على إثر تداول صور احتفال خاص على مواقع التواصل الإلكتروني تظهر فيه فتيات يرتدين الخمار، ثارت ثائرة العلمانيين في تونس من إعلاميين ومنظمات وجمعيات فنصبوا البرامج التلفزية والإعلامية وأصدروا البيانات المنددة مغتنمين الفرصة لضرب الجمعيّات القرآنيّة المستهدفة منهم.

ولئن صرّح مندوب حماية الطفولة بالمنستير أن الأمر لا يتجاوز الاحتفال العائلي إلا أن ذلك لم يَحُلْ دون تحركه للاتصال بالعائلات للتحقيق في واقع الفتيات وعلاقتهنّ بأوليائهنّ باعتبار أن القانون التونسي يحمي الطفل من التعرض لأفكار التعصب والتطرف! في إشارة واضحة إلى أنّ التمسّك بأحكام الإسلام ومنها ارتداء الخمار هو من قبيل التّطرف الديني.

وإننا في القسم النسائي بالمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية تونس:

1- نذكّر العلمانيين المتغرّبين أعداء الهويّة أنّ التّونسيين معتزون بإسلامهم متمسّكون به على الرغم مما ذاقوه من ويلات تحت نظامي بورقيبة وبن علي اللذين حاربا الدّين ونكّلا بنساء المسلمين لارتدائهن الخمار ومع ذلك لم يفلحا في طمس العقيدة الإسلامية والتمسك بها فاندثرت الدكتاتوريات وظلت العقيدة كشجرة مباركة جذرها ضارب في الأرض حية في نفوس الناس وظلوا قابضين على الشريعة الإسلامية لا يُحاجّون فيها ربّهم ولا يُفاصلون في أحكامها.

2- نبيّن أنّ الاستجابة لأحكام الله وتربية أبنائنا وبناتنا على الإسلام فرض وهو جزء لا يتجزأ من العقيدة الإسلامية، وحكم الخمار واضح في كيفية وزمن وجوبه لقول الله تعالى: ﴿وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ﴾ [النور: 31] وقول الرسول ﷺ: «يَا أَسْمَاءُ، إِنَّ الْمَرْأَةَ إِذَا بَلَغَتِ الْمَحِيضَ لَمْ يَصْلُحْ أَنْ يُرَى مِنْهَا إِلَّا هَذَا وَهَذَا – وَأَشَارَ إِلَى وَجْهِهِ وَكَفَّيْهِ».

3- نؤكد أنه من خلال المواقف المذكورة فقد أثبتت المنظومة العلمانية مدى انبتاتها عن واقع الناس في تونس ومدى ارتباطها بالنظام الليبرالي العالمي الذي يُحدد من دون الله المفاهيمَ الفكرية والأخلاقية للصواب والخطأ ثم يفرضها على البشرية ومنها البلاد الإسلامية عبر مؤسساته وهياكله كالأمم المتحدة والمنظمات الدولية التي تفرّخ في بلادنا خلايا مشبوهة وهياكل إعلامية مرتهنة القرار والخط التحريري، لا تستنفر ولا تستفيض في النضال إلا من أجل قضايا ظالمة منتهكة لحقوق الناس ومصادِرة لأحكام دينهم وثقافتهم، غاضين بذلك الطرف عن المآسي الحقيقية التي تعيشها الطفولة في تونس من عمالة في تنظيف المنازل وتحرش جنسي يصل للاغتصاب وتسول في الشوارع وارتفاع نسب الانقطاع عن التعليم بسبب سياسة الإفقار الممنهجة للاستعمار الرأسمالي في تونس مثل عدم توفير وسائل النقل والبنية التحتية الصالحة ونقص حاد في العشر سنوات الأخيرة في الأطر التعليمية والتربوية التي تم إيقاف انتدابها خضوعا لصندوق النقد الدولي ونزولا عند رغبته؛ وذلك ضمن شروط قروضه الملعونة.

4- نحذّر من خطورة تركيز المنظومة العلمانية على مراقبة العائلات المسلمة في كيفية تعاطيها مع تربية أبنائها وبناتها فهو في الحقيقة بعيد كل البعد عن حماية الأطفال بل هو عمل مُسيس بامتياز يُحركه المُدبر الغربي الذي يجند الجهات الرسمية في الدولة لتتحول إلى محاكم تفتيش على شاكلة ما يقوم به ماكرون في فرنسا تجاه الجاليات المسلمة، وهو دليل ثان على مدى ارتباط النخب العلمانية في تونس بالثقافة الفرنكفونية العنصرية.

5- نوضّح أنّ هذه المواقف هي انعكاس لانخراط تونس في مؤامرة توقيع الاتفاقيات الدولية التي حذرنا منها كثيرا في القسم النسائي لحزب التحرير في ولاية تونس كاتفاقية سيداو واتفاقية إسطنبول المعنيّة بالمرأة والطفل وخصوصا الفتيات، التي تجبر الدول الموقعة على التدخل في القيم والعادات والأحكام الدينية التي تحملها المجتمعات والتي لا تخضع لمعايير القيم العلمانية الليبرالية.

6- نؤكد على تمسّك العائلات المسلمة بتربية بناتها وفق أحكام شرعهن أمام تجاوبهن وإقبالهن على الخمار في رفضٍ مطلق لثقافة النسويات مؤسسات لجيل النصر والتحرير، جيلٍ يبني للأمة دولة الإسلام الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.

قال رسول الله ﷺ: «إنَّ اللَّه تَعَالَى فَرَضَ فَرائِضَ فَلاَ تُضَيِّعُوهَا، وحدَّ حُدُوداً فَلا تَعْتَدُوهَا، وحَرَّم أشْياءَ فَلا تَنْتَهِكُوها، وَسكَتَ عَنْ أشْياءَ رَحْمةً لَكُمْ غَيْرَ نِسْيانٍ فَلا تَبْحثُوا عَنْهَا».


الناطقة الرسمية للقسم النسائي لحزب التحرير في ولاية تونس
الأستاذة حنان الخميري