بسم الله الرحمن الرحيم

أوكرانيا وصراع المصالح!

الخبر:
الغرب يلوح بسيف العقوبات الاقتصادية في وجه روسيا، وبوتين يرفض تمدد الناتو قرب بلاده. (الجزيرة نت).
التعليق:
يستمر التصعيد بخصوص أوكرانيا بين الأطراف ذات العلاقة، فروسيا تعُدّ أوكرانيا حديقتها الأمامية، وتخشى من انضمامها إلى حلف الناتو، حتى لا يصبح حلف الناتو على حدودها مباشرة، وأوروبا تحسب ألف حساب لغزو روسيا لأوكرانيا، حتى لا تصبح وجهاً لوجه أمام الدب الروسيّ، وبريطانيا التي تصب البنزين على نار الصراع، وتستمر في تحذير روسيا من ارتكاب خطأ استراتيجي في أوكرانيا، وأمريكا، تهدّد بفرض عقوبات اقتصادية وغير اقتصادية على روسيا، وهي التي حذّرت من غزو روسي محتمل لأوكرانيا.
من الواضح أنّ اللاعب الأكبر في هذا الصراع إنما هو أمريكا، فهي اللاعب البعيد الذي لا يصيبه شرر هذا الصراع مباشرة، لكنها كما يبدو تحرص على استمرار الصراع فتحقّق بذلك إشغالاً لروسيا وتبديداً لطاقاتها وضغطاً عليها للابتعاد عن التحالف مع الصين، ومن جانب آخر تجعلُ من التهديد الروسيّ لأوكرانيا تهديداً لأوروبا، لحرصها على إبقاء أوروبا تحت جناحها، واستمرار حاجة أوروبا للحماية الأمريكية وتستخدم التخويف من روسيا في سبيل ذلك.
من العقوبات التي تهدّد أمريكا باستخدامها ضدّ روسيا إخراجها من جمعية سويفت الخاصة بالتحويلات المالية بين الدول والبنوك، وهي عقوبة اقتصادية كفيلة بعزل روسيا مالياً عن العالم، ومنها وقف العمل في مشروع نقل الغاز نورد ستريم2، وتستخدم أمريكا أيضاً مجموعة السبع لتوجيه تحذيرات إلى روسيا، وتستمر في إمداد أوكرانيا بالسلاح عبر اتفاقيات بمليارات الدولارات، وليس من المتوقّع انتهاء الأزمة قريباً، وربما تمتدّ طويلاً، كعادة أمريكا في إدارة الأزمات، فهي الرابح الأكبر، ولا تخسر شيئاً في هذا الصراع.

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
خليفة محمد – ولاية الأردن