نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

جاء في فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني بتصرف في "باب إذا لم تستحي فاصنع ما شئت":

حدثنا أحمد بن يونس حدثنا زهير حدثنا منصور عن ربعي بن حراش حدثنا أبو مسعود قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستحِ فاصنع ما شئت".

أيها المستمعون الكرام:

إن الحياء جماع الأخلاق، فلا أخلاق بدونه، وهو من إرث النبوة حيث توارثه الناس حتى وصل إلينا، فجاء به الإسلام ورفع به العقول وزكى به النفوس، ولعل هذا الحديث الذي بين أيدينا يؤكد على ذلك ويدعو إليه، ولعل التهديد والوعيد أرجح المعاني والرسائل المستخلصة منه، وكأن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: إذا لم يكن عندك حياء فاعمل ما شئت، فإنك سوف تُجازى على ما تفعل يوم القيامة أشد الجزاء، وفي هذا يقول الله تعالى: "اعملوا ما شئتم" تهديدا ووعيدا.

أيها المسلمون:

إننا إذ نتمثل كلام رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم فإننا نحمل هذا الحديث ونقذف به وجوه الحكام، لا بل في وجوه علماء السوء الذين يدافعون عنهم ويزينون أعمالهم أمام الشعوب، ونقول لهم: اعملوا ما شئتم، فإنكم ستجزون ما تعملون في الدنيا قبل الآخرة، فقريبا جدا ستقام دولة الإسلام، وسيعود نظام الخلافة الذي حاربتموه طوال تلكم القرون، وستقتص من كل ظالم، (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون).

اللهمَّ عاجلنا بخلافة راشدة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.

أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

كتبه للإذاعة: أبو مريم