بيان صحفي



انتخاب رئيس للعراق وتشكيل الحكومة لا ينهي معاناة الشعب العراقي



بعد أن أخفق مجلس النواب العراقي، يوم الخميس الموافق 13/10/2022م، في انتخاب رئيس للعراق تمكن في جلسته الثانية اليوم الجمعة الموافق 14/10/2022م من انتخاب المرشح عبد اللطيف رشيد، الذي قام بتكليف مرشح "الإطار التنسيقي للقوى الشيعية" لتشكيل الحكومة المقبلة.



جاء ذلك بعد عام من الشلل السياسي منذ الانتخابات المبكرة في العاشر من تشرين الأول من العام الماضي، حيث شهد البلد خلاله تقلبات سياسية بسبب الصراع بين كتلة الإطار التنسيقي وعلى رأسها نوري المالكي من جهة، والتيار الصدري بقيادة مقتدى الصدر من جهة أخرى، فلم يتمكن التيار الصدري الفائز في الانتخابات وكتلته الكبرى من تشكيل الحكومة، بسبب اشتراط حصول مرشح رئاسة الدولة على أصوات ثلثي المقاعد البرلمانية، الذي حرص الإطار التنسيقي على الحيلولة دون تحقيقه، ما دفع زعيم التيار الصدري إلى إعلان استقالة نوابه، ثم الانسحاب من العملية السياسية، وأعقبه النزول إلى الشارع والصراع بين أنصاره وأنصار الإطار التنسيقي، حتى وصل للمواجهات المسلحة أحياناً، وبعد ذلك أعلن مقتدى الصدر إنهاء الاعتصامات وترك السياسة نهائيا.



ثم تحرك الإطار التنسيقي وبإصرار إلى عقد جلسة البرلمان، حتى تحقق له ما أراد، وجرى انتخاب رئيس الدولة، الذي وافق على مرشح الإطار لتولي الحقيبة الوزارية، على الرغم من سقوط تسعة صواريخ قبيل انعقاد الجلسة، استهدفت المنطقة الخضراء، أكدت خلية الإعلام الأمني سقوطها قرب مكتب رئيس الوزراء ومطار المثنى.



ومما تقدم يتبين بوضوح أنه لم يجدّ جديد، فما زلنا نرى الشخصيات نفسها المسيطرة على المشهد السياسي منذ العام 2003، ممن أوغلوا في الفساد وقتل الأبرياء وسرقة ثروات البلد، لا سيما مع صمت زعيم التيار الصدري الذي كان رافضاً تولي محمد شياع السوداني رئاسة الوزراء بشدة؛ لذلك فنحن أمام سيناريوهات ثلاثة:



إمَّا إرضاء الصدر مقابل الحصول على مقاعد وزارية رئيسية، أو التصعيد وعودة أنصاره إلى الشارع حتى ولو لم يكن بتصريح منه، أو ذهابه مع كتل أخرى إلى المعارضة التي ستضعف دور الحكومة، وصولاً إلى انتخابات مبكرة أخرى.



أيها المسلمون في العراق:



إنَّ معاناتكم ومآسيكم لا ينهيها تشكيل حكومة من أي طرف كان، طالما يجثم على صدوركم هذا النظام الديمقراطي الفاسد الذي أقسم رئيس الدولة على الحفاظ عليه، وطالما يحكمكم دستور صاغه المحتل الذي سلط على رقابكم هذه الحثالة من السياسيين الذين لا يرقبون فيكم إلاًّ ولا ذمَّة.



فاتركوهم يتصارعون على السلطة ويتكادمون تكادم الحمير، وشدوا عزيمتكم وأجمِعوا أمركم للعمل على التغيير الجذري، وقلع النظام الفاسد وأسياده وأذنابه، وإقامة النظام المنبثق من عقيدتكم، النظام الذي ارتضاه ربكم لكم والذي فيه عزكم وشرفكم؛ نظام الخلافة على منهاج النبوة، قال تعالى: ﴿لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَاباً فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلا تَعْقِلُونَ﴾.



المكتب الإعلامي لحزب التحرير

في ولاية العراق