الحرب في اليمن دخلت عامها السادس ولا بوادر على قرب نهايتها، والأزمة في اليمن هي من أسوأ الأزمات الإنسانيّة في العالم التي لم يجْنِ أهلها منها إلّا الدمار والخراب والمجاعة والفقر وإراقة الدماء وإثارة الفتن.

حرب عبثيّة ضمن صراعات دوليّة بأدوات إقليميّة ومحليّة دمّرت جيلا بأكمله وجعلت العمليّة التعليميّة في خطر؛ إذ إنّ 6 ملايين طفل في اليمن مهدّدون بالانقطاع عن الدراسة بينما تجاوز عدد المنقطعين في الوقت الراهن مليوني طفل من البنين والبنات ممن هم في سنّ التعليم!

إنّ تعطيل العمليّة التعليميّة في اليمن مستهدف من أطراف الصّراع، فقد تمّ تسجيل 231 اعتداء على المدارس منذ آذار/مارس 2015، من طرف الحوثييّن وقيادات عاصفة الحزم، كما تمّ تدمير كلّي للكثير من المنشآت التعليميّة ومن ثمّ تحويل بعضها إلى مراكز إيواء للمُهجّرين، أو ثكنات عسكرية لأدوات الصراع، ومن جهة أخرى، فإنّ ثلثي المعلّمين لم يتقاضوا رواتبهم بصفة منتظمة منذ أكثر من 4 سنوات بسبب النّزاع، ممّا جعل الكثير منهم يتوقّف عن التدريس للبحث عن عمل آخر لإعالة أسرهم.

وعلى هذه الحال، أصبح الكثير من الأطفال عالقين في دوّامة مستديمة من الفقر والانقطاع عن التعليم، ممّا دفعهم إلى أعمال شاقّة وخطيرة لتوفير القوت لأهاليهم، أو تعرّضهم للاختطاف على يد مليشيّات الحوثييّن، وكذلك أوباش هادي والانتقالي لهم نصيب في تجنيدهم في صفوفهم واستغلالهم، وكلا الطرفين يستغلهم في القتال، وما انفرد به الحوثي عمل دورات لغسل أدمغتهم في الولاء لفكر جماعة الحوثي الطائفي.

أليس من حقّ أطفال اليمن أن يحيوا حياة سويّة ويمارسوا حقوقهم الطبيعيّة ومنها حقّهم في التعليم وتحصيل الشهادات وبلوغ مناصب أكاديميّة ينتفعون منها وينفعون بها؟!

فبينما ينشغل العالم الغربي بغزو الفضاء وتفعيل الروبوت وبلوغ مستويات عالية من التحصيل العلمي والتكنولوجي، يُحرَم أطفال اليمن من حقّهم الأساسيّ في التعليم وسط صراع محموم على بلادهم وخيراتهم، صراع مصالح القوى بين أمريكا وبريطانيا، عن طريق عملائهم الإقليميين (إيران والسعودية والإمارات) وأدواتهم المحلية مليشيات الحوثيين إلى زبانية عبد ربه منصور هادي ومليشيات المجلس الانتقالي إلى طاغوت الأمم المتحدة.

لقد ضاق أهل اليمن وأطفالهم ذرعا بهذا الظلم الذي اجتمع عليهم، لكنّ الشعور بالظلم ليس كافيا لصنع التغيير، جدير بكم يا أهل اليمن خاصّة والمسلمين عامّة، أن تقفوا في وجه الظالمين المتصارعين وأسيادهم من الكفار المستعمرين، وأن تعملوا لما يحقق سعادتكم ورضوان ربكم؛ وذلك بتحكيم الإسلام وإيجاده في واقع حياتكم عن طريق إقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.

وقتها سيعود اليمن سعيدا أفضل ممّا كان بكثير، بحكم الإسلام وعدله، وسيعود اليمن منارة للعلم والدّين واللغة ويعود يُمناً وبركة على المسلمين جميعا.


القسم النسائي
في المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير