خبر وتعليق

بسم الله الرحمن الرحيم

معركة واترلو: عرض للرأسمالية الحقيقية
(مترجم)


الخبر:

عظام الجنود القتلى من معركة واترلو المستخدمة في صناعة السكر.


التعليق:


في كل ساحة معركة حدثت في التاريخ الحديث، هناك نوع من البقايا البشرية المتبقية والتي يمكن إرجاعها إلى الحدث، باستثناء معركة واترلو التي وقعت في عام 1815 في جنوب هولندا التي كانت في الوقت الحاضر مكاناً في بلجيكا، بالقرب من بروكسل العاصمة السياسية لأوروبا. دارت المعركة بين الفرنسيين بقيادة نابليون وتحالف بريطاني وألماني وهولندي وقتل عشرات الآلاف من الجنود وفقاً للمصادر التاريخية واختفت ما يقرب من 20 ألف جثة في مقابر جماعية، لكن لم يتمّ العثور على أي رفات بشرية خلال عمليات التنقيب حتى الآن.



إنّ الخلاف بين المؤرخين وعلماء الآثار المعنيين بهذه القضية هو ما إذا كان رفات الجنود قد تمّ طحنها في مسحوق العظام لاستخدامها كسماد في الزراعة أو ما إذا كانت العظام قد تمّت معالجتها على نطاق واسع في صناعة السكّر منذ عام 1834. في الحالة الأخيرة، تمّ استخدام الملفوف العظمي لتنقية السكر من بنجر السكر. يحدث هذا عادة مع عظام الحيوانات، لكن وفقاً للباحثين، فإن عظام الجنود في المقابر الجماعية كانت تستخدم في المصانع حتى نفد مصدر العظام في عام 1860.


من الواضح أن إنتاج السكر بعظام الإنسان لم يكن سراً في ذلك الوقت منذ أن كتبت صحيفة ألمانية في عام 1879 أنه باستخدام العسل كمُحلّي، فإنك تتجنب خطر "إذابة ذرات جدك في قهوتك". كل إنسان يقرأ هذا سيشعر بالاشمئزاز. ومع ذلك، إذا اعتقدنا أن مسار العمل المثير للاشمئزاز هذا الذي يجعل المعدة تشمئز كان مجرد حدث لمرة واحدة، فنحن غير مدركين تماماً للرأسمالية الوحشية من حولنا.


إلى أي مدى قد يبدو الأمر مروعاً، فإن سحق واستخدام عظام الإنسان كوسيلة لزيادة الإنتاج هو مجرد تعبير عن العقلية الرأسمالية. لقد بررت هذه العقلية للدول الرأسمالية أن تغزو أمماً أخرى، وتقتلها، وتسلب مواردها وكرامتها وإنسانيتها، وتستعبدها. يكفي أن نذكر الفظائع التي ارتكبها هؤلاء الأشخاص أنفسهم، الذين أثروا أنفسهم من عظام شعوبهم، ضد شعب الكونغو. لقد قتلوا ما بين ثمانية إلى عشرة ملايين كونغولي، وأصيبوا بجروح خطيرة واستعبدوهم. بعد ذلك بوقت قصير، في عام 1958، أقاموا معرضاً عالمياً بعنوان Expo 58 في بروكسل، حيث كان لديهم حديقة حيوانات بشرية تتكون من أشخاص من الكونغو لإظهار الدول الغربية "الأفارقة البدائيين". هؤلاء الناس ينهارون مثل الحيوانات ويمكن للزوار شراء المكسرات والموز لرميها خلف الأقفاص. هذه هي العقلية نفسها التي استغلت عظام ولحم ودم ملايين المسلمين من شمال أفريقيا إلى إندونيسيا وما زالت مستمرة. وهذا لن يتغير أبداً ما لم يتوحدّ المسلمون تحت ظل الخلافة الراشدة. عندها فقط يمكن إنقاذ البشرية من الرأسمالية الوحشية.



كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

أوكاي بالا

الممثّل الإعلامي لحزب التحرير في هولندا