بسم الله الرحمن الرحيم

لا لترسيم الحدود، نعم لإزالة الحدود




الخبر:

يكثر الحديث في لبنان حول ترسيم الحدود مع كيان يهود والتفاوض حولها، وكثرة الزيارات والاتصالات الأمريكية بهذا الخصوص، وقد يكون إحداها الأسبوع القادم كما يروج حكام لبنان.

التعليق:

حكام لبنان مثلهم مثل كثير من حكام المسلمين عملاء لأمريكا، بل هم أقلهم شأنا وأرخصهم سعرا عندها من باقي الحكام العملاء الخونة، فهم لا يفاوضون ولا يناقشون ولا يردون أي طلب لسيدتهم أمريكا، فكيف إذا كان أمرا منها؟!

أما أمريكا فتستخدم مفاوضات ترسيم الحدود مع كيان يهود العدو المغتصب لفلسطين وبين حكام لبنان وفق مصالحها السياسية لجعل كيان يهود يقبل بالمشروع الذي تطرحه أمريكا لتصفية قضية فلسطين وهو حل الدولتين، والذي ما زال كيان يهود يتهرب منه ويعرقله معتمدا على هرولة حكام المسلمين للتطبيع معه بأمر من أمريكا لتكون سياسة الجزرة، وتبقي البعض الآخر من الحكام يظهرون الممانعة مع إمكانية القبول بترسيم الحدود مع كيان يهود كما هو الحال مع لبنان ومن خلفه إيران وسوريا والعراق واليمن كما تخطط أمريكا كسياسة العصا تجاه كيان يهود حتى يخضع لحل الدولتين، وعندها تطوع له من يظهر الممانعة حتى الآن، أو تطلب منه السكوت عنه أو تغطيته بشكل لا يؤثر عليه.

هذا ما تخطط له أمريكا عبر عملائها الحكام الخونة الرويبضات لتحقيق سياستها في المنطقة، وبخاصة تجاه كيان يهود بالتمهيد للاعتراف الرسمي به عبر ترسيم الحدود مع لبنان ومع سوريا لأنها توصلت إلى معاهدة مع حكام مصر والأردن قبل ذلك.

ما يهمنا هنا هو أن نقول لأمريكا وعملائها من حكام المسلمين إن الأمة الإسلامية تتوق إلى إزالة الحدود التي وضعها الكافر المستعمر فيما بينها وفرقها ومزقها وأوجد الحروب والحقد والكراهية فيما بينها، ومنها الخلاف على الحدود المصطنعة التي تريدها أمريكا أكثر تقسيما للأمة الإسلامية إمعانا في إذلالها والهيمنة عليها.

ولكن هيهات هيهات أن ترضى أمة الإسلام التي طلب منها رب العالمين أن تكون عزيزة ﴿وَللهِ الْعِزَّةُ وِلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ﴾. فالأمة الإسلامية قامت من كبوتها وأصبحت تتلمس طريقها إلى التحرير والنهضة الحقيقية عبر الالتفاف حول المخلصين الواعين من أبنائها في حزب التحرير لإقامة دولة إسلامية واحدة جامعة تحكمنا بالإسلام في كل الأمور. عندها وعندها فقط تتغير الأمور فتُقلب على أمريكا وعملائها الطاولة ونزيل الحدود بين بلاد المسلمين.

أما كيان يهود العدو المغتصب لفلسطين فلن يكون معه إلا لغة واحدة وهي قتاله الحقيقي تحت راية الإسلام لنمحو حدوده المصطنعة ونعيد فلسطين إلى أهلها المسلمين وتنعم المنطقة كلها بعدل الإسلام قريبا بإذن الله سبحانه وتعالى، وما ذلك على الله بعزيز.



كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. محمد نزار جابر
رئيس لجنة الاتصالات المركزية لحزب التحرير في ولاية لبنان