الخبر:


أثار مشروع قانون يسمح بتعدد الأزواج، تبنته حكومة جنوب أفريقيا، غضبا عارما في الأوساط المحافظة في البلاد. وقد لاقى القانون المقترح تأييدا واسعا بين صفوف الحركات النسوية التي تزعم أن القانون ينتصر لحقوق المرأة ويساويها بالرجل وأن المجتمعات الأفريقية لا بد أن تستعد لتحقيق مساواة حقيقية. بينما اعترض عليه من يرى أن القانون يسبب إشكالية في مسألة نسب الأطفال في مثل هذه الزيجات.

وجدير بالذكر أن جنوب أفريقيا تطبق واحدا من أكثر الدساتير تحررا ويسمح القانون في جنوب أفريقيا بتعدد الزيجات دون أي تقييد.

وقد ضمنت الحكومة هذا القانون المقترح في الوثيقة المعروفة رسميا بالورقة الخضراء وطرحتها للحوار المجتمعي في إطار مساعيها لتحقيق أكبر "إصلاح" في قانون الزواج منذ انتهاء حكم الأقلية البيضاء في 1994. (بي بي سي).

التعليق:

خرجت جنوب أفريقيا من حكم التمييز العنصري مثخنة بالجراح تفتقر لمن يضمد جراحها ويلم شعث المجتمع والناس من جديد ولكنها ابتليت كغيرها من البلاد بجرثومة الطبقة الحاكمة الفاسدة.

أثارت الحكومة موضوع تعدد الأزواج وألهت الشعب عن المشكلات الحقيقية التي تواجه الإنسان في جنوب أفريقيا. ومن أبرز هذه العقبات انعدام الأمن وانتشار العنف ضد المرأة وحوادث الاغتصاب على وجه الخصوص حيث تعتبر جنوب أفريقيا إحدى أكثر دول العالم عنفا وتسجل فيها زيادة مستمرة في جرائم الاغتصاب. وتسجل الشرطة في جنوب أفريقيا 110 شكوى اغتصاب كل يوم. كما أن معدل قتل النساء في جنوب أفريقيا يعادل خمسة أضعاف المستوى العالمي.

تحررت البلاد من نظام سياسي كانت تستعبد طبقة من البشر الناس هناك بناء على اللون ودخلت في استعباد جديد: قلة من الحكام الفاسدين بألوان متعددة تستعبد الجميع.

إن مشكلة المرأة في أفريقيا وفي جل العالم لا تنفك عن طبيعة خلقها وتكوينها فهي تحتاج كما الرجل للإحساس بالأمن والأمان، كما أنها تتوق لمعاملتها والنظر إليها كإنسان لا كأنثى خلقت لتستمتع بها الذئاب البشرية وتنهش لحمها في الغدو والآصال، فهي أم تشتاق لتربية أطفالها وتنشئتهم في بيئة آمنة مطمئنة، وهي أخت تحتاج لأخ يحميها ويحافظ عليها، وهي ابنة تحس بالأمان في حضن والدها. وكل هذا بعيد كل البعد عن إله المجموعات النسوية المسمى مساواة الرجل بالمرأة. لذلك لن تجد نساء جنوب أفريقيا الحماية من الاغتصاب والعنف في داخل البيت وخارجه لمجرد أنهن قد تزوجن بأكثر من رجل، بل سيكون هذا مدعاة لاختلاط الأنساب ومزيد من التفكك في بنية الأسرة والمجتمع.
إن خالق البشر قد جعل منهم رجالا ونساء، وفطر كلاً منهما على أمور لا يمكن تجاوزها وتعديها، وإن التمرد على هذه الفطرة هو ضرب من الجنون ومحاربة لطواحين الهواء! فيا نساء أفريقيا والعالم أجمع تعالين إلى كلمة سواء؛ أن نكفر بفكرة المساواة وننبذها لنعيش في أمن وأمان.

﴿صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً﴾



كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
هدى محمد (أم يحيى)