بسم الله الرحمن الرحيم

مع الحديث الشريف
ذو الوجهين




نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ شَرَّ النَّاسِ ذُو الْوَجْهَيْنِ، الَّذِي يَأْتِي هَؤُلَاءِ بِوَجْهٍ، وَهَؤُلَاءِ بِوَجْهٍ». صحيح ابن حبان 5848)

أيها الأحبة الكرام:

إن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي نبيه عليه الصلاة والسلام، محمد بن عبد الله، أما بعد:

إن هذا الحديث الشريف يخبر بشر الناس، وهم أصحاب الوجهين، الذي أمامك بوجه ومن خلفك بوجه آخر، وهذا سلوك غير سوي، يريد صاحبه به تحقيق مصلحة لا تعدو أن تكون من الأهواء. وبعض الناس يقومون بهذا الأمر ليس تقصدًا وإنما لأن من وجهة نظره من "التقية الشرعية"، بحيث يتوجب عليهم النفاق تحت ظل حكم حكام الضلال، حتى يتجنبوا شرهم وينالوا حقوقهم منهم، وهذا خطأ شائع وحرام، ويطيل عمر الظلم والفساد في المجتمع.

وقد رتّب الله على من يقوم بهذا الأمر عامدًا دون جهل، بعد أن ظهر الحق والباطل وعلم أن الله معه في كل خطوة يخطوها نحوه، وأن المانع هو الله والمعطي هو الله، رتب عليه الوقوع في الإثم وكان من شرّ الناس.

علينا أن نستحضر أن أي ضرر لن يمنعه أحدٌ سوى، وأنه لن يضرنا أحدٌ إلا بإذن الله ومشيئته، فلا حاجة من تلون الوجه حتى نرزق أو نعطى ما قد قسمه الله لنا، بل علينا معرفة الحق واتباعه مهما كلّف الأمر.

الله نسأل أن يجعلنا من أصحاب الوجه الواحد، وأن يزيل عنا فساد حكامنا، ويعيننا على إصلاح حياتنا، اللهم آمين.

أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.



كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح رحمه الله تعالى