتصادي الرأسمالي، اكتوى بويلاتها وشرورها. فعلى الصعيد الإنساني، باتت المجتمعات الغربية أشبه بالغاب؛ القوي يأكل فيها الضعيف، والغني يستعبد الفقير، وبات من الطبيعي أن ترى المجتمعات طبقات، والأحياء مستويات، والمدارس أنواع، والمطاعم درجات،... الخ. هناك من يموت في الطرقات جوعاً دون أن يكترث به أحد أو يسأل عنه أحد، وهناك من يعتدي على حرمات الآخرين وأرواحهم دون أن تجد من يلومه أو يضع له حداً.



أما أخلاقياً، فالمجتمعات الغربية، باتت مجتمعات منحلة أخلاقياً، مجتمعات يسود فيها الجنس وتجارة الرقيق، والمصلحة والمنفعة المادية هي السائدة والمتحكمة في علاقات المجتمع، فالكذب والغدر والغش والخداع والنفاق والخيانة أخلاق مقبولة ورائجة في سبيل تحقيق المصلحة المادية، والمجتمع خال من القيم الإنسانية والأخلاقية والروحية في مقابل قيمة مادية طاغية متحكمة في علاقات المجتمع.



وأما اقتصادياً، ففي ظل الرأسمالية أصبح المجتمع قسمين؛ طفيلياً جشعاً يعيش على دماء الشعوب، وآخر فقيراً يجاهد ويعاني الأمرين من أجل قوته وقوت عياله، حيث 5 بالمائة من المجتمع يملكون أكثر من 90 بالمائة من الثروة، في مقابل 95 بالمائة من المجتمع لا يملكون 10 بالمائة من الثروة. ففي أكثر المجتمعات ثراءً وغنى تجد من يعيش في الشوارع ويقتات على ما يجده في حاوية النفايات، ولذلك ليس غريباً ما شاهدناه مؤخراً من مظاهرات في مئات المدن الغربية التي خرجت مطالبة بإنهاء الرأسمالية، واحتلال رموزها كما في أمريكا "احتلوا وول ستريت". ومن أجل المصالح الاقتصادية للطغمة الحاكمة استبيحت المحرمات، وارتكبت المحظورات؛ تجارة السلاح والمخدرات والجنس والرقيق، وتلويث البيئة، ومقامرة بأموال الناس ومحدودي الدخل فيما يسمى بسوق المال والبورصة.



أما سياسياً، فالقاعدة عند الغرب أنّ السياسة هي الكذب، وكفى بهذا الشعار ممثلاً لما يمكن أن يكون الواقع السياسي في المجتمعات الغربية؛ كذب على الشعوب وخداعها، واحتلال واستعمار للبلاد الضعيفة من أجل مصالح الدول الكبرى، ومص دماء الشعوب وسرقة أموالها واستباحة أراضيها من أجل منافع مادية.



هذه هي صورة الحياة في ظل العلمانية، ونظامها الاقتصادي الرأسمالي، فالحكام اليوم وأمثال المتمردين آركو مناوي وعبد العزيز الحلو ليس همهم إنسان هذا البلد أو مصلحته، إنما همهم الوحيد أن تشفع لهم مثل هذه التصريحات عند أسيادهم فينالوا رضاهم ولو بسخط الله عليهم.



لم تنعم البشرية ولن تنعم إلا في ظل نظام رباني مصدره الوحي من الله تعالى العليم الخبير نظام الخلافة الذي عندما طُبق لم يجد خليفة المسلمين فقيراً يستحق الزكاة فقضى ديون الرعية وزوج من أراد الزواج وأغدق المال على أهل الذمة وما زال المال وفيراً فقال قولته المشهورة "اشتروا قمحاً وانثروه فوق الجبال حتى تأكل الطير ولا يقال جاع طير في بلاد المسلمين".





كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

الأستاذ عبد الخالق عبدون علي

عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية السودان

أم حنين


جزاكم الله خيرا
.
Invision Power Board © 2001-2024 Invision Power Services, Inc.