بسم الله الرحمن الرحيم

مع الحديث الشريف
الستر من النار




نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أَخْبَرَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ مَوْهَبٍ، حَدَّثَنَا الْمُفَضَّلُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَيَّاشٍ الْقِتْبَانِيِّ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ الْعُكْلِيِّ، عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «اجْعَلُوا بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الْحَرَامِ سُتْرَةً مِنَ الْحَلَالِ، مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ اسْتَبْرَأَ لِعِرْضِهِ وَدِينِهِ، وَمَنْ أَرْتَعَ فِيهِ كَانَ كَالْمُرْتِعِ إِلَى جَنْبِ الْحِمَى يُوشِكُ أَنْ يَقَعَ فِيهِ، وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى، وَإِنَّ حِمَى اللَّهِ فِي الْأَرْضِ مَحَارِمُهُ»
(صحيح ابن حبان 5660).

أيها الأحبة الكرام:

إن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي نبيه عليه الصلاة والسلام، محمد بن عبد الله، أما بعد:

إن هذا الحديث الشريف يخبرنا بما يجب أن نبتعد عنه للوصول إلى رضوان الله سبحانه وتعالى والجنة، يخبر الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام بأننا يجب أن نجعل بيننا وبين الحرام ستاراً يحجبه عنا، وهو البعد عنه وعن الشبهات، فمن فعل ذلك يكون قد حافظ على دينه وعرضه، فالمرء يحميه دينه بعمله.

ويكمل الحديث الشريف بأن من يقوم بالاقتراب من الخط الفاصل بين الحلال والحرام، أي بالشبهات، فهناك احتمال كبير بأن يقع بالمحظور ويرتكب المعصية. ثم أكد الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام أن لكل أرض حدوداً معينة لصاحبها، وكذلك الأمر بالنسبة لأحكام الله، وملكه هو حدوده، من تجاوزها استحق سخطه. يجب أن ندرك أن الله تعالى هو وحده صاحب التشريع ولا شريك له، فلا نتجاوز حدوده، ونلزم ما سمحه لنا.

الله نسأل أن يجعلنا من الذين يستغنون بحلاله عن حرامه، ويجعل أعمالنا سترًا لنا يوم القيامة، اللهم آمين.

أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.



كتبه للإذاعة : د. ماهر صالح (رحمه الله)