أظهر استطلاع سنوي كبير بتكليف من الحكومة، تم نشره مؤخرا، أن المسلمين - بغض النظر عن الجنس والعمر - يرفضون أسلوب الحياة الغربي الفوضوي. وقد سُئل آلاف المسلمين في ما يسمى بـ"مسح المواطنة" عما إذا كان من "المقبول" أن "تمارس ابنتهم / ابنهم الجماع قبل الزواج"، فأجابت الغالبية العظمى بـ"لا"!

ووجدت الدراسة اتفاقاً بين الشباب المسلمين الذين تبلغ أعمارهم 18 عاماً وأولئك الأكبر سناً على أن الرذيلة غير مقبولة. وهذا يثبت أن جيل الشباب من المسلمين الذين ولدوا في الدنمارك يختارون طواعية أن يعيشوا حياة إسلامية مشرفة ويرفضون الاندماج. بالإضافة إلى ذلك، لم يكن هناك اختلاف في رؤية الزنا كشيء غير مقبول، بين الرجال والنساء الذين شملهم الاستطلاع، وبغض النظر عما إذا كان يتعلق بابنهم أو ابنتهم.

لذلك، كان رد فعل وزير الاندماج، ماتياس تسفاي، محبطاً للغاية تجاه الدراسة وصرح بصوت عالٍ أن الحكومة تعني في الواقع الاستيعاب عندما تتحدث عن الاندماج: حول الالتزام بالقيم الدنماركية والمساواة بين الجنسين. (بيرلنسكي، 2021/12/08).

تحاول فضيحة تسفاي استخدام الدراسة كدليل على مشكلة "التحكم الاجتماعي السلبي"، على الرغم من أن الدراسة تظهر أن وجهة نظر الشباب المسلم هي التي يعبرون عنها، وبالتالي اختيارهم الطوعي، وهو ما قال وزير الاستيعاب أنه لن يقبله! إن الطرف الوحيد الذي يمارس السيطرة على العقل هو الحكومة نفسها.

وبلا خجل، علق وزير الاندماج على الدراسة متلاعباً بالحديث عن "اضطهاد المرأة" وإن كانت الدراسة تؤكد أن خيار المرأة المسلمة هو أن تعيش حياة فاضلة بدون خطايا كما بينت دراسات سابقة.

إنّ الحكومة في ضلال ويأس من فرض وجهة نظرها المبتذلة على المسلمين، وبالتالي فهي مستعدة لاستخدام كل الوسائل. حتى "معلمو المدارس الثانوية ومدربو كرة القدم" أعلن تسفاي أنه يتعين عليهم المشاركة في "حرب القيم" ضد الثقافة الإسلامية. ومع ذلك، تظهر الدراسات الاستقصائية الحكومية للسيطرة على العقل عاماً بعد عام أن المسلمين ما زالوا يرفضون التخلي عن هويتهم الإسلامية.

لماذا يرفض المسلمون أن يعيشوا حياة فاحشة رغم أنهم ولدوا ونشأوا في دولة علمانية؟ الجواب بسيط: يمكن لأي شخص ذي طبيعة نقية غير فاسدة أن يدرك أنه من النبل أن يعيش حياة كريمة. والإسلام يرسخ القيم الحقيقية مثل الحياء واللياقة والكرامة والفضيلة والاحترام الكبير للمرأة.

لا يمكن قول الشيء نفسه عن الثقافة التي يمثلها وزير الاندماج ويريد فرضها على المسلمين. في الآونة الأخيرة، امتد إلى شهادات حول الثقافة الجنسية والمعاملة المهينة للمرأة في القناة الرئيسية الثانية، وكذلك في البرلمان الدنماركي، حيث يوجد تيسفاي نفسه.

إذا كان وزير الاندماج الدنماركي مغروراً بما يكفي للاعتقاد بأنه يستطيع أن يجعل المسلمين ينبذون قيمهم الإسلامية، فهناك شيء واحد فقط نقوله: لن يحدث!

من ناحية أخرى، نتوقع أن يزداد باطراد عدد الدنماركيين الذين يتركون أسلوب الحياة الغربي ويختارون الإسلام.


المكتب الإعلامي لحزب التحرير في الدنمارك