بيان صحفي



تجدد الاقتتال الفصائلي بين مكونات المنظومة الفصائلية المرتبطةجريمةٌ في حق ثورة الشام واستهتار بمصيرها


تشهد مناطق "درع الفرات" و"غصن الزيتون"، بشمال وشمال غربي حلب، اشتباكات عنيفة منذ أيام بين مكونات المنظومة الفصائلية المرتبطة بالنظام التركي، وذلك على خلفية تورط مقاتلين من "فرقة الحمزة" في مقتل الناشط الإعلامي محمد أبو غنوم وزوجته، والذي استخدم ذريعة لتصفية الحسابات وبسط النفوذ والسيطرة.



أيها المسلمون في أرض الشام المباركة: إن مسألة الاقتتال بين مكونات المنظومة الفصائلية المرتبطة هي مسألة متجددة، رافقت سنوات ثورة الشام منذ فترة طويلة، وفي كل مرة تتم تصفية فصيل من الفصائل، وإخراجه من الساحة تحت ذرائع مختلفة، والضحية هم أبناء أهل الشام الذين يسقطون قتلى في سبيل تحقيق مصالح ومخططات المتآمرين على ثورة الشام، ومن أجل تحقيق رغبات قاداتهم في النفوذ والسيطرة وجمع الأموال.



لا شك أن لهذا الاقتتال المحرم نتائج كارثية على الثورة وأهلها، فهو يدفع المسلم لقتل أخيه المسلم، ويستنزف الطاقات، ويحطم معنويات أهل الثورة؛ عندما يرون أصحاب الخندق الواحد يقتل بعضهم بعضا، ويدمرون أسلحتهم بأيدي بعضهم، ويهدرون ذخيرتهم وعتادهم، وفي المقابل يحظى طاغية الشام بالسلم والأمان وفتح المعابر تمهيدا للمصالحة معه.



أيها المسلمون في الشام عقر دار الإسلام: جميعكم بات يدرك يقيناً ارتباط قيادات المنظومة الفصائلية بمخابرات ما يسمى الدول الداعمة، وعلى رأسها مخابرات النظام التركي، هذا النظام الذي دعا وزير خارجيته علناً من أسماهم المعارضة للتصالح مع طاغية الشام قاتل النساء والأطفال والشيوخ ومغتصب الأعراض، هذا النظام الذي يسير بخطا متسارعة نحو إعادة تطبيع العلاقات مع نظام أسد المجرم، وإعادة الشرعية له، لإعادة إنتاجه من جديد، هذا النظام الذي كشف عن وجهه الحقيقي الساعي لإجهاض ثورة الشام وتضييع تضحياتها وهدر دماء شهدائها، هذا النظام الذي يسيطر على قرارات المنظومة الفصائلية بجميع مكوناتها، ويضرب بعضها ببعض في اقتتال فصائلي محرم، ويمكنكم أن تدركوا مباركة النظام التركي للاقتتال، إذا تذكرتكم قدرته على منع الفصائل من القيام بأي عمل ضد نظام الإجرام المتهالك.



أيها المسلمون في الشام عقر دار الإسلام: إن سكوتكم عما يجري أمام أعينكم من اقتتال فصائلي محرم يُقتّل أبناؤكم فيه، وما يحضر للثورة من مصالحة مع طاغية الشام، وما يسبقها من العمل على فتح المعابر معه، هو انتحار سياسي واستسلام لمصير محتوم؛ تعودون فيه لقبضة النظام وانتقامه، ولات حين مندم، فلا بد لكم من استعادة قراركم المسلوب، وسلطانكم المغتصب، كخطوة أولى في طريق تصحيح مسار الثورة ﴿...وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ﴾.



أحمد عبد الوهاب

رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا