أصدر الناطق الرسمي لحزب التحرير في ولاية السودان بياناً صحفياً عن الأوضاع المأساوية في غرب السودان في دارفور، وفي غرب كردفان (النهود) وجنوبه في منطقة أبي جُبيهة، عدّد فيه عوامل الصراع، وبيّن عجز الحكومات عن علاج الأزمات، فنشرت صحيفة الاهرام اليوم البيان كاملاً في 12/12/2021م، كما يلي:




صحيفة أخبار اليوم: هل الاتفاق السياسي مدخل لعلاج أزمة الحكم في السودان؟!


عقد المكتب الإعلامي لحزب التحرير/ ولاية السودان منتدى قضايا الأمة الشهري بقاعة المنتديات بمكتبه بالخرطوم، حضره كالمعتاد عدد من السياسيين وأصحاب الفكر وكتاب الأعمدة والصحفيين، فأورد الصحفي فأوردت صحيفة أخبار اليوم تقريراً ضافياً في عدد (10607) كما يلي:



(هل الإتفاق السياسي مدخل لعلاج أزمة الحكم في السودان ؟!
تقرير منتدى قضايا الأمة 4-12-2021م


هل الاتفاق السياسي مدخل لعلاج أزمة الحكم في السودان؟! للإجابة عن هذا السؤال عقد المكتب الإعلامي لحزب التحرير/ ولاية السودان منتدى قضايا الامة الشهري يوم السبت 29 ربيع الآخر 1443هـ الموافق 04/12/2021م في موعده الساعة الحادية عشرة صباحاً . وكان من المقرر أن يكون المتحدث الأول فيه هو الأستاذ/ ناصر رضا – رئيس لجنة الاتصالات المركزية لحزب التحرير/ ولاية السودان، إلا أن المرض منعه من المشاركة، فشارك الأستاذ/ حاتم جعفر المحامي- عضو حزب التحرير بورقة عن الواقع السياسي عقب الانقلاب وما سبقه من أعمال سياسية.

وكان المتحدث الثاني هو الأستاذ/ عبد القادر عبد الرحمن – عضو لجنة الاتصالات المركزية لحزب التحرير/ ولاية السودان. وكان ضابط المنصة الدكتور/ نصرالدين حماد – عضو حزب التحرير.

قدم الأستاذ/ حاتم جعفر ورقة بعنوان : ( الاتفاق السياسي حقيقته ونتائجه على المشهد السياسي)

بيَّن فيها أن الاتفاق السياسي الذي وقع بين حمدوك والبرهان في القصر الجمهوري يضيف إلى المشهد السياسي بقرة مقدسة جديدة لمن ألفوا عبادة البقر الذين اعتادوا إشغال الحياة السياسية بهكذا معالجات منحرفة عاجزة وناقصة، وقال إن الوعي السياسي هو النظر للأمور من زاوية خاصة، وبوصفنا مسلمين فإن الزاوية التي ننظر بها إلى الامور هي زاوية العقيدة الإسلامية ، وأكد قائلاً أننا في حزب التحرير، وفي هذا المنبر (منبر قضايا الامة قبل سنتين كاملتين تنبأنا بهذا الانقلاب العسكري، وما ترتب عليه من حل مجلس السيادة والوزراء. وكيف أن البعثات والسفارات تتحكم في الشأن الداخلي وتحوك المؤامرات وتعقد الخطط لبقاء البلاد تحت سيطرة الدول الاستعمارية، وقال إن الصراع في السودان اليوم هو بين بريطانيا (الاستعمار القديم) وأمريكا صاحبة النفوذ على بعض قيادات الجيش.

ثم تحدث عن زيارة جيفري فليتمان المبعوث الأمريكي وترتيبه للانقلاب يوم 24/10/2021م بلقائه المتواصل مع البرهان (مرتان) ومع حمدوك ( ثلاث مرات في نفس اليوم) وأن هناك الكثير من الأدلة والشواهد التي تؤكد أن الأمريكان كانوا وراء الانقلاب، الذين لم يصفوا ما حدث بانه انقلاب.

وأكد الأستاذ/ حاتم أنه بين ترتيب (فيلتمان) للإنقلاب، وبين وصول (مولي) جرت أحداث حتمت أن يخفض عملاء الانجليز، وبخاصة (حمدوك) سقفهم، ورضوا بعودته رئيساً للوزراء، ليعمل تحت إشراف مجلس السيادة والعسكر بحسب الاتفاق السياسي، ويسكت عن المطالبة برئاسة مجلس السيادة وهيكلة الأجهزة الأمنية.

وأكد الأستاذ/ حاتم جعفر المحامي أن هذا الصراع بين العسكر والمدنيين أشتد في يونيو حينما وضع حمدوك مبادرة سماها الطريق إلى الأمام في 22/6/2021م.

وقال إن المدنيين فشلوا في تحريك الأوضاع في اتجاه الضغط كما حدث في 30 يونيو 2019م. وأشار إلى أن سبب زهد الناس في الخروج بكثافة هو بسبب تطبيق حمدوك وحكومته النظام الرأسمالي القبيح دون أن يهتموا بأمر أهل البلاد ومعاناتاهم والغلاء وضيق المعيشة بسبب سياسات الحكومة التي خلفها رفع الدعم وتحرير العملة، مع محاولة الحكومة انتزاع بعض الأحكام الشرعية من القوانين والتشريعات الموجودة منذ وقت طويل

وأكد أن قضية توعية الامة ليست حكراً على حزب التحرير، وإنما هي قضية لجميع الأمة وإنما هي قضية كل المسلمين.

وفي ختام ورقته أكد الأستاذ/ حاتم: أن الأمر في جملته صراع على السلطة، التي هي ليست ملكاً للمتصارعين؛ من عملاء الدول الاستعمارية بريطانيا وأمريكا، وبيَّن أن السلطة ملك للمسلمين يعطونها لمن يختارون عبر بيعة شرعية لخليفة يقيم الدين، ودعا أهل البلاد أن يستعيدوا سلطانهم عبر المخلصين من أهل القوة كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام رضي الله عنهم.

الورقة الثانية : قدمها الأستاذ/ عبد القادر عبد الرحمن – عضو لجنة الاتصالات المركزية لحزب التحرير/ ولاية السودان بعنوان: (الخلافة هي علاج لأزمة الحكم ) .

حيث قدم الأستاذ/ عبد القادر شرحا وافياً عن الأسس التي بني عليها المستعمر الإنجليزي الدستور في السودان، وكيف ظلت هذه الأسس هي المرجعية الأساسية للدساتير، ولم تتغير إلى يومنا هذا، برغم تغير الحكومات والدساتير في مرارا وتكرارا خلال أكثر من ستين سنة .

وقال الأستاذ /عبد القادر: إن المستعمر وضع الدستور بناء على مفاهيمه وقناعاته، ثم سارت كل الحكومات الوطنية العميلة للمستعمر بالحفاظ على هذه المفاهيم والقناعات، مع تنفيذ أجندة الكافرين المستعمرين وحماية مصالحهم داخل بلادنا، مع نهب الثروات والتحكم في كل تفاصيل الحياة عبر السفارات والحكام والسياسيين العملاء التابعين لهذه السفارات، مما ترتب على ذلك عجز الحكومات عن علاج مشاكل الناس الذين خرجوا في ثورات ، أو التعجيل بانقلاب يعيد الحكم لأحدى هذه الدول الاستعمارية أمريكا أو بريطانيا .

وأكد أن دولة الإسلام كانت قائمة على أساس العقيدة الإسلامية، تؤكد ذلك نصوص وثيقة المدينة ( أيما شجار أو اشتجار حدث بين أهل هذه الصحيفة فإن مرده إلى الله وإلى محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ).

وقال أننا لما نتكلم عن نظام الإسلام فإننا نعني الخلافة الراشدة لأن نظام الإسلام نظام واحد ..

مستدلاً بحديث النبي صلى الله عليه وسلم : ( كَانَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ تَسُوسُهُمْ الْأَنْبِيَاءُ كُلَّمَا هَلَكَ نَبِيٌّ خَلَفَهُ نَبِيٌّ وَإِنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي وَسَتَكُونُ خُلَفَاءُ تَكْثُرُ قَالُوا فَمَا تَأْمُرُنَا قَالَ فُوا بِبَيْعَةِ الْأَوَّلِ فَالْأَوَّلِ وَأَعْطُوهُمْ حَقَّهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ سَائِلُهُمْ عَمَّا اسْتَرْعَاهُمْ ) البخاري ومسلم وغيرهم.

وعدّد في ورقته قواعد نظام الحكم في الإسلام، وبين انها أربع ركائز وقواعد :

القاعدة الأولى / السيادة للشرع .. وليست للشعب ..
القاعدة الثانية : السلطان للأمة .
القاعدة الثالثة : نصب خليفة واحد فرض على المسلمين
القاعدة الرابعة : للخليفة وحده حق تبني الأحكام الشرعية

وبيَّن أن أمر الإمام نافذ، ويرفع الخلاف أكد ذلك بعد من الأمثلة ..

وقال الأستاذ/ عبد القادر إن هناك جهوداَ تُبذل اليوم في الثورات، وإن كل الشباب مستعدون للتضحية، لكن وجب أن تكون التضحية من أجل قيام دولة تطبق عقيدة ( لا إله إلا الله محمد رسول الله، صلى الله عليه وسلم ). وقال إن الشباب اليوم يضعون جداول للخروج ضد انقلاب البرهان، ولكن الأصل أن تكون الجدولة لإقامة الخلافة وتطبيق الدين.

في فقرة التفاعل والأسئلة والتعقيبات :

حضر عدد من السياسيين والإعلاميين للمنتدى كما شارك عدد منهم بالمداخلات والنقاشات والتعقيبات.

وكان من الحضور الأستاذ/ محمد مبروك الإعلامي والكاتب الصحفي، والأستاذ/ عاصم البلال الطيب رئيس تحرير صحيفة أخبار اليوم، والأستاذ/ عبد الله أبوإمام الباحث والمؤلف والكاتب الصحفي، والأستاذ/ عبد المجيد ضياء الدين مدير مدرسة، والمهندس/ حيدر يوسف خبير الموارد المائية، والمشايخ: الشيخ العبيد، وشيخ التاج عبد المطلب، من جماعة الاعتصام بالكتاب والسنة. وآخرين.

وقد امتلأت بهم قاعة منتدى قضايا الأمة في مكتب حزب التحرير/ ولاية السودان. وقد أجاب المتحدثان عن الأسئلة وردوا على المداخلات والاستفسارات بشكل جميل وراقي .

في ختام المنتدى شكر ضابط المنصة الدكتور/ نصر الدين حماد، الحضور الكريم على المشاركة وحسن الاستماع. محمد جامع (أبوأيمن) مساعد الناطق الرسمي لحزب التحرير في ولاية السودان)انتهى