بسم الله الرحمن الرحيم


مع الحديث الشريف
الصدق يهدي إلى البر والكذب يهدي إلى الفجور



نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ فَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ، وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَصْدُقُ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ صِدِّيقًا، وَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ، وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا» (صحيح ابن حبان 273 )

أيها المستمعون الكرام:

إن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي نبيه عليه الصلاة والسلام، محمد بن عبد الله، أما بعد:

إن هذا الحديث الشريف يخبرنا بأمر يفصل الإنسان المؤمن عن غيره، فالمؤمن بالله إذا عصى الله استغفر، وهو صادق لا يكذب، وكما أشار عليه الصلاة والسلام فإن الكذب يوصل إلى النار. قد يقول قائل: أليس الكذب معصية، إن تاب عنها المؤمن غفر الله له؟ نعم هي كذلك، لكن الاستمرار على هذه المعصية واستساغتها جريمة تستوجب عقابًا شديدًا من الله.

في الجهة الأخرى الصدق هي صفة المؤمنين، وهذه الصفة توصل صاحبها إلى نتيجة متحققة هي الجنة. وقد يقول قائل: إذن هل الصدق يكفي لأن ينال المرء الجنة؟ الجواب أن الأمور ليست بهذه السهولة، بل الصدق قولًا وفعلًا، فعلًا بالاستجابة لكل ما أمر الله به، لا يراوده شك، بذلك يكافأ الصادق الجنة، وليس بالاقتصار على عدم الكذب، والركون إلى هذا الأمر لنيل الجنة ومرضاة الله.

والكذب منه النفاق، حيث يظهر المرء خلاف ما يُبطن، والصدق يشمل كل ما أمر الله به لننال مرضاته.

الله نسأل أن نكون من الصادقين، ويجنبنا الكذب وأهله، ويجعلنا من أصحاب الجنة، ويحشرنا مع الصديقين، اللهم آمين.

أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح (رحمه الله)