مجلة الوعي -

مسؤول هندي سابق: لا أحد يريد النظام العالمي الحالي

قال مستشار الأمن القومي الهندي السابق شيفشانكار مينون، في مقال في مجلة (فورين أفيرز الأمريكية) إن العالم اليوم بات تائهًا يتأرجح بين الأنظمة، وأنه لا يمكن وصف النظام الدولي الموجود حاليًّا إلا بأنه بائس ومثير للشفقة… ورأى أن شعورًا بانعدام الأمن والارتياب في النظام الدولي يسود لدى دول العالم وشعوبها نتيجة ما وقع خلال هذا القرن وحده من عمليات غزو واحتلال، ومحاولات تغيير الأنظمة الحاكمة، والتدخلات السرية من قبل القوى الكبرى، والغزو الروسي لأوكرانيا هو أحدث النماذج الصارخة لمثل هذه الانتهاكات… وهو رأى كذلك أن البلدان الأضعف تفقد بالتدريج الثقة في شرعية وعدالة النظام الدولي، فقد فشلت الأمم المتحدة وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي ومنظمة التجارة الدولية ومجموعة العشرين وغيرها في التصرف إزاء قضايا التنمية، وإزاء أزمة الدَين التي تعصف بالبلدان النامية، وهي الأزمة التي فاقم من حدتها جائحة كوفيد-19، والتضخم في أسعار الغذاء والطاقة بسبب الحرب الروسية الأوكرانية. وطبقًا لصندوق النقد الدولي فإن 53 بلدًا تقف الآن على حافة أزمات ديون بالغة الخطورة… وذكر أن الثقة بأركان ذلك النظام تتآكل؛ فمنذ سنين لم تعد قرارات فرض العقوبات الاقتصادية أو القيام بإجراءات عسكرية ضد بلدان معيَّنة تمرُّ عبر مجلس الأمن الدولي أو أي من المنتديات الدولية متعددة الأطراف. وبدلًا من ذلك، تعتمد قرارات فرض العقوبات والتدخلات العسكرية في ضمان فاعليتها على قوة الولايات المتحدة أو على القوة الغربية. ومع عجز القانون الدولي عن لجم الأقوياء وتقييد ما يصدر عنهم من أفعال، غدت المؤسسات الدولية، وبشكل مضطرد، أقل فاعلية، وتراجعت شرعيتها… وذكر أن الغزو الروسي لأوكرانيا حفز المستشار الألماني أولاف شولز على الإعلان بأن العالم وصل إلى نقطة تحوُّل، أي إلى عالم ما بين نظامين، وأنه يتم الإعداد لمستقبل غامض، وهنا تأتي مقولة بايدن «هيا بنا نعيد بناء عالم أفضل» من أجل تزعم النظام الدولي الجديد… ورأى أن النظام القديم يتفسخ، وأن الجديد يمر بمخاض ولادة، والعالم لا يقدم بديلًا أيديولوجيًا أو نظاميًا، وإنما يجذب الأقطار الأخرى بالإغراءات المالية والتكنولوجية وتنفيذ المشاريع، وليس المبادئ. ولا يوجد من بين القوى التنقيحية البارزة من لديه رؤية مقنعة حول طبيعة التغيير المطلوب.
الوعي: في هذا المقال بيان واضح أن العالم اليوم يعيش في مرحلة تحوُّل ما بين النظامين، وفيه اعتراف بأن قوى العالم البارزة لا تقدم «بديلًا أيديولوجيًّا» ولا يوجد من بينها «من لديه رؤية مقنعة حول طبيعة التغيير المطلوب»… ونحن نقول: ما نفع تغيير كوني لا يملك رؤيا استراتيجية صحيحة؟!… ونقول إن الإسلام وحده هو من يملك هذا البديل… ونقول إن ظهور الإسلام على الدين كله في هذا الزمان لا يكون إلا بإقامة الخلافة الراشدة وعد الله وبشرى رسوله، وتقدم الصراع الدولي بهذا الشكل يبشر بقرب تحقيق الوعد.