يصادف يوم 9 كانون الأول/ديسمبر ذكرى استقلال تنجانيقا/ تنزانيا التي منحتها إياه بريطانيا في عام 1961 بينما كانت في وقت سابق تحت استعمار ألمانيا قبل هزيمتها في الحرب العالمية الأولى.

على الرغم مما يسمى بالاستقلال، لا تزال تنزانيا تواجه العديد من التحديات مثل التحدي الحالي لتقنين الكهرباء والمياه لأسباب مختلفة بما في ذلك تأثير الجفاف الناجم عن تغير المناخ.

من غير المتصور حتى الآن أن تقنين الطاقة لا يزال مصدر قلق كبير بعد انخفاض مستويات المياه في العديد من السدود الكهرومائية. وقد أثر هذا الوضع على توليد الطاقة في بعض المحطات مثل محطات كيهانسي وكيداتو وبانغاني، ما أدى إلى عجز في الشبكة الوطنية بحوالي 345 ميجاوات أي ما يعادل 21 بالمائة. قبل كل شيء، هناك 15٪ فقط من أهل تنزانيا يتمتعون باستهلاك الطاقة. (بيان صحفي - أزمة الكهرباء في زنجبار أزمة أيديولوجية بالمقام الأول).

فيما يتعلق بالنقص الحاد في المياه، لا سيما في دار السلام العاصمة التجارية لتنزانيا والتي تعتمد بشكل أساسي على نهر روفو، فلا يزال أقل من المستويات العادية للإنتاج البالغة 270 مليون لتر يومياً مع عجز قدره 70 مليون لتر.

لا يمكن تجاهل قضية تغير المناخ. ومع ذلك، هناك أسباب مختلفة وراء هذا السيناريو بما في ذلك سوء الإدارة والافتقار إلى الرؤية الخاصة بالكهرباء من خلال عدم زيادة الاستثمار في مزيج متنوع من مصادر الطاقة بدلاً من التركيز بشكل أكبر على المشاريع التي تحد من إمدادات الكهرباء.

إنه لمن العار أكثر أن تنزانيا تعاني من مشاكل في المياه والطاقة والعديد من المشاكل الأخرى بعد أكثر من نصف قرن من استقلال العلم بالإضافة إلى وجود كمية هائلة من الموارد بما في ذلك كمية هائلة من احتياطي الغاز الطبيعي يقدر بـ57 تريليون قدم مكعب بإجمالي إنتاج سنوي يبلغ 110 مليار قدم مكعب من ثلاثة حقول جنوب تنزانيا. https://www.tanzaniainvest.com/gas،

كما أنها تستضيف عدداً من المناجم ذات الإمكانات الهائلة من الذهب، لدرجة أنها تتمتع بالمركز الثالث في إنتاج الذهب في أفريقيا، بعد غانا وجنوب أفريقيا، ناهيك عن احتياطي اليورانيوم. فوفقاً لشركة مانترا للتعدين بأستراليا، تمتلك تنزانيا احتياطياً من اليورانيوم لجعلها من بين أكبر 5 منتجين في أفريقيا.

https://uranium1.com/our-operations/#united-states.

وفيما يتعلق بالمياه، تتمتع تنزانيا بمصادر ضخمة للمياه مثل المحيط الهندي في الجانب الشرقي، وبحيرة فيكتوريا التي تعد من بين أكبر البحيرات في العالم التي تغطي 65.583 ميلاً مربعاً، حيث تمتلك تنزانيا وحدها حصة 49٪ من 33700 كيلومتر مربع، وهي الأكبر مشاركة مقارنة مع الشركاء المجاورين (أوغندا وكينيا). ناهيك عن بحيرة تنجانيقا، ثاني أكبر بحيرة من حيث الحجم في العالم وأعمق بحيرة في أفريقيا تحتوي على أكبر كمية من المياه العذبة.

إن مصدر البؤس والفقر والتخلف في تنزانيا وأفريقيا وجميع الدول النامية بشكل عام هو بسبب الاستغلال الرأسمالي الغربي الجشع، والافتقار إلى الاستقلال الحقيقي والرؤية الواضحة نتيجة عدم وجود ركيزة مبدئية صحيحة يسيرون شئونهم بحسبها.

لقد آن الأوان لشعوب الدول النامية بما في ذلك تنزانيا أن يستيقظوا ويدركوا بأن الرأسمالية لن توقف أبداً أجندتها الاستغلالية تجاه الدول النامية، وأن المخرج الوحيد هو اقتلاع المبدأ الرأسمالي الشرير، واستبدال المبدأ الرباني، الإسلام، به. ففي ظل دولة الإسلام "الخلافة" ستكون هي التي تنقذ العالم والإنسانية بشكل عام من التخلف ومن كل الأغلال الاستعمارية.

مسعود مسلم
الممثل الإعلامي لحزب التحرير في تنزانيا