بسم الله الرحمن الرحيم

كفى مغالطة وتشويهاً... وهل حظيت المرأة بحقوقها في غير أحكام الإسلام؟!



الخبر:


لا تزال المدارس في أفغانستان مغلقة في وجه الفتيات والمعلّمات، على الرّغم من مرور حوالي 13 يوما على فتحها للذّكور فقط من طلاّب ومعلّمين.

وقد دفع هذا الوضع عشرات الأفغانيّات للخروج أمس في مسيرة شرق العاصمة كابل للمطالبة بفتح المدارس للطّالبات. (العربيّة نت، 2021/10/01)

التّعليق:

تتواتر الأخبار التي تتحدّث عن طالبان وما تتّخذه من إجراءات تجاه المرأة الأفغانيّة فتجمع على أنّ هذه الحركة وبعد حصولها على الحكم قد أسرفت في تعاطيها مع ملفّ المرأة وأنّها تظلمها وتقصيها عن الحياة وتمارس ضدّها أنواعا من التّمييز على أساس الجنس وهو ما يخالف ما حصلت عليه المرأة من حقوق وما تسعى إليه المنظّمات والجمعيّات الدوليّة إلى نشره والدّفاع عنه من مساواة بين الجنسين - كما تدّعي.

لقد رفع العديد شعارات الدّفاع عن حقوق المرأة الأفغانيّة واعتبروها مظلومة مغتصَبة الحرّيّات في ظلّ حكومة طالبان التي تمثّل "الإسلام". وخرجت أفغانيّات - ممّن يدّعون الدّفاع عن حقوق المرأة - الواحدة تلو الأخرى مناديات بتخليصهنّ من "بطش" هذه الحكومة التي حرمتهنّ من التّعليم ومن العمل وفرضت عليهنّ قيودا يرفضن أن يخضعن لها في ظلّ مكتسبات المرأة اليوم من حقوق ومساواة بالرّجل. خرجن يندّدن بسياسة هذه الحكومة "الرّجعيّة" التي تمعن في إذلالهنّ واعتبارهنّ غير مؤهّلات كالرّجال لخوض معترك الحياة والتّمتّع مثلهم بحقّ التّعليم والعمل.

تقول النّاشطة محبوبة سراج التي تترأّس مركز تطوير مهارات النّساء الأفغانيّات، وهي منظّمة يهدف عملها لتمكين النّساء والفتيات في مجالات عدّة مثل محو الأمّيّة والتّوعية بقضايا العنف المنزليّ لبي بي سي: "كلّ هؤلاء النّساء، كلّ هؤلاء الفتيات، وكلّ هؤلاء الأشخاص هم مسؤوليّتي وعليّ أن أكون موجودة من أجل ضمان سلامتهن. لا يمكنني التّخلّي عنهن أو تركهن أو ترك البلد". هذه النّاشطة وغيرها كثير ممّن يتاجرون بقضيّة المرأة وبما يطلقون عليه حقوقا وحرّيّات وهي على النّقيض قيود واستعباد لها وتفريط في قيمتها.

هو صراع تقوده قوى ترفض سياسة حكومة طالبان وتعمل على أن تظهرها سياسة إسلاميّة ظالمة للمرأة منتهكة لحقوقها وهي من وراء ذلك تروّج لمفاهيم زائفة لا تمتّ للإسلام بصلة ولا تعكس رؤيته الفريدة لمكانة المرأة. تسعى جاهدة حتّى تزعزع ثقة المرأة المسلمة في أفغانستان في من يقولون إنّهم يطبّقون أحكام الإسلام. مساعٍ خبيثة لبثّ الشّكوك في نفوس النّساء حول أحكام دينهنّ التي يروَّج بأنّ طالبان تنفّذها فيهنّ.

إنّ ما تقوم به حكومة طالبان بغضّ النّظر عن صدق أو زيف ما يروّج عنه لا يجعلها في حلّ من مسؤوليّتها تجاه أمّتها التي ترقب بشغف حدثاً أكبر وأعظم يعيد لها عزّها ومجدها. أليس الأجدر بهذه الحكومة أن تعمل على إعادة تحكيم شرع الله وأن تعلنها خلافة على منهاج النبوة تنفّذ أحكام الله العادلة التي أنصفت المرأة بنتا وزوجة وأمّا ورعتها وصانتها وحمتها وأعطتها من الحقوق ما عجزت عنه كلّ الشّرائع البشريّة النّاقصة؟



#أفغانستان #Afganistan #Afghanistan

كتبته لإذاعة المكتب الإعلاميّ المركزيّ لحزب التّحرير
زينة الصّامت