الخبر:


دعا الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة و19 دولة أخرى من يتولون السلطة في أفغانستان لضمان حماية النساء والفتيات. وأعربوا عن قلقهم على نساء أفغانستان مع تصاعد المخاوف من انتزاع ما وصفوه "بمكاسب حقوقية مهمة حققتها المرأة الأفغانية من بعد انتهاء سيطرة طالبان على البلاد".

وقالت مجموعة الدول في بيان لها صدر يوم الأربعاء 18 آب، نشرته وسائل إعلام عالمية: "نشعر بقلق بالغ إزاء النساء والفتيات في أفغانستان، حقهن في التعليم والعمل وحرية الحركة".

بينما تناول الإعلام الغربي مشاهد لحشود يائسة تتزاحم من أجل الفرار من حكم طالبان وتناول أخبار يومية عن قلق النساء في أفغانستان من مستقبل قاتم ينتظرهن.

التعليق:

لا شك أن قضية المرأة في أفغانستان استخدمتها أمريكا في عام 2001 كذريعة ومبرر (أخلاقي) لمغامرة استعمارية انتهت بغزو أفغانستان. حيث زعمت أمريكا السعي لتحرير نساء أفغانستان واتخذت من غزو أفغانستان واحتلالها سبيلا لذلك!! وقد حصدت هذه المغامرة الرعناء أرواح ما يزيد عن 47,000 مدني (من بينهم نساء وأطفال) ناهيك عن تشريد وترويع الملايين. وبالرغم من العبارات البراقة فقد تبنت أمريكا في غزوها لأفغانستان سياسات حربية وحشية لا تفرق بين ذكر وأنثى مثل القصف البساطي واعتقال وتعذيب النساء والرجال. فيما قللوا من شأن القصف العشوائي على الأحياء السكنية وقتل الأبرياء في قاعات الأعراس والمشافي بوصفها "أضراراً جانبية" لحرب مبرَّرة أخلاقيا.

استمر الاحتلال الأمريكي لأفغانستان منذ 2001 حتى 2021 وادعت أمريكا خلال تلك الفترة أنها تخوض حربا أخرى من أجل أن تلحق المرأة الأفغانية بنظيرتها الغربية. وتبنت خلال هذه الفترة ترسانة من التشريعات حتى تواكب المرأة الأفغانية نظيراتها في البلاد الأخرى، مثل قوانين مناهضة العنف ضد المرأة وزيادة التمثيل النسائي في البرلمان وتوظيف النساء في الشرطة والجيش والتحفيز على حرية الحركة والحرية الشخصة وانتقاد البرقع الأفغاني. وبالرغم من هذا الزخم إلا أنها فشلت تماما في تغيير نسيج المجتمع فاستمر البرقع الأفغاني في شوارع المدن والقرى وأصبحت المناطق الجبلية والريفية عصية على التغيير والتمدن والعصرنة المزعومة.

بالرغم من احتلال أمريكا للبلاد عقدين إلا أن واقع المرأة في أفغانستان أبعد ما يكون عن الصورة المثالية التي يرسمها الغرب. فالمرأة الأفغانية كغيرها من نساء ما يسمى "بالعالم الثالث" لا تطمح للقشور التي تسوق لأسباب سياسية لا تخفى على أحد، بل تسعى لتحقيق الأمن والرعاية والطمأنينة. المرأة في أفغانستان تعاني من انعدام الأمن الغذائي وسوء الرعاية الصحية، ولا تزال أفغانستان واحدة من أكثر الأماكن خطورة فيما يخص الولادة (تقرير أطباء بلا حدود، تموز/يوليو 2009).

من اللافت أن جل الهاربين من حكم طالبان هم شباب ورجال في مقتبل العمر، لم يهربوا لأن البرقع فرض عليهم أو تم تقييد حركتهم ولم يفروا من التمييز بسبب النوع. فروا من نظام سياسي واقتصادي فاشل وكانت هجرة الكثيرين هجرة اقتصادية يطمح فيها المرء الحصول على حياة كريمة ومستقبل مشرق. ولا تختلف طائرات الإجلاء في هذا السياق عن قوارب الموت التي تقل الأفغان والأفارقة وشباب مصر والمغرب العربي.

﴿أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾



#أفغانستان #Afganistan #Afghanistan
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
هدى محمد (أم يحيى)