نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ وَرَّادٍ، مَوْلَى الْمُغِيرَةِ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ عَلَيْكُمْ عُقُوقَ الْأُمَّهَاتِ، وَوَأْدَ الْبَنَاتِ، وَمَنَعَ وَهَاتِ، وَكَرِهَ لَكُمْ ثَلَاثًا: قِيلَ وَقَالَ، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ، وَإِضَاعَةَ الْمَالِ». (صحيح ابن حبان 5646)

أيها الأحبة الكرام:

إن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي نبيه عليه الصلاة والسلام، محمد بن عبد الله، أما بعد:

إن هذا الحديث يخبر بأفعال حرمها الله ورتب عليها إثمًا كبيرًا، ومنها عقوق الأمهات، فقد خصّ الله سبحانه وتعالى الأمهات بالبر هنا، اهتمامًا بهن، ورتب على عقوقهن الإثم الكبير. الأمر الآخر هو قتل البنات، لأنهن إناث فقط! وهذا مما كان من الجاهلية من أجل ألا توقعهم البنت في العار وتعيب مكانتهم في المجتمع! فهذا الفعل كان مهمًا لأصحاب "الشرف" الذين يسعون للحفاظ عليه بالقضاء على بناتهم! وهم كالذين يبيعون بناتِهم اليومَ وشرفَهم تحت ظل النظام الرأسمالي اليوم، بل حالهم ينطق أن الجاهلية أشرف منهم، لكن الإسلام هو الذي حفظ الشرف والكرامة لجميع البشر، ورفع قيمة الإنسان إلى أعلى الدرجات، وهو أحق أن يُتبع ويُطبق. الأمر الأخير الذي يحرمه الحديث هو منع الحق أصحابه، ففيه غضب من الله وظلم.

كما هناك أمور كرهها الله سبحانه وتعالى، ذكرها الحديث، ومنها من متعلقات الكلام، من كثرة نقل الكلام والاشتغال به، وكثرة السؤال من غير سبب فقط لأجل السؤال أو تشتيت الناس. وآخر ما كرهه الحديث هو بعثرة المال وصرفه في غير المكان المناسب، فالمال مما سيُسأل عنه المسلم يوم القيامة، فعلينا الابتعاد عما يُعرضنا إلى ما لا يحمد عقباه.

اللهَ نسأل أن نكون من الذين يعلمون ويعملون بما جاء به الرسول الكريم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأن يبعدنا عن المحرمات ويجنبنا المكروهات، اللهم آمين.

أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.



كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح (رحمه الله)