الخبر:

نقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مسؤولين أمريكيين كبار أن إدارة الرئيس جو بايدن تتحرك صوب تشديد تطبيق العقوبات على إيران، وقالت الصحيفة في تقرير لها بتاريخ 2021/12/9 إن الوفد، الذي سيضم رئيس مكتب مراقبة الأصول الأجنبية بوزارة الخزانة، أندريه جاكي، سيحذر الشركات والبنوك الخاصة في الإمارات من أنها "ستواجه مخاطر بالغة" إذا استمرت في المعاملات الخاضعة لعقوبات. وتقول مصادر أمريكية إنه إذا لم يكن هناك تقدم في المباحثات النووية، فإن زيارة الوفد إلى الإمارات، يمكن أن تكون الأولى من عدة زيارات لدول أخرى لتشديد الضغط المالي على إيران من خلال الضغط على وسائلها للتهرب من العقوبات الأمريكية التي فرضتها إدارة ترامب.

التعليق:

بعد انسحاب إدارة ترامب من الاتفاق النووي مع إيران، الذي عقدته إدارة سلفه أوباما في 2015، تسعى إدارة الرئيس بايدن، في المفاوضات الجارية في فينّا، لاستئناف تفعيل الاتفاقية. ومع أنه تم عقد ست جولات من المباحثات في عهد بايدن قبل استلام الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الحكم، في 3 آب المنصرم، إلا أن رئيسي ماطل في استئناف مفاوضات فينّا، في وجه نفاد صبر واشنطن وتحذيراتها المتكررة من أن الوقت ينفد للتوصل إلى اتفاق في فينا.

وقد انتهت آخر جولة في فينّا إلى ظهور بوادر تشاؤم ومخاوف من عدم التوصل إلى نتيجة إيجابية، وسط تشدد الوفد الإيراني، يقابله تشدد من الوفد الأمريكي، الذي يشارك بشكل غير مباشر في المفاوضات عبر الوسطاء الأوروبيين.

وعلى إثر هذه الأجواء السلبية، وإن كانت المفاوضات لم تنته بعد وستُستأنف الأسبوع القادم بعد مشاورة الوفود لعواصمها، قامت أمريكا بمصادرة شحنة صواريخ مرسلة من إيران إلى الحوثيين في اليمن (سي إن إن، 2021/12/8) وشحنة نفط 1.1 مليون برميل بذريعة استفادة الحرس الثوري الإيراني، المدرج تحت قانون العقوبات الأمريكية، من مبيعها.

وقد سبق أن قام مستشار الأمن القومي طحنون بن زايد آل نهيان، الاثنين 2021/12/6، بزيارة إلى طهران حيث التقى بالرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، ونظيره علي شمخاني.

فأمريكا، التي سبق لها أن غضت الطرف عن الشحنات المتوالية، والتي ضمت أنواعا شتى من العتاد العسكري إلى جانب المواد النفطية، التي أرسلتها إيران للحوثيين في اليمن، ولحزب إيران في لبنان، قررت أن تلعب لعبة القط والفأر مع إيران. وفي هذا السياق يأتي الخبر أعلاه بالضغط الأمريكي على الإمارات لوضع حد لتطبيع العلاقات مع إيران، بما في ذلك التعامل التجاري والمصرفي، فمن المعروف أن الإمارات هي ثاني أكبر متعامل تجاريا مع إيران، وتشكل متنفس عبور للتعامل التجاري بين إيران والخارج.

نعم أمريكا قادرة على حسم الملف الإيراني ولمرة واحدة، ولكنها تريد الحفاظ على "الفزاعة" الإيرانية للإبقاء على المنطقة في حال مواجهة ساخنة طوراً وباردة طوراً آخر، بينما تمرر أمريكا مشاريعها في المنطقة التي تخدم مصالحها، يساعدها في ذلك حكام المنطقة المتنافسون في نيل رضاها كيلا تطيح بهم.



كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. عثمان بخاش