بسم الله الرحمن الرحيم

وهل يُجنى من الشوك العنب؟!



الخبر:

انفراجة في العلاقات بين الدول الإقليمية، كما يحصل بين العديد من الدول وبين النظام السوري، أو بين الدول الخليجية أو بين تركيا وبين دول خليجية ومصر.

التعليق:

فجأةً تتلبّدُ الغيومُ بين دولٍ وأنظمةٍ وحكام في المنطقة، فتقطع العلاقات الدبلوماسية وتتأثر العلاقات البينية الأخرى، وتُدقُّ طبولُ الحرب والإعلامية منها بالذات، وينقسم المطبِّلون والمزمِّرون لهذا الطرف أو ذاك، ويراهنُ البعضُ على انتصار دولة أو محور ضدَّ آخر، ويتعشَّمون خيراً.

وفجأةً تنقشعُ الغيومُ بين المتصارعين والمتشاكسين، مع أن حالهم جميعاً لم يتغيّر، لا في أشخاصهم ولا في سياساتهم ولا ارتباطاتهم، وتُدَقُّ موسيقى السلام والوئام والأخوة والتعاون، ويلتقي القادة بالأحضان والقبلات، بتغطيةِ الإعلام والإعلاميين أنفسِهم.

وهنا أيضاً يصفِّقُ للتقارب والتعاون بين (الأشقاء) الذين نزغ الشيطان بينهم، أولئك أنفسهم الذين صفّقوا لهم أيام الاختلاف والصراع، ويطغى الحديثُ عن الخير القادم من لقائهم!

وتزمجرُ الجامعة العربية وتجمِّدُ عضوية نظام الأسد في جامعتها غير الجامعة والخالية من أيّ فائدة، بحجة أن النظام السوري يقتلُ شعبَه، فيطبِّلُ المطبِّلون ويلعنُ اللاعنون لذلك القرار، ويذهبُ بعضهم إلى أن نهاية النظام قد اقتربت وأن الفرج قادمٌ لا محالة.

وفجأةً، ولا زال سكينُ النظام السوري يجزُّ الرقاب، وآلةُ قتله تهلك الحرث والنسل، وإذا بالأنظمة نفسها تفتح أبوابها لذلك النظام وكأن شيئاً لم يكن.

وينتشرُ الحديث عن حرب لا محالة في الأزمة الخليجية، وينقسم المطبلون لهذا الطرف أو ذاك، وفجأة ودون أن يتغير شيءٌ، يُفرشُ السجاد الأحمرُ للمتخاصمين في عواصم خصوم الأمس، ويغطي الإعلام نفسه الذي غطى الخصام بالأمس ما يجري من قبلاتٍ وأحضانٍ اليوم.

وتعقدُ اتفاقيات وتبنى اتحادات بين دول وأنظمة، فتُدق طبول الوحدة والرخاء، وما هي إلا أشهر أو سنوات، وإذا بكل ذلك سرابٌ خادع كاذب.

والسؤال بعد كل هذه السنوات الخداعات، ألم يئن الأوان للمخدوعين أن ينفضوا أيديهم من هذه الأنظمة وأولئك الحكام، وأن يعلموا أن لا خير فيهم إذا تخاصموا أو إذا توافقوا.

أنظمة ودول عميلة وتابعة وخادمة من جهة، ومُدْبِرَةٌ بل ومعادية لشرع ربها من جهةٍ أخرى، أنّى يُرجى منها أو فيها خير؟!

وصدق رسول الله ﷺ: «سَيَكُونُ عَلَيْكُمْ أُمَرَاءُ يَأْمُرُونَكُمْ بِمَا لَا يَفْعَلُونَ، فَمَنْ صَدَّقَهُمْ بِكِذْبِهِمْ وَأَعَانَهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ فَلَيْسَ مِنِّي وَلَسْتُ مِنْهُ، وَلَنْ يَرِدَ عَلَيَّ الْحَوْضَ».


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس إسماعيل الوحواح