بسم الله الرحمن الرحيم

عندما تتصارع الفيلة، يعاني العشب
(مترجم)




الخبر:

بدأت لجنة الانتخابات الباكستانية العمل على الجوانب الفنية للتصويت الإلكتروني بعد أن أقر برلمان البلاد حق التصويت الإلكتروني والتصويت للباكستانيين المقيمين في الخارج في الانتخابات العامة المقبلة في عام 2023. وستبحث اللجنة الأولى الجوانب التقنية، والتكلفة المالية الثانية للعملية، والثالثة ستدرس صعوبات تنفيذ النظام وتقترح تعديلات. (أخبار الخليج)

التعليق:

في الآونة الأخيرة، أقر البرلمان مشروع قانون لصالح نظام التصويت الإلكتروني، وقد أثار استياء المعارضة إلى حد كبير، وبدأ نقاش إذا كان نظام التصويت هذا آمنا، متناسين أن ما يصوتون له هو التهديد الفعلي الذي تواجهه الأمة.

أولا، إن أي شيء تحرص الحكومة على تحقيقه قبل الانتخابات المقبلة يظهر اهتمام القيادة الحالية، وإلا إذا كانت مصممة على تحقيق تقدم تكنولوجي، فلماذا لا يكون لدينا نظام للطاقة الشمسية وتجعل شعبنا يدفع ثمنا باهظا كل شهر مقابل الكهرباء؟! وفي بلد لا يوجد لدينا فيه ترتيب للمعوقين، ولا يوجد فيه حتى منحدر للكراسي المتحركة في أي مكان باستثناء المستشفيات، تشعر الحكومة بالقلق إزاء الباكستانيين في الخارج والعجزة الذين لا يستطيعون الوصول إلى مراكز الاقتراع! ولا يرجع اعتراض المعارضة إلى أنها قلقة على الرفاه العام، بل لأنها تخشى أن تفقد فرصة انتخابها لأن أي جزء من النظام لن يكون في متناولها.

مع أي جهاز إلكتروني، هناك دائما خطر أن شخصا ما يمكن أن يغير بشكل غير قانوني نتائج الانتخابات. ويمكن القيام بذلك إما عن طريق العبث المادي أو عن بُعد كهجوم عبر الإنترنت. كما أن السماح للناس بالتصويت باستخدام أجهزتهم الخاصة يمكن أن يشكل مخاطر كبيرة أيضا. ويمكن للسلطة تغيير الملايين من الأصوات الإلكترونية دون أن يتم اكتشافها. حتى لو لوحظ هذا لا يوجد شيء يمكن القيام به حيال ذلك. وحتى الآن، فإن العيب الأكبر لآلة التصويت الإلكترونية هو اختراق الانتخابات، ولهذا السبب فهي مربحة للغاية بالنسبة للحكومة الحالية. وهناك عناصر أخرى متعددة، مثل إذا تم استخدام شاشة تعمل باللمس في الانتخابات، يمكن أن يتم ضرب أجهزة الاستشعار في الأجهزة التي تعمل باللمس من المحاذاة عن طريق الصدمة أو الاهتزاز التي قد تحدث أثناء النقل.

وبالنظر إلى ثقافتنا السياسية، يمكن أن يطلب من أي مصنع أو شركة يتم توظيفها لنظام التصويت الإلكتروني تكييف آلات التصويت الإلكتروني وفقا لاحتياجات الحزب السياسي الحالي في السلطة. وفي هذه الطريقة من التصويت، يتم تخزين الأصوات في تخزين آمن في ذاكرة الكمبيوتر. البروفيسور دوغ جونز أستاذ ومحاضر مختص في علوم الحاسوب في جامعة لوا يقول في كتابه "التصويت الانتخابي الآمن": "لأكثر من عقد من الزمان، وقد طلب من جميع آلات التسجيل الإلكتروني المباشر لاحتواء التخزين زائدة عن الحاجة، ولكن هذا التخزين زائد عن الحاجة ليست سجلاً مستقلاً من الأصوات، لأنه تم إنشاؤه بواسطة البرنامج نفسه الذي أنشأ السجل الأصلي. ونتيجة لذلك، فإن ملفات متعددة ذات استخدام محدود للتحقق من صحة البرنامج".

ويظهر تاريخ الانتخابات الباكستانية بوضوح أن الحزب السياسي المعارض ومؤيديه يلقون باللوم دائما على السلطات في تشويه سمعة الانتخابات. لذا ليست طريقة التصويت هي المشكلة، ففي السابق، كان التصويت المخفي، وفقدان صناديق الاقتراع، واستغرق العد وقتاً أطول من المعتاد، اتهامات كبيرة والآن التصويت الإلكتروني.

إن بيئة انعدام الثقة الرئيسية هي التي ينبغي إلقاء اللوم عليها. لقد خدع النظام الماكر الناس مرات عديدة لدرجة أنهم لا يتوقعون أي خير في أي شكل أو طريقة من هذه الانتخابات. كلنا نعلم أن هذا مثل "عندما تتصارع الفيلة يعاني العشب"، ونحن نرفض الآن أن نكون ذلك العشب. إن الطمأنينة والهدوء بالنسبة للأمة الإسلامية هو فقط بسيرها وفق منهج رسول الله ﷺ؛ وذلك بإقامة الخلافة ومبايعة خليفة يحكمها بكتاب الله وسنة رسوله، هكذا بايع المسلمون رسول الله. إذا فهمت الأمة أن المسألة ليست التصويت الإلكتروني أو التصويت بالاقتراع، لكن المسألة هي على ماذا نصوت.

روى أبو هريرة عن الرسول ﷺ قال: «كَانَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ تَسُوسُهُمُ الأَنْبِيَاءُ، كُلَّمَا هَلَكَ نَبِيٌّ خَلَفَهُ نَبِيٌّ، وَإِنَّهُ لاَ نَبِيَّ بَعْدِي، وَسَيَكُونُ خُلَفَاءُ فَيَكْثُرُونَ‏.‏ قَالُوا فَمَا تَأْمُرُنَا قَالَ فُوا بِبَيْعَةِ الأَوَّلِ فَالأَوَّلِ، أَعْطُوهُمْ حَقَّهُمْ، فَإِنَّ اللَّهَ سَائِلُهُمْ عَمَّا اسْتَرْعَاهُمْ».



كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
إخلاق جيهان