نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَقَدْ رَأَيْتُ رَجُلًا يَتَقَلَّبُ فِي الْجَنَّةِ، فِي شَجَرَةٍ قَطَعَهَا مِنْ ظَهْرِ الطَّرِيقِ، كَانَتْ تُؤْذِي النَّاسَ». رواه مسلم برقم 4874.

أيّها المستمعون الكرام:

إن الإسلام دين عبادة وعمل ونظافة كما هو دين تعاون واجتماع وحكم وسياسة، وفي هذا الحديث إخبار يراد منه الطلب والعمل، بأن يمتنع المسلم عن إيذاء أخيه المسلم وإلحاق الضرر به، ولا شك أن هذا الحكم الشرعي معلوم من الدين بالضرورة، ولكن ما ليس بمعلوم عند البعض من أبناء هذه الأمة الكريمة أن علماء السلاطين اختزلوا هذا الحديث في الأمة فقط، وكأن إزالة الضرر مقتصرة عليها فقط، وتناسوا أن أكبر ضرر وأعظم إيذاء هو ما كان من قبل حكام الجور الذين قهروا الأمة منذ أمد بعيد.

أيها المسلمون:

لقد غفل البعض عن هذا الحقيقة وهذا الواقع وتنادوا فيما بينهم بعدم إلحاق الضرر وعدم الإيذاء، وأخذوا يذكرون رجلا يتقلب في نعيم الجنة لأنه قطع شجرة من ظهر الطريق كانت تؤذي الناس، وغفلوا عن حكامهم وعن إيذائهم الناس ليل نهار، وكأن الحكام لا يشملهم السؤال، فأين من يخرج على هؤلاء الحكام ويقطع رقابهم ويزيل ضررهم من الطريق؟ أين من يخرج عليهم ضربا بالأعناق فيزيل عروشهم لتقام على أنقاضها دولة العدل، دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوّة؟

اللهمَّ عاجلنا بخلافةٍ راشدةٍ على منهاجِ النبوةِ تلمُّ فيها شعثَ المسلمين، ترفعُ عنهم ما هم فيهِ من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرضَ بنورِ وجهِكَ الكريم. اللهمَّ آمين آمين.

أحبتَنا الكرام، وإلى حينِ أنْ نلقاكم مع حديثٍ نبويٍّ آخرَ، نتركُكم في رعايةِ اللهِ، والسلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ.

كتبه للإذاعة: أبو مريم