نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عن عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ شَرَّ الرِّعَاءِ الْحُطَمَةُ». رواه مسلم برقم 1830.

أيّها المستمعون الكرام:

الحطمة من التحطيم، وهو وصف للرعاة الذين يحطمون الغنم في رعايتهم السيئة لهم، فالإسلام جاء ليؤكد ضرورة الفصل بين الذكور والإناث منعا للفساد ونشر الرذيلة وتداول العهر، إلا أن أنظمة الجور في العالم الإسلامي المتمثلة بعصابات الحكام أبت إلا أن تحارب الله ورسوله وتشيع الفاحشة بين أبناء وبنات الأمة، وذلك من خلال ما تقوم به من أعمال تهدف إلى هدم ثقافة الإسلام وضرب الأخلاق في مقتل.

أيها المسلمون:

إن هذا الإفساد المنظم الذي نراه في فلسطين مثلا من خلال المهرجانات الساقطة ليثبت أن حكام الأمة هم شر الرعاة، وأنهم الحطمة، ولعل ما تقوم به مؤسسات التعليم في فلسطين ممّا يعرف بالنشاطات اللامنهجية أو اللاصفيّة هو أكبر دليل على ما نقول، وذلك كالماراثونات التي تقوم بها السلطة المارقة التي تستدعي ركض الإناث مع الذكور معا، وماراثونات الرقص والغناء والمسرح والدبكة، ويحَ هذه السلطة ما أوقحها وما أوقح فعلها؟ فأي ربط بين الركض والتعليم؟ وأي تواصل بين الدبكة والعلم؟ أتحرر فلسطين أيتها السلطة من خلال الحفلات السقاطة والإسقاط؟ أيحرر الأقصى من خلال الاختلاط والمجون؟ ما لكم كيف تحكمون؟ بل هي هجمة شرسة ترمي إلى هدم حصن عظيم من حصون الأمة، ألا وهو حصن الشباب، فهلا وقفت لهم الأمة بالمرصاد، وعملت على كنسهم وباقي حكام الأمة، لتعلو راية الإسلام خفاقة على الوجود مطبقة أحكام الله!

اللهمَّ عاجلنا بخلافةٍ راشدةٍ على منهاجِ النبوةِ تلمُّ فيها شعثَ المسلمين، ترفعُ عنهم ما هم فيهِ من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرضَ بنورِ وجهِكَ الكريم. اللهمَّ آمين آمين.

أحبتَنا الكرام، وإلى حينِ أنْ نلقاكم مع حديثٍ نبويٍّ آخرَ، نتركُكم في رعايةِ اللهِ، والسلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ.

كتبه للإذاعة: أبو مريم