بسم الله الرحمن الرحيم

مع الحديث الشريف
حماية الأعراض




نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عن سعيدِ بنِ زَيْدِ بنِ عَمْرو بنِ نُفَيْل قَالَ: سمِعت رسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «وَمَنْ قُتِل دُونَ دِينِهِ فَهو شهيدٌ، ومنْ قُتِل دُونَ أهْلِهِ فهُو شهيدٌ». رواه الترمذي برقم 1356.

أيّها الأحبة الكرام:

لقد كان لحماية الأعراض عند العرب شأن كبير في حياتهم، فهي من أخلاقهم الكريمة، إذ كانت المرأة عنوان شرفهم وذروة مجدهم وعزتهم وكرامتهم، فلم يتركوا وسيلة لحماية هذا الشرف إلا وجربوها، بل جاوز بعضهم الحد في ذلك فوأدوا بناتهم مخافة لحوق العار بهم. وجاء الإسلام بعد ذلك وجعل الاعتداء على أعراض المسلمين منكر فظيع، وأوجب على المسلمين رده بكل الإمكانيات، فدافع عن المرأة وحفظها أمّا وأختا وقريبة وجارة وزوجة.

أيها المسلمون:

إن الإسلام الذي أمرنا أن نموت ونستشهد دفاعا عن أعراضنا أمرنا في نفس الوقت أن نصون أعراضنا، بإحسان تربية البنات وحسن رعايتهن، وأمر الولي بمنع المرأة التي هو مسؤول عنها من الفاحشة، وإن ما نشاهده اليوم من جرائم ومصائب طالت أعراضنا حتى وصل بنا الألم إلى العصب، إنما هو بفعل الحكام المجرمين الذين لم يتركوا مكانا إلا وأقاموا فيه حفلات المجون والخلاعة والخنا، فكان الاختلاطُ والرذيلةُ، وكانت الفاحشةُ والجريمة.

أيها الأب، كيف تقبل لابنتك أن تخرج متبرجة أو راقصة في الشوارع والطرقات؟ أيها الأخ! كيف تقبل لأختك ذلك؟ أيها العم والخال والقريب كيف تقبلون على أنفسكم ذلك؟

أتبكي عَلَى لُبنى وأنت قتلتَها لقَدْ هلكتْ لُبْنَى فَمَا أَنْت صَانِعُ

صحيحٌ أن مسؤولية كبيرة تقع على الدولة في منع الفاحشة ومنع أسبابها، ولكن مسؤولية الدولة لا تُعفي النساء وأولياءهن من المسؤولية، فهم محاسبون أولاً وآخراً على تصرفاتهم.

اللهمَّ عاجلنا بخلافةٍ راشدةٍ على منهاجِ النبوةِ تلمُّ فيها شعثَ المسلمين، ترفعُ عنهم ما هم فيهِ من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرضَ بنورِ وجهِكَ الكريم. اللهمَّ آمين آمين.

أحبتَنا الكرام، وإلى حينِ أنْ نلقاكم مع حديثٍ نبويٍّ آخرَ، نتركُكم في رعايةِ اللهِ، والسلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ.



كتبه للإذاعة: أبو مريم