المساعدة - البحث - الأعضاء - التقويم
ديوان شعر أبي إِياس محمود بن عبد اللطيف بن محمود ( عويضة )
منتدى الناقد الإعلامي > الناقد الثقافي > أدب و شعر
طالب عوض الله

ديوان شعر أبي إِياس محمود بن عبد اللطيف بن محمود ( عويضة )
________


خــلاصـــة الــتــجــارب
________

خَبِـرْتُ علـى الأيـام فـنّ التعامـلِ = فَلَـمْ أُلْـفِ خيـراً مـن دوامِ التغافُـلِ

رأيتُ عمومَ الناسِ في السوء أوغلـوا = فأجهدتُ نفسي في اختيـار الأفاضِـلِ

اذا اخترتَ فاخترْ دائمـا عـن رَويّـةٍ = فرافِضُهـم خيـرٌ مــن المتسـاهِـلِ

صديقُك غُضَّ الطّـرْفَ عـن هَفَواتِـهِ = لعـلـك تلـقـاهُ زمــانَ الـنـوازِلِ

وعاتـبْ قليـلاً بعـد طـولِ مَسـاءَةٍ = فإنْ لم يُفِـدْ فاقطـع حبـالَ التواصُـلِ

صديقُكَ مَـن أرْخـى عليْـك جناحَـهُ = ولـمْ يَبْـغِ منـك الخيـرَ دون مقابِـلِ

ولسـتُ أرى حُسْـنَ المَظَنّـةِ مانعـاً = تَدَبُّـرَ أسـبـابٍ وسَـبْـرَ وسـائِـلِ

وإن كنتَ تهوى فاقْتصِـدْ فـي محبّـةٍ = ولا تَـرْمِ مـن تَقْلـي بكـلِّ الرذائِـلِ

لعلـك تَقْلـي مَـن تُحـبُّ وتَجتـبـي = بغيضـك ، فالثبـاتُ لـيـس بِمـاثِـلِ

وإن كنتَ ميسـوراً فَمُـدَّ يَـدَ النّـدَى = فَتَفْتَـحَ أبـوابَ الــوَرَى بالأنـامِـلِ

وإن كنـتَ ذا عُسْـرٍ فعلمُـكَ فـاتـحٌ = قلـيـلاً وإلا فانـغـلاقُ الـمـداخِـلِ

وإن كنتَ تسعى كـي تنـالَ رضاهُـمُ = فحَبْلُـكَ مقطـوعٌ ولسـتَ بـواصِـلِ

ولا تجعـلِ الواشـي يُـتـمُّ كـلامَـهُ = ولا تَسْمَعَـنْ يومـاً مقـولَـةَ نـاقِـلِ

وكُنْ حَذِراً مـن ساقِـطِ الأصـلِ إنـه = سَيَصْدُرُ يوماً عـن وضيـعِ الشّمَائِـلِ

ومَـن كـان ذا حَـقٍّ فليـس بـآمِـنٍ = علـى حقّـهِ إذْ دونَـهُ صَـوْلُ باطِـلِ

ولـم أرَ كالمعـروفِ مهمـا سترتَـهُ = تَبَـدّى ولـم يَحْفِـلْ بسُتـرةِ بــاذِلِ

إذا نُؤْتَ مِـنْ بَلـوى فَغيـرُكَ مُبتَلـىً = بأكبـرَ منهـا فاصطَـبِـرْ للبـلابِـلِ

ولا تَشْـكُـوَنْ إلا لـربّـكَ كُـربــةً = وإلا تكـن مثـلَ النّسـاء الأرامِــلِ

يُسَـارُ إلـى الغايـاتِ دون تَعَـجُّـلٍ = إذا عَـزَّ قَطْـعُ البِيـدِ جـيءَ ببـازِلِ

إذا كنتَ ترجو الفضـلَ فاطلـب وَدَادَهُ = بحِلْمٍ على العـادي وهَجْـرِ التطـاوُلِ

وما طََلََبَ اللَـذّاتِ مَـن كـان راجيـاً = بلوغَ الذُرَى يومـاً وحَمْـلَ المشاعِـلِ

إذا شئتَ حُسـنَ الذِّكـرِ دون مَلامَـةٍ = فـأدِّ حقـوقَ الـنـاسِ دون تكـاسُـلِ

ومن كان في صَحْبٍ فلم ينصَحَوا لَـهُ = فتركُهُـمُ حَتـمٌ علـى كــلّ عـاقـلِ

ومن لـم يكـن ذا أُهبَـةٍ كُـلَّ لحظـةٍ = لكـلّ احتمـالٍ كـان صَيْـدَ الحَبائِـلِ

وصانِعْ إذا خفتَ الرَدى من ذوي الرَدى = وجاهِـرْ إذا كـان الأذى غيـرَ قاتِـلِ

ولا تطلُـبَـنَّ الـمَـزْحَ إلا أقـلَّــهُ = فـلا يُكثِـرُ الطّـبـاخُ ذَرَّ التَـوَابِـلِ

ولستَ تريدُ الخيـرَ أنْ تَهَـبَ الجَـدَا = أمامَ الـوَرى تَبْغـي ريـاءَ المحافِـلِ

وما المدحُ إلا اثنـانِ : للمـرءِ واحـدٌ = فإمـا مديـحُ الـذّاتِ أو مَـدحُ قائِـلِ

وكـلُّ طريـقٍ مستقـيـمٍ وإنْ بَــدا = طويلاً قصيـرٌ ثـم بـادي المراحِـلِ

وليس لموفـورِ الحِجَـى غيـرُ شِـدّةِ = الحيـاة ولا يلهـو بهـا غيـرُ جاهِـلِ

ومـا كُـلُّ مـا تسعـى إليـه تنالُـهُ = جميعاً لـذا فاطْلُـبْ كبيـرَ المسائِـلِ

ومَـن يركـبِ السّهْـلَ الأميـنَ فإنـه = يُحَصِّـل فـي دنيـاه دنيـا المـنـازلِ

إذا كنـتَ إن أعطيـتَ سـاءَكَ فَقْـدُهُ = فـلا تُعْـطِ إن البَـذلَ غيـرُ التّبـاذُلِ

ومَن يُعطَ حُسْنَ القوْلِ يَقْصُـر لسانُـهُ = وذو العِـيِّ مَـدّادُ اللّـسـانِ كبـاقِـلِ

وإن كنتَ تبْغـي نَيْـلَ حَـقّ مُضَيّـعٍ = لـدى ظالـمٍ فاسْلُـكْ سبيـلَ التحايُـلِ

ومن كان ذا تقـوى يكـنْ ذا فِراسـةٍ = لِعيْنَيْـهِ نـورٌ كـاشـفٌ للمَجـاهِـلِ

إذا شئتَ عِرْفانَ الفتـى سَلْـهُ حاجـةً = تُشاغِلُـهُ عَمّـا بِـهِ مِــنْ تَشـاغُـلِ

ولا تَقَعَـنْ فـي مـأزَقٍ ثـم تَطْلُـبَـنْ = خَلاصاً وحاذِرْ مـن غُبـارِ المشاكِـلِ

ودَأْبُ الفتـى عِلـمٌ وكَسـبٌ وطاعـةٌ = وما اللّهوُ إلا مِثْـلُ وَقْـفِ الفَواصِـلِ

وفي كُـلّ يـومٍ خُـذْ لِنَفْسِـكَ فتـرةً = تُراجِعُ فيها مـا مَضَـى مِـنْ فَعائِـلِ

ومَن كان يَبْغـي الجـاهَ فاعْلَـمْ بأنّـهُ = يُريـدُكَ جِسْـراً أو مطيّـةَ واصِــلِ

حَلَفْـتُ فَلَـمْ أحْنَـثْ بـأنّ خَلاصـةَ = التجارِبِ عِلْـمُ الشـيءِ عِلْـمُ البَدائِـلِ
___________________
منقول عن : منتدى الزاهد

http://www.sharabati.org/vb/showthread.php?p=2548#post2548
طالب عوض الله
[color="#000000"][/color]


دعاء


سألتُكَ في ليالٍ حالكاتِ = إذا ما الناسُ راحوا في سُباتِ

رجوتُ رضاك لا مِنْ جَنْيِ عمري = ولكن أنت ربُّ المكرُماتِ

إلهي جُدْ عليَّ بفضلِ عَفوٍ = فما إلّاك يغفرُ سيئاتي

إلهي ما يكونُ القولُ مني = عَشيّةَ يحتوي رَمْسي رُفاتي؟

إلهي كيف أحيا مطمئناً = وأنّ حسابَ يومِ البعثِ آتِ؟

إلهي إنني أشكو اغتراباً = بعصرٍ قد تَفجّرَ بالعُصاةِ

فسَدِّد ربِّ وامنحني يقيناً = وعِلماً عاصماً حتى المماتِ

عبَدتُكَ ، ما أراك ، فطِبْتُ نفْساً = وأحسستُ السعادةَ في صلاتي

فكيف إذا رأيْتُكَ ربِّ نوراً = تجلَّى في الجنانِ الخالدات؟

نَظَمْتَ الأرضَ والأجْرامَ نظْماً = وجئتَ لنا بآيٍ باهراتِ

وأوْدعتَ العقولَ بنا فكنّا= بلا فخرٍ سَرَاةَ الكائناتِ

عبدتُكَ مُوقِناً بجزيلِ فضْلٍ = عَلَيَّ ورحتُ أَجْهدُ في ثباتِ

ولكنْ كيف أبلُغُ مِنكَ شُكراً ؟ = وهل تجزيكَ كلُّ الصالحاتِ؟

إلهي كُنْ على الأيّام عَوْناً = وَجَنِّبْني الوَبَى والموبِقاتِ

لقد ألزمتُ نفسي كلَّ قيْدٍ = وجُلُّ الناسِ في شَرِّ انفلاتِ

أكُفُّ هوايَ إلا عنْ حَلالٍ = وأُرْخِصُ في رضا ربي حياتي

وخِفْتُكَ ما أرى للخوْفِ دَفْعاً = وخوفُكَ فوْقَ خوْفي مِن عِداتي

أروحُ أجيءُ أمكُثُ لا أُبالي = وبي صَبْرٌ فلا تبدو شَكَاتي

إلهي رضِّني بقليلِ رزْقٍ = فلا أُدْعى لإخراجِ الزكاةِ

إلهي إنما الدنيا سَرابٌ = وَمَلْهاةٌ عن الماءِ الفُراتِ

فَزَهِّدْني بسوءِ الأرضِ حتّى = إلى الأُخرى أكونُ منَ السُّعاةِ

وأَبْقِ على حياتي دون قَطْعٍ = بقَتْلٍ في سبيلكَ في غَزَاةِ

رجوتُكَ ربِّ أنْ أحيا بسيطاً = مع المسكين لي أقوى الصِّلاتِ

وجَنِّبْني التكبُّرَ واهدِ قلبي = إلى حكم التفكّرِ والصُّماتِ

وضَعْ في الأرض لي ذِكراً ليبقى = ويُعْقِبُني بأحلى الذكرياتِ

رَجَوْتُكَ صحةً في الجسم حتى = أُحقّقَ فيه في الأخرى نجاتي

وإنْ حَطَّ السَّقامُ رَجوْتُ صبري = يُعوّضُني الثوابَ عن الفواتِ

أمَنّي النّفْسَ بالعُقبى ولكنْ = أرى العُقبى بعيْنِ الحادثاتِ

وإن لم تكْفِ أعمالي وخَفّتْ = لجأْتُ إلى شفيعاتي بناتي

وإن لم يُغْنني هذا وهذا = فأنْتَ الغَوْثُ عند المُغْلَقاتِ

جَلَلْتَ عن الإحاطةِ لستُ أقوى = عليها حيثُ ما أدركتُ ذاتي

أنا المخلوقُ دونكَ لمْ أَكُنْهُ = وأنت اللهُ ربُّ المُحْدَثاتِ

فكيف فكيف يَقْوَى قُرْمُطِيٌّ = وصُوفيٌّ وجمهورُ الغُلاةِ ...

على دعوى التّأَلُهِ ؟ هل تراهم = يُعيدون الحياةَ لجلدِ شاةِ؟

أمَا أكلوا الطّعامَ وأخرجوه ؟ = ألَيْسوا مِنْ وِلادةِ أُمّهاتِ؟

فسبحان العَلِيِّ وجَلَّ ربي = عن التشبيهِ أو تلكَ الصّفاتِ

إلهي كُفَّ عَنّي شَرَّ شرٍّ = وجَنِّبْني فسادَ الفلسفاتِ

عَكَفْتُ على كتابكَ مُستمدّاً = من الآياتِ أقوى البَيّناتِ

بإنّك لا إله سواكَ حقّاً = وأنّ سِواكَ أحلاسُ الهَنَاتِ

وإنّ دعاء عبدٍ مُستغيثٍ = يُجَابُ لدى مُجاوَزَةِ اللَّهَاةِ

فأكْرمني بمثلِ دُعاءِ سَعْدٍ = دعا فأصابَ سَهْمٌ مِن رُماةِ

دعوْتُ إلى الخلافة مُستجيباً = لأمْرِكَ وانضممتُ إلى الدُّعاةِ

وقد عانيْتُ حَبْساً بعد حَبْسٍ = وتعذيباً على أيْدي عُتاةِ

تَحَمّلْتُ الأذِيّةَ صابراً ، ما = وَهَنْتُ أنا وما لانَتْ قَناتي

إلهي ساءتِ الأحوالُ حتى = ابْتُلِينا بالعديدِ من الفئاتِ

شُيوعيٌّ وبَعْثيٌّ وبانٍ = وقَوْميٌّ وسلّةُ مهملاتِ

وراح الشّرُ يصفعُ كلَّ خيْرٍ = ورُحْتَ تَرَى جميعَ المُنكراتِ

وليس سوى الدُّعاةِ يُراد منهم = مُجاهدَةً على كلّ الجهاتِ

إلهي طالَ مَسْرانا فَأرْسِلْ = إماماً بالشُّموعِ الهادياتِ

أرانا – المسلمين – وقد هُزِمْنا = وصِرْنا كالفِراخِ مع البُزَاةِ

فأكْرمْنا بِنصْرٍ منك وابْعَثْ = إلينا عاجلاً خَيْرَ الوُلاةِ


السبت في 16 من رمضان 1406
24 | 5 | 1986
شعر أبي إياس ـ محمود بن عبد اللطيف بن محمود ( عويضة ) .

منقول عن : منتدى الزاهد
طالب عوض الله
(3)
نشـيـدُ الـجـيْـش





يا جنـودَ اللهِ
هُبّـوا ونِــداءَ اللهِ لَـبّـوا
جاهِدوا الكُفْرَ
وذُبّـوا عن حِمى دينِ الإلـهْ

يا جنودَ اللهِ
سيـروا للعِدا دوْماً وغِيـروا
قاتلوهـم لا
تُعيـروا غيرَ إرضـاءِ الإلـهْ

يـا جنـودَ اللهِ
حَقّـاً إفتحوا ما قـد تَبَقّـى
يَمِّموا غرباً
وشرقـاً وانشروا دينَ الإلـهْ

يا جنـودَ الله صُفّـوا وإلى الباغينَ
خِفّـوا
فـإذا تابـوا فكُفّـوا نفِّـذوا حكـمَ
الإلـهْ

يا جنـودَ الله
خابـتْ شِرْعةُ الكُفرِ وغابتْ
واحةُ الإسلامِ
طابتْ سُورُها جُنْـدُ الإلـهْ

يـا جنـودَ اللهِ
هَيّـا اتـقـوا الله العَلِـيّـا
واجعلوا القلبَ
نَدِيّـا بتسابـيـحِ الإلــهْ

يا جنـودَ الله
حُـورُ ونعـيـمٌ وحُـبُـورُ
وجنـانٌ
وقُـصـورُ لكُـمُ عنـد الإلــهْ

يا جنـودَ الله
رَبّـي صانكمْ من كيْدِ خّـبِّ
عشتمُ في كـلِّ قلـبِ في رضا الباري الإلهْ



23 | 7 | 1990
شعر أبي إياس ـ محمود بن عبد اللطيف بن محمود ( عويضة ) .

طالب عوض الله

(4)
الفاتح العثماني
قال النبي محمـدٌ = نعم الأميرُ الفاتـحُ
فشِلَ الأئمةُ قبله = وهو الإمامُ الناجحُ
فتح الحصونَ كأنما = هو في يديه مفاتحُ
نسرٌ يقـود طيورَه = تلك الطيور جوارحُ
دانت له قممُ الجبا = لِ وأبحرٌ وبطائـحُ
ما عاد يخشى غازياً = قد أَمَّنتـهُ مسالحً
فهو الخليفةُ راشـدٌ = وهو الإمامُ الصالحُ

شعر أبي إياس محمود بن عبد اللطيف بن محمود ( عويضة )

2009 للميلاد

طالب عوض الله

أسماء الله الحسنى

أنت الإلهُ بلا شريكٍ يعبـدُ = أنت الوليُّ فليس غيركُ يُقصدُ
الله أنـتَ بلا سَميٍّ في الورى = الخالق الرزَّاقُ ربٌّ يُعبـدُ
أنت الرقيبُ على الخلائقِ مانحاً = أقواتَها ولك الخلائقُ تسجدُ
أنت الحسيبُ إِذا الخطوبُ تعاظمت = أَنت المُقيتُ إِذا الغيومُ تلبَّـدُ
أَنت الوكيلُ إِذا العُداةُ تجمَّعـوا = أَنت الرشيدُ إِذا العقولُ تلبَّدُ
أنتَ المجيبُ دعاءَ عبدٍ مخلـصٍ = أنت المُعزُّ ومن تُعِزُّ الأمجـدُ
أنت الكريمُ وفيضُ رزقِكَ وافرٌ = وبقيلِ كنْ كلُّ الخلائقِ توجَدُ
أنت العليمُ بنملةٍ فـي ليلـةٍ = ظلماءَ تنزلُ تارةً أو تصعـدُ
أنت الحكيمُ وفي يديك أُمورُنا = تعطي وتمنع أو تحلُّ وتعقـدُ
أنت الصَّبورُ على عبادٍ أَوغلوا = في الغَيِّ قد ضلُّوا ولما يهتدوا
أنت العليُّ وعند سدرةِ مُنتهى = في ليلةِ الإِسراءِ جاءك أحمـدُ
أنت العزيزُ ومنك عزَّةُ مؤمنٍ = لم يدعُ غيرَكَ أو لغيرك يسجدُ
أنت الغفورُ فمن سواك لذنبنا = أنت العفوُّ وإِنَّ عفوَك يُسعدُ
أنت الجليلُ وجَلَّ ذِكرُك في الورى = أنت المهيمنُ والمجيدُ الماجـدُ
أنت المصوِّرُ نُطْفـةً في رحمهـا = أنت البديعُ الحقُّ نعم الواجدُ
أنت الحليمُ العدلُ أنت الواسعُ = أنت الرؤوفُ بنا وأنت الواحدُ
أنت البصيرُ بنا وأنت البارئُ الـــــ = ملكُ الذي نَعمـاؤُهُ تتعـدَّدُ
يا ربَّنا الباقـي وكلُّ الخلـقِ فا = نٍ غيـرَ ذِكـرِك إِنَّـه لمُخَلَّـدُ
يا قابضاً ما قد خلقتَ فهـل لنا = أملٌ بوُدِّك في الجنـانِ فنَخلُدُ ؟
يا رافعاً يا خافضاً يا باسطـاً = يا قـادراً إِنا بهديِـك نَرشُـدُ
وتقدَّس القُدُّوسُ والنُّـورُ الذي = من فضلهِ بُعِـثَ النبيُّ محمَّـدُ
أنت العظيمُ لك السماءُ وما بها = والعرشُ من فوقِ الجِنانِ مُوَسَّدُ
يا أوَّلاً يا آخِراً يا ظاهـراً = يا باطِنـاً يا واليـاًً لك نَحفِـدُ
أنت المُقدِّمُ والمؤَخِّرُ والمُذِلْ = لُ ، فأنت تُدني من تشاءُ وتُبعِـدُ
صمدٌ قويٌّ باعِثٌ مَنْ جيَّفوا = مُحْيٍ مُعيـدٌ والفرائِـصُ ترعَـدُ
بَرٌّ شهيـدٌ مؤمنٌ متكبـرٌ = حكَمٌ كبيـرٌ ذا الجلالِ نُمجِّـدُ
أنت السلامُ المُقسطُ الهادي لنا = أنت الشَّكـورُ ونحن مَن نتـزوَّدُ
يا ربَنا الجبَّـارَ والمُتعـال خُذْ = من قد عصَوْكَ وبالضلالِ توسَّدوا
أنت المُميتُ قلوبَ مَن كفروا ومُقـْ = تدرٌ علـى إلهامهم أنْ يهتـدوا
أنت الغنيُّ النافـعُ الوهَّـاب أنـــــت ُ ال = مانـعُ القهَّـارُ مَن قـد عـاندوا
أنت الرحيمُ باُمَّـةٍ تاهـت قليـــــ = لا ً ثم هـا هي للخلافـةِ تَنْشُـدُ
أنت اللطيفُ بأُمَّةِ الإٍسلامِ لا = يشقى بهـا إلا الذيـن تمـرَّدوا
يا ربَّنا الغفَّـار والتَّـواب أكْ = رِمْ أُمَّةً تسعى إلـى مـا تُوعَـدُ
يا حيُ يا قيُّومُ مَكِّنْ عاجـلاُ = للمخلصيـنَ إِمـامـةً تتجـدَّدُ
وافتح أيا فتَّاحُ ما انغلقتْ به الــــــ = أبوابُ عمَّـا نبتغـي ونُجاهـدٌ
أنت الخبيـرُ بما تُعِدُّ عُداتُنا = فامْكُرْ بهم وانصُرْ دُعـاةً جـدَّدوا
ما دمت يا رحمنُ ترحمُ ضَعفَنا = فابطِشْ بمَن غزوا الدِّيارَ وشَـرَّدوا
ما دمت مُنتقماً فتلك جيوشُهم = قد قتَّلوا قد خرَّبوا قد أفسـدوا
أنتَ الحميدُ المُبدئُ المُحصي لمن = جمعوا الجُموعَ لحربنا وتوعَّـدوا
يا وارثاً ، ورِثَ الإِمارةَ فاسدٌ = أو خائنٌ أو كافـرٌ أو ملحـدُ
يا مالكَ المُلكِ الوَدودَ ألا نرى = أيَّامَهـمْ ولَّتْ وجـاء السُّؤدُدُ ؟
يا ربَّنا المُغني المتيـنَ وجامعـاً = كلَّ الخلائقِ يومَ يشهـدُ شاهـدُ
أنت المعين على النوازل كلِّها = تنجي عبادك إن دعَوْك وسدَّدوا
أسماءُ ربي كلُّها نورٌ الدُّجى = قد صُغْتُها بالشِّعرِ نجـوى تَصعَـدُ
أحصيتُ أسماءَ الحفيظِ جميعَها = فلعلَّنـي ألِـجُ الجِنـانَ فأَسعـدُ
أرجو بها عند السميعِ مثوبـةً = لا تنقضـي ، وبرحمـةٍ أتغمَّـدُ

</div>
شعر محمود بن عبد اللطيف بن محمود ( عويضة )
9 من ربيع الثاني عام 1431 هـ 25 من آذار عام 2010 م
طالب عوض الله

(6)
عصَفَ الشَّوقُ
عصفَ الشَّوقُ في الفؤادِ فهاما = وانتحى الصَّبرُ جانباً ثم نامـا
واستطالت بيَ الليالي أَمامـي = لا أراهـا تســيرُ إلا لِمامـا
يا لَنَجم ِالصَّباحِ أَشرِقْ سريعاً = واكشف الدَّربَ قد جفانيَ عاما
هل تراني أسطيعُ صبراً سُوَيعا= تٍ بدربي الطويلِ والصَّبرُ ناما ؟
كيف لي أن أعودَ دون مسيرٍ = يُرجئُ الوصلَ والرَّجـاءُ تنامى ؟
عصف الشَّوقُ إِذْ دنا الوصلُ مني = فاستحـالَ الوَقارُ طيشاً تمامـا
قد عرفتُ اللِسانَ يشدو ويحكي = ما عرفتُ الفؤادَ يشدو كلامـا
إنها ساعـةُ اللِّقـاءِ أطلَّـتْ = لا أراهـا تسيرُ نحـوي أمامـا
هل تُراني أصابني الوَهمُ حتى = رُحتُ أَقضي بيومِ عيدي الصِّياما ؟
يا فؤادي ولستَ ناياً وعوداً = ما اهتـزازٌ عراكَ صحَّى النِّيامـا ؟
يا فؤادي وقد صحِبتُكَ دهراً = شِختَ طِفـلاً ولمْ أجِدكَ غُلامـا
هل يعودُ الشِّبابُ بعدَ مشيبٍ؟ = وعلامَ الحزيـنُ يشـدو عَلامـا ؟
خَفِّف الشَّدوَ يا فؤادي وحاذِرْ = عند ضربِ الدُّفوفِ رقـصَ الأيامى
ما علمتُ الحيـاةَ إلا لَعوبـاً = تَعِـدُ النُّـورَ ثم تُعطـي الظَّلامـا
إِنَّ بِشري إخالُهُ لَحظَ عيـنٍ = وتعـودُ الهمـومُ تتـرى غَمامـا
هل سروري محَلُّهُ الحزنُ أمْ حُزْ= ني سـرورٌ غفـا بقلبي ونامـا ؟
قـد بَلوتُ الحياةَ عَبرَ عُقـودٍ = وتَصفَّحْـتُ سِفرَهـا بسُلامَـى
فرأيتُ النَّعيـمَ فيها شَـروداً = ورأيتُ الشَّقـاءَ يغـزو الأنامـا
تلكمُ إخوتي الحيـاةُ خَـؤُونٌ= ما وفاءٌ لهـا ومـا الخيـرُ دامـا
فعليكمْ بالشَّرعِ حِصناً منيعـاً = ودعـوا الأمـرَ للإلـهِ دوامـا

شعر محمود بن عبد اللطيف بن محمود ( عويضة )
الجمعة الثاني عشر من رمضان 1421 8 | 12 | 2000
طالب عوض الله



(7)

صرخةُ غلام

ما هكذا تَفِدُ العِللْ= واضِيقَ صدري ما العملْ
ضاقتْ بيَ الدُّنيا فما = أُلفي بهـا غيرَ الوشـلْ
فركضتُ نحو النُّورِ علِّــــــــــــي = أجتبــي زُمــرَ الأمــلْ
أشتمُّ فَوْحَ العَرفِ مِن = زهـرِ الرِّياضِ المحتفِـلْ
وأفوزُ بالنُّورِ السَّنـــــــــــــــيِ = يلُفُّ ضيقـي المكتملْ
وإذا بنورِ العيشِ حلَّــــــــــــْــ = لتْ أرضَهُ كُتـلُ الظُّلَـلْ
أَوَّاهُ مِن قَبضِ الظلا = مِ وشَوْكِ يومي المتَّصِـلْ
ها عُدتُ مضطرِباً أجُـــــــــــــرْ = رُ معي جِراحاتِ الفشـلْ
ووجدْتُني أُلقى كأنــــْــــــــــ = نَ الجسمَ حطَّمـه الشَّلـلْ
ماذا أقولُ وقد فتحــْــــــــــــ = تُ الباب ألتقطُ الغَفَــلْ
فإِذا بمصراعيهِ سُّدْ = دا ، فارتميتُ ولـم أَزلْ
وكأنني في القفــــــــــــرِ حِـْ = بُ البدرِ لا أجـد المحـلْ
أَأَردتَ لي يا عُمرُ غيــــــــــــ = ـرَ سعادتي , ماذا حصـلْ
أَوَدِدْتَ أنْ أُلقى صَريـــــــــــــ = عاً في سحيقـاتِ الهُــوَلْ ؟
لِمَ رُمتَ تعذيبي ورُمـــــــــــــ =تَ السَّعيَ يغشاهُ الكَلَـلْ؟
حقَّاً لقد فُطِرَ الفؤا = دُ , فلا مجــالَ ليعتــدِلْ
سأظلُّ أرنو للحيا = ةِ يسومُها الخسـفَ الخَطَلْ
وأسيرُ في دهري تما =ماً مثلما يمشـي الأحَــلْ
وأكونُ رَمزَ الهجرِ أفـْـــــــــــــ = ترشُ الترابَ مع الأخَـلْ
لِتذيقني الأيامُ كا = ساتِ السمومِ مع العسـلْ
ليظلَّ وجهي عابساً = ليظـلَّ قلبـي معتقــلْ
دُم يا ظلامُ فلا عليْـــــــــــــ = ـك اليـومَ ألا تنتقِــلْ

شعر محمود بن عبد اللطيف بن محمود ( عويضة )
11 |9 | 78 هجرية
20 | 3 | 59 ميلادية


تفسير الكلمات :
الوشَل : هو الماء القليل .
الغَفَل : هو الكثير الواسع .
الهُوَل : المَخوف .
الأَحَل : يطلق على الحصان أو البعير المنهك والضعيف .
الأخَل : هو الفقير المحتاج .
طالب عوض الله

(8)
الداعي إلى الخير


أنا مَن أنا ؟ =أنا حبةٌ في خابيـة
أنا مَن أنا ؟ =أنا شعرةٌ في ناصية
أنا مَن أنا ؟ =أنا سَكنةٌ مِن هاوية
أنا مَن أنا ؟ = أنا سكتةٌ مِن لاهية
أنا قطرةٌ مِن ساقية
آتي الملا = والخيـرُ يملؤُ جُعبتي
أدعوهمُ = فلا تُجـابُ دعايتي
أدَعُ الهدى = وأطوف حول مفازتي
وإذا بهـا = تنقادُ طــوْعَ إرادتـي
فإذا أنا في شِقوتي
لعبٌ غدا = للناس جُلَّ مرادهم
طَلَبُ الهوى = جرَّ الأُناسَ لذلِّهم
قم يا فتى = هذي حقيقةُ حالهم
هم للردى = إن لم تثُرْ في وجههم
لا ترتجعْ عن هديهم
حقاً لقد = عصف الضلالُ وهولُهُ
سجدت له = دنيـا الزمانِ وأهلُـه
وهمُ همُ = في اللهـو عزَّ مثيلُـهُ
وانتابهم = شــرٌّ تمـدَّدَ ظلُّــهُ
ضيقٌ طويلٌ ليلٌـه
خاطبتُهم = فسمعتُ رداً خافتا
ووعظتهم = فعرفتُ منهم شامتا
لم أستكن = حتى وجدتُ المنصِتا
وإذا أنا = أجد النجاحَ مباغِتا
والصَّدُّ صار تودُّدا
فاهنأ أخي = فالخيرُ عاد مُجّدَّدا
وانظر معي = تجد الظلامَ تبدَّدا
ما بعـده = نورٌ سيسطعُ عائدا
قطرُ النَّدى = نظمٌ ترقرقَ عسجدا
والجمع أمُّوا المسجدا
نالوا المنى = وإلى الشريعةِ أخلدوا
فمن ارتضَوْا = صَرحـاً بنــاه محمَّـد
سعدوا به = ولغيرهم قد أسعـدوا
والله قد = أعطـاهمُ ما جاهـدوا
والفضلُ منه مُوسَّدُ
أنا مَن أنا ؟ = أنا بلبلٌ في شَدوِهِ
أنا مَن أنا ؟ = أنا زنبقٌ في زَهوِهِ
أنا مَن أنا ؟ = أنا هُدهدٌ في جوِّهِ
أنا مَن أنا ؟ = أنا صاعدٌ في عدوهِ
أنا يافعٌ في لهوِه

شعر محمود بن عبد اللطيف بن محمود ( عويضة )
13 |9 | 78 هجرية
22 | 3 | 59 ميلادية
طالب عوض الله



إخوانكم من أعلام الدعوة الاسلامية :
الأول من اليمين : الشيخ محمود عبد اللطيف عويضة ( أبو اياس )
صاحب ديوان الشعر
الثاني من اليمين : اديب الشيشاني
الثالث من اليمين : الشيخ صبري العاروري ( أبو محمد )
الرابع من اليمين : الشيخ ياسين زلوم ( أبو عمار )
الناقد الإعلامي
بارك الله في أبي اياس وفي عمنا وشيخنا طالب عوض الله
وبارك الله في منتدى الزاهد ومن فيه وحفظه من كل شر وكيد
امة الله
[quote name='طالب عوض الله' date='Oct 13 2012, 03:05 PM' post='6865']
ديوان شعر أبي إِياس محمود بن عبد اللطيف بن محمود ( عويضة )
_______

خــلاصـــة الــتــجــارب
________

صديقُك غُضَّ الطّـرْفَ عـن هَفَواتِـهِ = لعـلـك تلـقـاهُ زمــانَ الـنـوازِلِ



===

هفوات وقد يقال انها هفوات اذا ادخلوها في باب القصد والمقصد وهي مصائب لا يُغض الطرف عنها الاّ وتحل النوازل بلا ريب !!!
انّ من بين ما تبناه حزب التحرير ان العقائد لا تؤخذ الا عن يقين فلا يجوز الاستدلال بالظني على العقائد وجاء كتاب حمل الدعوة واجبات وصفات ل"عَلم من اعلام الدعوة "كما يسميه الشيخ طالب ليتناقض مع متبنى الحزب فيقول ان عزيرا نبيّ ويستدل بالظني على العقائد والأمرّ من ذلك انّ صاحب الصلاحية أقرّ ويتبنى ما خالف المتبنى!!

وعاتـبْ قليـلاً بعـد طـولِ مَسـاءَةٍ = فإنْ لم يُفِـدْ فاقطـع حبـالَ التواصُـلِ
طالب عوض الله

أختنا الفاضلة " أمة الله " سلام الله عليك
جاء في التفاسير :
4609 - حدثنا القاسم , قال : ثنا الحسين , قال : ثني حجاج , عن ابن جريج , عن عكرمة في قوله : { أو كالذي مر على قرية } قال : القرية : بيت المقدس , مر بها عزير بعد إذ خربها بختنصر . 4610 - حدثنا عن عمار , قال : ثنا ابن أبي جعفر , عن أبيه , عن الربيع : { أو كالذي مر على قريه } قال : القرية بيت المقدس , مر عليها عزير وقد خربها بختنصر .
المصدر تفسير الطبري
والقرية المذكورة هي بيت المقدس في قول وهب بن منبه وقتادة والربيع بن أنس وغيرهم .
المصدر تفسير القرطبي
5901 - حدثنا بشر قال : حدثنا يزيد قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة قال : ذكر لنا أنه بيت المقدس أتى عليه عزير بعد ما خربه بختنصر البابلي .
5899 - حدثنا الحسن بن يحيى قال : أخبرنا عبد الرزاق قال : أخبرنا عبد الصمد بن معقل أنه سمع وهب بن منبه قال : هي بيت المقدس
والله أعلم
والمشهور أن عزيراً من أنبياء بني إسرائيل ، وأنه لما لم يبقى في بني إسرائيل من يحفظ التوراة ألهمه الله حفظها فسردها على بني إسرائيل

أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىَ يُحْيِـي هَـَذِهِ اللّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللّهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ وَانظُرْ إِلَى العِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْماً فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
ذكر الطبرانى و السيوطى و ابن كثير أن هذه الآية المقصود بها عزير
و فى تفسيرها أن عزيرا كان عبدا صالحا حكيما، خرج ذات يوم إلى ضيعة له يتعاهدها، فلما انصرف انتهى إلى حين بيت المقدس فقامت الظهيرة أصابه الحر، فدخل بيت المقدس وكان خربة وهو على حمار له،

ويقول شيخنا أبا اياس في كتابه ( حمل الدعوة واجبات وصفات ) في بحث ( قصص الأنبياء والمرسلين ) :
إقتباس
وذلك كولادة عيسى من أمه دون نكاح ، بمعنى أن عيسى نفسه يشكّل معجزة في حدّ ذاته ، فولادته من أم دون نكاح معجزة ذاتية له ، ومعجزة ذاتية لأمه ، قال تعالى في سورة المؤمنون : { وجعلنا ابن مريم وأمه آية وآويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين } ، وكموت عُزير في الدنيا وبعثه حياً من جديد ، وعُزير هو نبي من أنبياء بني إسرائيل ، وهو المقصود من قوله تعالى في سورة البقرة : { أو كالذي مرّ على قرية وهي خاوية على عروشها قال أنّى يحيي هذه اللهُ بعد موتها فأماته الله مائة عام ثم بعثه قال كم لبثت قال لبثت يوماً أو بعض يوم قال بل لبثت مائة عام فانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنّه وانظر إلى حمارك ولنجعلك آية للناس ... } فعيسى عليه السلام نفسه آية ، وعُزير كذلك آية .


أما في كتابه ( الغرباء ) وهو الطبعة البديلة لكتاب ( حمل الدعوة واجبات وصفات ) فيقول في نفس الموضع أي ( قصص الأنبياء والمرسلين ) :

إقتباس
إلا أن هناك فارقاً بين الآيات الكونية العامة ، أي المخلوقات في هذا الكون ، وبين الآيات الكونية الخاصة بالأنبياء والمرسلين ، هذا الفارق هو أن الآيات الكونية العامة إنما هي علامات دالات على وجود الخالق القدير فحسب ، ولا تدل على أكثر من هذا ، في حين أن الآيات الكونية الخاصة بالأنبياء والمرسلين هي علامات دالات على أمرين اثنين : على وجود الخالق القدير ، وعلى أن ذلك الشخص الذي جاء بها أو جاءت على يديه إنما هو نبي ورسول لهذا الخالق القدير ، وبمعنى آخر فإن الآيات الكونية العامة تصلح للإيمان بالله سبحانه فحسب ، في حين أن الآيات الكونية الخاصة تصلح للإيمان بالشريعة والدين الذي أتى به ذاك النبي إضافة إلى الإيمان بالخالق القدير . ومن استعراض الآيات الكونية الخاصة نجد أنها صنفان : صنف أتى به النبي والرسول مخالفاً للنواميس الكونية ليكون معجزة له عند قومه تدل على نبوته ورسالته ، مثل برودة النار وسلبها خاصية الإحراق كما جاء في قصة إبراهيم ، ومثل تحويل العصا الجامدة إلى حية تسعى كما جاء في قصة موسى ، ومثل إحياء الموتى ورد البصر للعميان كما حصل مع نبي الله عيسى ، وصنف لم يأت به النبي كمعجزة له ، وإنما كان النبي نفسه هو المعجزة . وذلك كولادة عيسى من أمه دون نكاح ، بمعنى أن عيسى نفسه يشكِّل معجزة في حدِّ ذاته ، فولادته من أم دون نكاح معجزة ذاتية له ، ومعجزة ذاتية لأمه ، قال تعالى في سورة المؤمنون وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ (50)

أي أن ما اعترضت عليه من تفسير المار على قرية بأنه عزيرا فلم يرد في نفس الموضوع أي ( قصص الأنبياء والمرسلين ) من الطبعة البديلة مما أرى أن حملتك الشعواء على تسميتي الشيخ بأنه علم من أعلام الدعوة ليست في محلها. مستغربا هذا الهجوم الغير مبرر.
سلام عليك وعلى كل من حمل الدعوة بصدق وصبر على البلاء لم يهن ولم يضعف ونعتز بكم جميعا.
سلام على من وصفهم الله تعالى في كتابه : ( {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً }
ونعتز بحملة الدعوة جميعاً كلٌ في موضعه لا نفرق بين أحد منهم ما قالوا سمعنا وأطعنا سبحانك ربنا واليك المصير.
طالب عوض الله
أختي الفاضلة ( أمة الله ) أسعدها الله

وحتى يطمئن قلبك أنني لا أسمي المسميات جزافا بل وبكل تأكيد فإني أسمي المسميات بما هو أهل لها، أنقل لك هنا شطر من جواب الشيخ أبو إياس ورد في الطبعة الرابعة 2012 من كتابه ( مسائل قفهية مختارة ) :

إقتباس

ثم كيف يدَّعي في البند الأول أن القول بعدم صلاح خبر الواحد لإثبات العلم ومن ثم العقيدة يستلزم ردَّ الروايات الصحيحة بمجرد تحكيم العقل ؟! وأين تحكيم العقل هذا ؟ انظروا معي إلى هذه الآيات القرآنية المحكمة الدلالة التي نستند إليها في رفض خبر الواحد لإثبات العقيدة :الآية 28 من سورة النجم : (وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ ۖ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ ۖ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا ﴿٢٨﴾ الآية 20 من سورة الزخرف وَقَالُوا لَوْ شَاءَ الرَّحْمَٰنُ مَا عَبَدْنَاهُمْ ۗ مَا لَهُمْ بِذَٰلِكَ مِنْ عِلْمٍ ۖ إِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ ﴿٢٠﴾ الآية 24 من سورة الجاثية: ( وقالُوا ما هِيَ إِلاَّ حَياتُنَا الدُّنْيا نَمُوتُ وَنَحْيا وَما يُهْلِكُنا إِلاَّ الدَّهْرُ وَما لَهُمْ بِذلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ ) . وكثير غيرها تنعى على الناس الأخذَ بالظن في العقائد وعدم الأخذ بالعلم ، ثم يأتي عبد المؤمن ويرمينا بردٍّ الأحاديث الظنية في العقائد بمجرد تحكيم العقل ؟!
ونأتي إلى البند الثاني ، وإني لأعجب مما جاء فيه أكثر من عجبي مما جاء في البند الأول ، فهو , غفر الله له , لا يكاد يفرِّق بين المسائل العملية والأمور العلمية الاعتقادية ، فالمسائل العملية الفقهية لا يكاد المسلمون يتفقون عليها ، ففي كل مسألة فقهية نجد عدة آراء ، بينما لا نجد المسلمين يختلفون في المسائل العلمية أي العقائد إلا من ضلَّ منهم وخرج على سبيل المؤمنين . وأعجبُ من هذا الادعاء القولُ إن تخصيص هذه الأدلة بالأحكام دون العقائد تخصيص دون مخصِّص ، وكأنه لم يقرأ الآيات القرآنية الناطقة بعدم جواز أخذ العلم والعقيدة بالظن ، ولم يرها مخرجةً العقائد من أخبار الآحاد . أما ما جاء في البند الثالث ، فالرد عليه من وجوه :
أ- إن العقيدة الإسلامية عقيدة عقلية يحتاج إثباتها إلى إعمال العقل والتفكير ، وأعني بالعقيدة هنا أُصولَها ، فإثبات وجود الله ، وأن القرآن من عند الله سبحانه ، وأن محمداً رسول الله ، هذه العقيدة يجب أن يدركها العقل ويقيم عليها الدليل وإلا لم تكن عقيدة ، وما أكثرَ ما جاء في كتاب الله سبحانه من الطلب من الناس أن يتفكروا ويعقلوا وينظروا ، ولم يرسِلْ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم معاذاً إلى اليمن ورُسلاً إلى الملوك لمجرد تبليغهم بالعقيدة وأن ذلك كاف لجعلهم يحملونها ويتركون ما يخالفها .
ب- هناك تبليغٌ وهناك إقناعٌ عقلي عقب التبليغ ، فالتبليغ بالعقيدة يكفي فيه شخصٌ واجد ، فهو مجرد ناقل لها ، وهو ما قام به رسلُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم حين أُرسلوا لليمن وللملوك في ذلك الزمن , ولكن هؤلاء الرسل والمبعوثين لم يكن يُكتفى منهم مجرد التبليغ ، وإنما – وهم كانوا قد حملوا العقيدة بقناعة عقلية ومحاكمة عقلية – كان عليهم مناقشةُ الناس بهذه العقيدة وإتيانُ الدليل العقلي على صحتها ، وبدون هذا لا يُتصوَّر أن يقبلها أحدٌ بمجرد سماعها .
ج- أما الإيمان بالملائكة وبالجنة والنار وأخبار الأنبياء وما شابهها فهذه عقيدة نقلية ثبت أصلُها بالدليل العقلي ، فما دام القرآن الكريم ثبت بالدليل العقلي وأنه كلام الله ، فإن ما جاء فيه يَثبت صوابُه وصدقُه ويُعتقد به ، فالإيمان بالملائكة وبالجنة والنار وبأخبار الأنبياء , وإن كان وصلنا بالنقل , إلا أن مصدر النقل هذا قد ثبت الاعتقاد به بالمحاكمة العقلية ، وبالتالي فإن كل عقيدة في الإسلام يجب أن تثبت بالمحاكمة العقلية إما مباشرة , وإما بورودها فيما ثبت بالمحاكمة العقلية .
وبناء على كل هذا يجب أن يُفهم موضوع إرسال معاذ إلى اليمن وإرسال الرسل إلى الملوك ، وأن كل ذلك إنما قُصد به تبليغ العقيدة ليتبع التبليغَ التفكُّرُ والمحاكمةُ العقلية ، فيسلم من أسلم بقناعة عقلية ، ويرفض الإسلام من يرفض بقناعته العقلية .
يتضح من كلِّ ما سبق أن حجة القائلين بحجية خبر الواحد في العلم والاعتقاد ضعيفة لا تصمد أمام النقاش , ولا أمام الآيات القطعية الدلالة التي تحذر الناس من الاعتقاد بالظن وترك العلم والجزم فيه .
وأسأل العلماء القائلين بأن خبر الواحد يفيد العلم والاعتقاد سؤالاً بسيطاً هو : هل تكفِّرون من لا يعتقد بما ورد في خبر الواحد من عقائد ؟ فإن قالوا : لا نكفِّرهم , قلنا لهم إذن ليست هذه عقائد ملزمة للمسلمين وإلا لكفر منكروها ، وإن قلتم بتكفيرهم فقد أخرجتم من دين الله جماهير المسلمين قديماً وحديثاً ، وهذه جرأة ما أراكم تقدرون عليها ولا تستطيعون تحمُّل تبعاتها . والله سبحانه هو الهادي إلى سواء السبيل .

طالب عوض الله

(9)

عذابات معتقل
النارُ تُورى بصدري حين أُعتقَلُ = لا يُطفئُ النارَ ثَرُّ الماءِ والوَشَـلُ
لقد خرجتُ من الدنيا لبرزخها = ما فيـه إِلا عـذابٌ دائـمٌ جلـلُ
فالسجنُ مقبرةُ الأحياءِ ليس به = نبضُ الحياةِ سوى أنْ أُنْسِئَ الأجلُ
إنَّا نُزارُ كما الأمواتُ نُحشرُ لا = حـولٌ لنا أبداً يُرجى ولا عمـلُ
أسرى الأسرَّةِ والقضبانِ ليس لها = روحٌ فتُرجى ولا نقبٌ ومُدَّخلُ
ودون ذلك قهرٌ من جـلاوِزةٍ= يروننـا مـا لنا حِـسٌّ ولا مُثُــلُ
الحلقُ والضَّربُ والتحقيرُ فعلُهمُ = والشَّبحُ يرقُبُنا والحشرُ والرَّمَـلُ
ما كان يقهرُ مِن أصنافِ قهرهمُ = كالقيدِ للخلفِ ذُلُّ الدهر متَّصلُ
مَن سنَّ سُنَّتَـه فاللهُ قاصِمُـهُ = أَدعـو وأَلهجُ أَن يصطاده الشَّللُ
أمَّـا لباسُهمُ فليس يلبسـهُ = إلا الغُلاةُ مِـن الزُّهَّادِ والخَـوَلُ
وفي الجُوَيدةِ تلقى النَّازلَيْن معاً = في مضجعٍ واحدٍ كي يُهتَكَ الكَفَلُ
قالوا أردنا بها الإصلاحَ فانكشفت = بأنهــا مـركــزٌ للشَّــرِّ مكتمــلُ
بثُّوا جواسيسَهم فينا وقد حسِبوا = أنَّا العـدوُّ فسُدَّتْ دوننا السُّبُـلُ
نشكو الرَّتابةَ أَنْ حطَّتْ بكَلْكَلِها = كأنما جمـلٌ قـد حطَّ بل جبـلُ
لا نرمقُ الشَّفقَ القاني ولا القمرَ = الســـــاري ولا قُبَّـةً يحلـو بها الغَـزلُ
كلُّ ابنِ آدم يمشي نحو مقصَدِهِِ= ونحـن نمشي ونمشي مـا لنا عمَلُ
حُجِزتُ إِلا عن الآلامِ تعصفُ بي = في الجسمِ والنَّفسِ والأسقامُ تعتملُ
نخاصمُ العمرَ نرجو أنْ يَغُذَّ خُطىً = وهمُّنا في انصرامِ الأشهـرِ العَجَـلُ
كأنما نائباتُ الدهـرِ أجمعُهـا = أردنني يائســاً ينتابنــي الكَلــلُ
خضعتُ دوماً لصبري غيرَ أَنَّ =بصيـــــرتي وعَتْ حِكَماً ما شابها خَطَـلُ
لا تكرهوا السجنَ علَّ الله يجعلُهُ = سهماً يُنـالُ لدى أنْ يُقْسـمَ النَّفَــلُ
السِّجنُ مدرسةُ الأفذاذِ يخسرها =الــــــباقون أَنْ خرجوا منها كما دخلوا
كلُّ النماذِجِ تلقاهـا ميسَّـرةً = للدَّرسِ دوماً ، وللسَّاعينَ ما نهلوا
رأسُ الدروسِ إِذا ما المرءُ قد عبستْ =له الحيــاةُ فذاتُ المــرءِ متَّكَــلُ
تراه يمشي على الألغامِ تضربه =الــــــألغـامُ فَـْرداً فلا عـوْنٌ ولا بـدلُ
ثاني الدروسِ إذا لم يُمْعَس المرءُ =أضــــحى ساذَجاً وادِعـاً كأنـه حَمَــلُ
إنَّ البلايا تُنيـلُ المـرءَ تجرِبـةً = وقـوةً أبداً يحتاجهــا الرجــلُ
والصَّبرُ ثالثُهـا فليس يشبهـه = من السلاحِ على الأرزاءِ ما وصلوا
بالصَّبرِ يُدرَكُ جُلُّ الخير يغلبُ جُلْ = لَ الشَّرِّ لا حَـزَنٌ به ولا وجَـلُ
المبدئيـون لا تَثنيهـمُ كُـرَبٌ = عمـا يُرادُ ، ولا ينتابُهـم ملَــلُ
المخلصـون صواريخٌ موجَّهَـةٌ =تصيبُ أهدافهـا وما بها خلَـلُ
ليحبسونا كما تبغي محاكمهـم = ومَنْ يُوجِّهُهـا ، فحالنــا دُولُ
ولْيُوسِعوا السجنَ وليبنوا به غُرفاً = سوداءَ ضيِّقةً ، ولْتُعصب المُقَـلُ
ولْيَحزمونا بأصفـادٍ مثقَّلـةٍ = كي يعرفوا منْ هو الرِّعديدُ والبطلُ
لا شيءَ في الأرضِ أقوى مِن عزيمةِ مَنْ= يدعو إلى اللهِ لا وهنٌ به ولا كسَلُ
لسوف تُفرجُ عنَّا يـوم نهضتنـا =ويُذهبُ اللهُ ما حاكوا وما بذلـوا
وسوف ينزلُ نصرُ اللهِ مُؤتلِقـاً = يُزيلُ مُنكَرهُمْ ويُمحَــقُ الدَّجَــلُ
وعندها عندها نبني حضارتَنـا = ويُنشرُ العدلُ ، والإحسانُ يكتمـلُ

شعر محمود بن عبد اللطيف بن محمود ( عويضة )
9 – 10 من العام 2000 م




(يا بُنيّ أقم الصَّلاة وَأْمُر بالمعْرُوفِ وأنْهَى عنِ المنكَرِ واصبِرْ على مَا أَصابَكَ إنّ‏َ ذَلِكَ مِنْ عَزِم الأُمُورِ، ولا تصعّر خدَّكَ للنَّاسِ ولا تَمشِ في الأَرضِ مَرَحاً إنّ اللّهَ لا يُحِبُ كُلّ‏َ مُختَالٍ فَخُورٍ، واقصِدْ فِي مشْيِكَ واغْضُض مِن صَوتِكَ إنّ أنكَرَ الأَصواتِ لصَوتُ الحمِيرِ )
وشاعرنا يصف في هذه القصيدة ما عاناه هو وغيره من حملة الدعوة في السجون والمعتقلات ... أهدي هذه القصيدة للأخت ( أمة الله ) نيابة عن ناظمها....... لتعرف أن عنوان حمل الدعوة ( صبر على البلاء ) وثبات على المبدأ.... والحمد لله رب العالمين.
.
Invision Power Board © 2001-2024 Invision Power Services, Inc.