بسم الله الرحمن الرحيم

مع الحديث الشريف
السكوت عن الظالم يستوجب العقاب




نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، قَالَ: قَرَأَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ هَذِهِ الْآيَةَ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ(، قَالَ: إِنَّ النَّاسَ يَضَعُونَ هَذِهِ الْآيَةَ عَلَى غَيْرِ مَوْضِعِهَا، أَلَا وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: «إِنَّ النَّاسَ إِذَا رَأَوَا الظَّالِمَ فَلَمْ يَأْخُذُوا عَلَى يَدَيْهِ، أَوْ قَالَ: الْمُنْكَرَ فَلَمْ يُغَيِّرُوهُ عَمَّهُمُ اللَّهُ بِعِقَابِهِ» (صحيح ابن حبان 305 )

أيها الأحبة الكرام:

إن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي نبيه عليه الصلاة والسلام، محمد بن عبد الله، أما بعد:

إن هذا الحديث الشريف يخبر بأمر في غاية الخطورة على الإسلام والمسلمين، فالظالم إن لم يجد من يوقفه عند حده يزداد ظلمه، والظلم لا شك معصية يستحق صاحبها العقوبة من الله، ولكن واجبنا هو أن نقف بالمرصاد لكل ظالم حتى يستقيم الأمر، فإن وقفنا دون حراك وقعنا في الإثم وعمنا العقاب الذي أعده الله للظلمة ومن سكت عنهم.

الأمر ليس بالهزل، بل هو عظيم، ويسبب العقاب، فليس الظالم فقط مذنب، بل من يسكت عنه ولا يغير عليه ولا يعمل ليستبدل به عادلا، هو شريك في الجرم يستحق العقاب على سكوته. وها نحن نشهد في هذا الزمان كثرة الظلّام، ونرى كيف لا يحرك ساكنا من بيدهم التغيير والإنكار المادي، فأمثال هؤلاء إن لم يتداركوا أنفسهم فسوف يعمهم عقاب وعذاب من الله.

الله نسأل أن يجعلنا من الذين يقولون للظالم أنت ظالم، ومن العاملين على إزالة الظلم، واجعلنا من أهل الحق، اللهم آمين.

أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.



كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح (رحمه الله)