بسم الله الرحمن الرحيم

مع الحديث الشريف
اليمين الكاذب




نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْعُمَرِيُّ بِالْمَوْصِلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَلَّى بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينِ صَبْرٍ كَاذِبًا لِيَقْتَطِعَ بِهَا مَالَ أَخِيهِ، لَقِيَ اللَّهَ وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ، وَذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ يَقُولُ (إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا)».(صحيح ابن حبان 5176)

أيها الأحبة الكرام:

إن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي نبيه عليه الصلاة والسلام، محمد بن عبد الله، أما بعد:

إن هذا الحديث الشريف يخبر بعمل في غاية القبح والإثم، ألا وهو القسم بالله تعالى والشهادة به وهو كاذب، من أجل أن يصدقه الآخر، وهذا من الجرم الذي يُهلِك صاحبه، لأن الله سبحانه وتعالى يعلم الصادق من الكاذب ولا يستطيع خداعَهُ أحدٌ أو يُخْفِيْ سريرتَهُ عليه.

أما تصديق الطرفِ الآخرِ أو الحاكمِ للحالف كذبًا فيترتب عليه ضرر وظلم لصاحب الحق، لأن الكاذب قد كذب لتحقيق مصلحة ليست من حقه، فكان هذا الجرم عظيمًا.

فكان الحلف كذبًا هنا يحقق ضررين، ضرراً على صاحبه بنيله الإثم، وضرراً على صاحب الحق بأخذ حقه كذبًا، لهذا شدد الله تعالى في عقوبة من يتعدى على حق العباد هكذا هنا.

الله نسأل أن يجعلنا من الذين يصدقون القول، ولا يوقعنا مع الكاذبين الحالفين كذبًا الشاهدين زورًا، اللهم آمين.

أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.



كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح (رحمه الله)