الخبر:

الاحتفالات الكثيفة في ذكرى مولد سيد ولد آدم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، التي ضجت بها وسائل التواصل الإلكتروني.

التعليق:

لنا إزاء ذلك وقفات ثلاث:

أولا: على مستوى الناس العاديين؛ فإن احتفالهم ليدل على مشاعرهم الإسلامية الجياشة تجاه هذا الإسلام العظيم، فهم يقومون بهذه الأعمال ظنا منهم أنها تقربهم إلى الله ويعتبرونها تعظيما لشعائر الله، لذلك نراهم يبالغون في مظاهر الاحتفال في المدارس والجامعات والشوارع والبيوت وغيرها، فالناس في جملتهم طيبون أنقياء يعظمون شعائر الله بمثل هذه الأعمال، وليت شعري لو أنهم جمعوا طاقاتهم للعمل على تحكيم دين الله في أمور معيشتهم.

ثانيا: نخب سياسية وعلمانيون ورجال قانون وغيرهم؛ يهنئون المسلمين بالمولد النبوي وهم يحاربون الله وأحكامه ولا يؤمنون إلا بالديمقراطية والعلمانية ويعتبرون الغرب الكافر والرأسمالية قدوتهم ومبلغ منتهاهم، فهؤلاء يهنئون المسلمين كذبا ونفاقا ودجلا، أي يحرصون فقط على أن يكون لهم شعبية أو متابعون، وهم في الحقيقة جزء من الواقع الفاسد الذي يجب تغييره، فيلزم الأمة الإسلامية أن تحذرهم وتلفظهم لفظ النواة وأن تنفضّ عنهم.

ثالثا: حكام الخزي والعار الذين يحكمون بغير ما أنزل الله؛ تراهم يعطلون المدارس ودوائر الدولة الرسمية في هذه الذكرى ظنا منهم أنهم يستميلون الناس، والأنظمة الحاكمة في بلاد المسلمين هي أنظمة تحارب الإسلام وتعمل على إقصائه من الحياة والسياسة، فكيف لتلك الأنظمة أن تدعي حب محمد ﷺ وهم يحاربون دينه ويحاربون حملة الدعوة بل يبدلون دين الله بكل جرأة على الله ورسوله في كافة نواحي الحياة؟!

إن احتفال الحكام ووسطهم السياسي بذكرى مولد سيد الخلق، إنما هو ذر للرماد في العيون وتدليس على عامة الناس.

ألا فليعلم الجميع أن حب محمد ﷺ هو الإيمان بالإسلام والعمل به وتطبيقه في كل نواحي الحياة، وأن غير ذلك ليس ذا قيمة.


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الدكتور محمد الطميزي