الخبر:

التقى وفد من الكونغرس الأمريكي يتزعمه رئيس لجنة شؤون المحاربين القدامى في مجلس النواب، مارك تاكان، رئيسة تايوان تساي إنغ-وين، اليوم الجمعة. واعتبر رئيس الوفد الأمريكي خلال اللقاء أن تايوان تمثل "قوة من أجل الخير"، كما أشاد بالعلاقات بين تايوان والولايات المتحدة. وقال مارك تاكانو، خلال لقائه رئيسة تايوان، إن الوفد الأمريكي موجود في الجزيرة لتذكير الشركاء والحلفاء بأن المسؤولية مشتركة تجاه الأمن في المحيط الهندي. وأضاف أن التزام الولايات المتحدة "تجاه تايوان راسخ وسيظل ثابتا.. وتايوان قصة نجاح ديمقراطية وشريك موثوق به وقوة من أجل الخير في العالم".

ووصل وفد من مجلس النواب الأمريكي متكون من 5 أعضاء إلى تايوان أمس الخميس في رحلة تستغرق يومين، وهي المرة الثانية خلال شهر التي يزور فيها نواب أمريكيون الجزيرة.

هذا وكانت الصين التي تعتبر الجزيرة جزءا تابعا لها، قد أعربت في وقت سابق عن معارضتها لزيارة أعضاء من الكونغرس الأمريكي لتايوان. واعتبرت الخارجية الصينية أن مثل هذه الخطوات هي تصرفات استفزازية. (روسيا اليوم، 2021/11/26م)

التعليق:

يندفع البخار في بحر الصين الجنوبي، فماء البحر يغلي ببركان من الحيل والمكائد والفخاخ الدولية لإيقاع الصين في أزمة قد تتحول لحرب عالمية طاحنة، تلك الحرب التي قد اقتنعت الدول الكبرى جميعها بحتمية وقوعها ولذا فإن أمريكا قد تبنت سياسة التعجيل في وقوعها لمحاولة قيادتها كما تفعل في باقي الأمور والخلاص من أزمة اقتصادية خانقة على حساب الصين ولمنع الصين من التفوق أكثر في المجالات المختلفة مستقبليا.

إلا أن أمريكا تريد أن يقف الغرب ومنظوماته كلها مع أمريكا في هذه الحرب، بل وتريد أن تكون روسيا أيضا محايدة في حال حربها مع الصين. فهي لا تريد أن تدخل حربا مع الصين بصورة منعزلة فتفقد بذلك الشرعية وبالتالي تراهن في الدخول في حرب خاسرة مع الصين ستحمل أمريكا أعباءها ونفقاتها لوحدها، لذا فإن أمريكا تستعد جيدا لهذه الحرب وتريد أن تتنازل عن بعض أرباحها لحلفائها وتتخلى عن عقلية الرابح الوحيد من أجل ضمان نتيجة الحرب، ولأجل ذلك قامت بخطوات مهمة منها:

1. شجعت خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لتضمن عدم تأليب بريطانيا الاتحاد الأوروبي ضدها في حربها مع الصين.
2. إنشاء الحلف الأمريكي البريطاني الأسترالي في المحيط لضمان وقوف بريطانيا معها في الحرب.
3. وطدت العلاقات مع روسيا وسكتت عن احتلالها القرم مقابل ابتعادها عن الصين وعدم دعمها في حال وقوع حرب مع الصين مقابل دور روسي جزئي ولو مؤقت في بعض القضايا.
4. تحاول استفزاز الصين للحرب عن طريق تايوان والهند وغيرهما حتى تبدو الحرب إقليمية وأنها دعم من الدول الغربية للحلفاء في بحر الصين ولكي لا تكون أمريكا هي المسؤول عن إشعال هذه الحرب، وحتى تكون محقة بكل ما ستقوم به ويلتف الغرب حولها وحلف الناتو خصوصا في هذه الحرب.

وهكذا تكون أمريكا أعدت ونصبت الفخ الدولي للصين.

وما يدعم كل هذا اتفاق كل من الإدارتين الأمريكيتين الديمقراطية والجمهورية على ضرورة المواجهة مع الصين وترتيب أوراق هذه الحرب جيدا قبل خوضها. والكلمة الأخيرة ستكون طبعا للصين ومدى ما تخفيه من مفاجآت ممكنة داخليا واتفاقات إقليمية مع روسيا وأوروبا لصدع أحلاف أمريكا وكفها عن التدخل في شؤون الصين.



كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الدكتور فرج ممدوح