الخبر:

(بيوتنا مأمنة)، تحت هذا العنوان كان هناك ركن النقاش في جامعة كسلا، وسط حشود من الطلاب من كلا الجنسين، حيث وقفت مجموعة تدعي تمثيلها البنات، وتدافع عن حقوقهن المهدورة من الأسرة، وتكيل التهم لأرباب الأسر لتعنيفهم البنات وعدم إعطائهن الحرية الكاملة كما يزعمون!

التعليق:

هذه المجموعة من المتحدثات ليس لهن أدنى علاقة بأهمية ووزن الأسرة في هذا الوقت العصيب الذي نعيشه، وبخاصة بعد التوقيع على اتفاقية سيداو، فما هو ملاذ البنت غير الأسرة؟ من يؤويها ومن يحميها إن فقدت أسرتها، والقوانين تسلعها وتقدمها فريسة سهلة تسمح لها بالتبرج والاختلاط والحرية الكاملة، فيجد ضعاف النفوس فرصة سانحة فيفعلون بالبنات ما تسول لهم أنفسهم المريضة فيبيعون ويشترون في سوق النخاسة المعاصر للفتيات؟ كل ذلك بسبب حكومة لا تنظر للمرأة إلا في إطار الفكر العلماني الغربي الذي يجعل حياة البنات والنساء عموما حياة ملؤها الأسى والحزن والانتحارات التي لم يسجل التاريخ لها مثيلاً في حضارة تدعي حفظها حقوق المرأة بسبب بُعد الفتاة من سن 18عام عن حضن الأسرة التي هي الأمن والأمان، والزج بالبنات في مجتمع لا ينظر للصلات بين المرأة والرجل إلا بمنظار الأنوثة والذكورة، فتقع المآسي التي تعلنها الدوائر الرسمية ويعجز اللسان عن وصف الانتهاكات بالثانية والدقيقة للفتيات والنساء!

إن تمدد هذا الفكر المدمر داخل الجامعات هو أمر مخز، وهو تخلخل داخل المجتمع ومحاولة تفكيكه من الداخل، والسماح لهؤلاء (الفمينست) بتناول مواضيع خطيرة كهذه، ومحاولتهن تحريض الفتيات للتمرد هو أمر خطير جدا يجب إخماد تلك الشرارة الخبيثة في مهدها بتبصير الطالبات وهن مسلمات والحمد لله، بدينهن وعظمة تشريعاته التي جعلت حياة النساء في مكان شامخ يوم كانت لنا دولة تطبق شرع الله. إن الأسر السودانية نموذج مشرف، وحالات التعنيف الأسري تعد حالات شاذة وتحدث في ظروف غامضة لا يمكن تعميمها.

إن الدول ذات الفكر الناهض الراقي تعد التماسك الديموغرافى الداخلي رمز قوة لا تفرط فيه. أما حكومات التبعية والخنوع فلا يهمها إلا كراسيها المعوجة إزاء المجتمع وحمايته من التفكك بالمحافظة على نواته؛ الأسرة فهي آخر ما تفكر فيه.

إن بسط العدل والإنصاف في المجتمع هو كل لا يتجزأ يجب أن ينبع من قناعات ومقاييس وهوية أهل السودان المسلمين الذين للبنات عندهم مكانة أنها إذا رباها أبوها إلى أن يزوجها أدخلته الجنة، وهي الزوج التي حصل عليها زوجها بميثاق الله الغليظ، وهي قبل ذلك الأم التي تحت أقدامها الجنة.

إن دولة الخلافة الإسلامية ستحاسب كل المتورطين في تسويق بضاعة الغرب الكاسدة في مجتمعنا من الحكومة الفاشلة إلى (الفمينست) الذين وقعوا في الاستلاب الحضاري الذي أعمى أبصارهم فلا يرون إلا من خلال مرآة الغرب الكافر المستعمر.


كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
غادة عبد الجبار (أم أواب) – ولاية السودان – القسم النسائي