الخبر:

جدد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن خلال الاتصال التلفوني مع ابن فرحان وزير الخارجية السعودي، جدد دعم الولايات المتحدة لتطلعات الشعب السوداني إلى الديمقراطية، مشدداً على الحاجة إلى العودة الفورية للحكومة الانتقالية التي يقودها المدنيون في السودان. (الخليج أونلاين 2021/11/01م).

التعليق:

منذ أن انقلب الفريق البرهان على الحكومة الانتقالية في السودان بداية الأسبوع الماضي، ظهر جليا على سطح الأحداث ما كان خافيا على كثير من الناس؛ من أن الحكومة الانتقالية لم يكن ولاؤها لجهة واحدة، وإنما كان ولاء العسكر لأمريكا وولاء المدنيين لأوروبا وبخاصة بريطانيا، حيث انزعجت بريطانيا ووصفت ما حدث في السودان بأنه انقلاب، وأنه خيانة غير مقبولة للشعب السوداني، والانتقال الديمقراطي، بل إن السفير البريطاني في الخرطوم قام بتصوير فيديو انتقد فيه إجراءات الجيش السوداني التي طالت الحكومة المدنية، معتبراً إياها غير شرعية، ما دعا السلطات الجديدة في السودان إلى إمهاله 21 يوما لمغادرة البلاد. وفي المقابل لم تدن أمريكا الانقلاب بشكل صريح، وإنما أعلن البيت الأبيض في بيان عقب الانقلاب أن الولايات المتحدة تشعر بقلق عميق إزاء التقارير التي تحدثت عن استيلاء الجيش السوداني على الحكومة الانتقالية. أما قول وزير الخارجية الأمريكي إن الولايات المتحدة تدعم تطلعات الشعب السوداني إلى الديمقراطية، فهو ذر للرماد في العيون فهو لم يقل بعودة الحكومة السابقة وإنما قال العودة الفورية للحكومة الانتقالية التي يقودها المدنيون وهو ما قاله البرهان، من أنه سيكوّن حكومة مدنية من كفاءات وطنية غير حزبية، ولا يمانع أن يقود حمدوك هذه الحكومة.

للأسف فإن بلدنا السودان ما زال يرزح تحت نير الاستعمار رغم الحديث عن استقلاله قبل أكثر من 65 سنة، فالوسط السياسي وسط عميل، وبخاصة للأوروبيين، وبصورة أخص لبريطانيا. أما العسكر فمنذ الانقلاب الأول الذي قاده الفريق إبراهيم عبود عام 1958م مروراً بانقلاب جعفر النميري عام 1969م، ثم انقلاب البشير عام 1989م، فإنهم يتبعون لأمريكا ويأتمرون بأمرها، وهذا الصراع بين أمريكا وبريطانيا في السودان عبر كل الحقب هو الذي أقعد السودان عن النهوض في ظل حكام عملاء يأتمرون بأمر أسيادهم ولا يهمهم ما يصيب البلاد والعباد من ويلات هذا الصراع الذي جعل ثروات بلادنا نهباً للمستعمرين، وأصاب الناسَ الفقرُ والمرض والجوع في بلد يفيض بالثروات والخيرات التي لو استغلت لمصلحة أهل البلاد لجعلتهم أغنى شعوب العالم، بل إن خيرات هذه البلاد كانت لتفيض على إخواننا من حولنا. فحريٌ بأهل السودان أن ينبذوا كلا الفريقين العميلين المتشاكسين وأن يعملوا مع المخلصين من أبناء الأمة لإقامة صرح الإسلام العظيم الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة التي تقطع يد الكافر المستعمر العابث ببلادنا والناهب لثرواتنا.



كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
إبراهيم عثمان (أبو خليل)
الناطق الرسمي لحزب التحرير في ولاية السودان