كعادته يخرج علينا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بخطب رنانة، وشعارات كبيرة دون أن نلمس لها أي ترجمة على أرض الواقع ليصدق فيه المثل " أسمع جعجعة ولا أرى طحيناً".
ففي كلمة بالمؤتمر الـ16 لاتحاد برلمانات دول التعاون الإسلامي قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: "إن سبيل إحلال استقرار وسلام دائم هو تأسيس دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة على حدود عام 1967 عاصمتها القدس".
وأشار أردوغان إلى أن "القدس ليست قضية مجموعة من المسلمين الشجعان فقط إنما قضية العالم الإسلامي بأسره".وشدّد على أن "جعل الفلسطينيين يدفعون ثمن الإبادة الجماعية بحق اليهود في أوروبا إبان الحرب العالمية الثانية ظلم وانعدام ضمير".
وأكّد الرئيس التركي أن بلاده تواصل بحزم موقفها الثابت حيال وضع القدس الشرقية وقدسية المسجد الأقصى.وتابع: "بصفتنا أحفاد لأجداد حكموا القدس بعدل طيلة 400 عام لا نريد أن نرى دما ودموعا وظلما في فلسطين".
أمام هذه التصريحات لنا أن نتساءل هل يكون حفظ مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعراجه، والمسجد الأقصى الذي حافظ عليه المسلمون على مدار التاريخ، فلا تجد في فلسطين شبراً إلا وقد سُقي بدم المجاهدين والشهداء، هل يكون حفظ الأمانة بإعطاء يهود حقا في فلسطين من خلال القبول بحل الدولتين الذي يفرط بـ 80% منها؟! أوليس هذا خيانة لكل تلك الدماء الطاهرة الزكية؟! أوليس خيانة لعهد السلاطين العظماء الذين تفاخر بأنك من أحفادهم، ومنهم السلطان عبد الحميد الثاني الذي رفض كل الإغراءات والمساومات، وأغلق الباب في وجه يهود وأطماعهم في الأرض المباركة؟!
ألا ترى يا أردوغان تلك الدماء المسفوحة صباح مساء في القدس والمسجد الأقصى وفي كافة مدن وقرى فلسطين، أم تراها عميت عيناك، وصمت أذناك إلا عن سماع رواية يهود ووساوسهم عن المحرقة المزعومة؟!
نود أن نُصدّق ولو كلمة واحدة من ادعاءاتك وتصريحاتك، فبينما نرى الجيش التركي يجوب الأرض شرقاً وغرباً من أفغانستان وحتى ليبيا، وشمالاً وجنوباً من أذربيجان حتى اليمن مروراً بالشام، لا صوناً لدماء وأعراض المسلمين هناك بل تنفيذاً لمشاريع الكفار وحماية لمصالحهم، كيف لنا أن نصدق زعمك بأنك حريص على فلسطين وأهلها وفي نفس الوقت لا نرى تلك التحركات العسكرية تجاه فلسطين لتحريرها وتخليصها من غطرسة يهود واعتداءاتهم الإجرامية.
أما وقد قلت أن فلسطين ليست قضية أهلها الشجعان فقط بل قضية المسلمين جميعاً فهذا قول حق وندينك به ونجعله في عنقك، وهو ما يوجب على المسلمين إدراك خيانة حكامهم وتآمرهم على قضاياهم، والتحرك سريعاً والضغط باتجاه تحريك الجيوش للقيام بواجبها في الدفاع عن الأرض المباركة والمسجد الأقصى وتطهيرها من دنس يهود، حينها فقط تكون المحافظة على الأمانة النبوية الشريفة، ونكون أهلاً للمفاخرة بانتسابنا للصالحين والقادة العظماء الذين أخذوا الأمة إلى ذرى المجد والعز، وهو كائن في ظل دولة الخلافة الثانية الراشدة القائمة قريباً بإذن الله.
10-12-2021