بسم الله الرحمن الرحيم

مع الحديث الشريف
وليتبروا تتبيرا، لا وليسلموا تسليما أيها الخونة



نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

جاء في فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني "بتصرف" في باب قتال اليهود:

حدثنا إسحاق بن محمد الفروي حدثنا مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "تقاتلون اليهود حتى يختبئ أحدهم وراء الحجر فيقول: يا عبد الله هذا يهودي ورائي فاقتله".

أيها المستمعون الكرام:

إن أمة الإسلام وهي تعيش مخاض التغيير هذه الأيام، لتترقب ما يجري في فلسطين بيت المقدس في أضواء حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم "حتى يقول الحجر والشجر: يا عبد الله هذا يهودي ورائي فاقتله"، بل لقد باتت اليوم تدرك حق الإدراك ما آلت إليه الأحداث على أيدي من تنازل عن فلسطين، حيث أصبحت ملكا ليهود بحسب هذه الاتفاقيات والتوقيعات الباطلة.

أيها المسلمون:

ولعل في هذا الحديث ما يكفي لبيان حجم الجريمة التي قام بها هؤلاء المجرمون الذين باعوا وتنازلوا وخانوا... فالله سبحانه يعدنا ويبين لنا نهاية هذا الصراع ... (وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيرًا)، ولكن هذه الزمرة الخائنة المارقة لسان حالها يقول: "وليسلموا تسليما"، فقد جعلوا من السلام مع كيان يهود خيارا استراتيجيا بعد أن تنازلوا عن أكثر من ثمانين بالمائة من أرض الإسراء والمعراج، هذه هي مخرجات العلمانية والديمقراطية، هذا نتاج تحكيم غير شرع الله، فكيف لأمة أن تقبل بكفرهم وبخيانتهم؟! كيف لأمة هذا حالها ولا تعمل لإقامة دولة الإسلام التي ستقضي على كيان يهود وعلى من يشدّ على يديه.

اللهمَّ عاجلنا بخلافة راشدة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.

أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

كتبه للإذاعة: أبو مريم