بسم الله الرحمن الرحيم

مع الحديث الشريف
عالميّة الإسلام




نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عن جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «وَكَانَ النَّبِيُّ يُبْعَثُ إِلَى قَوْمِهِ خَاصَّةً وَبُعِثْتُ إِلَى النَّاسِ عَامَّةً». رواه البخاري برقم 328.

أيّها الأحبة الكرام:

إن الإسلام مبدأ عالمي أعطى تصورا واضحا عن الكون والإنسان والحياة، فهو صالح لكل زمان ومكان، بدأ بجزيرة العرب حيث الصحراء وبساطة العيش، وانتقلت أحكامه في أزمنة وأمكنة استمرت أربعة عشر قرنا من الزمان، فتح خلالها أوروبا ووصل إلى الصين والهند وروسيا وأفريقيا، تاريخ من الحضارة الإسلامية يفتح العالم ويصهر شعوبه في بوتقة الخلافة على الرغم من الجغرافيا ومن طرائق العيش واللغات والطبائع المختلفة بينهم.

أيها المسلمون:

ليس غريبا أن تضعف الأمة وأن تصل إلى ما هي من الضعة والذل والهوان بعد أن ضعف وعيها الفقهيّ والسياسي والفكري، ولكن الغريب أن يقبل البعض من أبناء هذه الأمة اليوم وعلى وجه الخصوص من نصب نفسه عاملا لتغيير واقعها بهذا الحال، ويدّعي إمكانية تطبيق الإسلام من خلال أنظمة العهر والجور في دنيا المسلمين، وتناسى أن الكفر توحّد رغم ما بينه من خلاف، بينما الأمة لا يمكن لها ذلك رغم ما بينها من اتفاق في اللغة والدين، بل تناسى البعض منهم حقيقة الرسالة وعالميّة الإسلام، وأن الخلافة وحدها هي القادرة على إعادة الإسلام مطبقا في واقع الحياة في الداخل وحمله رسالة نور وهدى في الخارج.

اللهمَّ عاجلنا بخلافةٍ راشدةٍ على منهاجِ النبوةِ تلمُّ فيها شعثَ المسلمين، ترفعُ عنهم ما هم فيهِ من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرضَ بنورِ وجهِكَ الكريم. اللهمَّ آمين آمين.

أحبتَنا الكرام، وإلى حينِ أنْ نلقاكم مع حديثٍ نبويٍّ آخرَ، نتركُكم في رعايةِ اللهِ، والسلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ.



كتبه للإذاعة: أبو مريم