الخبر:

التطورات الأخيرة في الحرب الروسية الأوكرانية.


التعليق:

تدخل الحرب الروسية الأوكرانية شهرها التاسع دون أن تحصل روسيا على مبتغاها منها، بل على العكس تماما، انتكس جيشها انتكاسات متتالية جعلت منه أضحوكة وحديث سخرية أمام العالم كله، ونقول بخصوص هذه التطورات ما يلي:



- روسيا لا تحارب أوكرانيا فقط بل تحارب دول الغرب؛ أوروبا وأمريكا، التي تمدها بالأسلحة المتطورة والدعم اللوجستي والمعلومات الاستخباراتية بل حتى تدريب جيشها.



- لقد نجحت أمريكا بالهيمنة الكاملة على أوروبا وقرارها السياسي وزجت بها عميقا داخل قفص الناتو والسيطرة الأمريكية وربطت مصيرها بها.



- دلت الأحداث الأخيرة أن الروس يتمتعون بغباء سياسي لا مثيل له؛ فبالرغم من هزائمهم المتتالية في المجال العسكري والسياسي ما زالوا يلهثون وراء أمريكا أو قل عملاء أمريكا كأردوغان مثلا فتراهم يسطرون إنجازات لأردوغان مع علمهم أن تركيا هي التي أمدت أوكرانيا بالطائرات المسيرة التي قتلت من الروس ما قتلت، بل أكثر من ذلك يريد بوتين أن يجعل تركيا مركزا لضخ وتوزيع الغاز إلى العالم.



- صحيح أن أمريكا قلبت لروسيا ظهر المجن وعزمت على إسقاطها من قائمة الدول العظمى بعكس أوروبا التي ما زالت تبقي طرف الشباك مفتوحاً لروسيا، وإن قل هذا بعد تفجير خط أنابيب الغاز نورد ستريم واحد واثنان، إلا أن ذلك لا يعني أن أمريكا تريد القضاء على روسيا قضاءً مبرما، ولن تسمح بذلك؛ لأن وجود روسيا قوية إقليمية مصلحة استراتيجية لأمريكا كي لا تتحرر أوروبا من هيمنتها أبد الدهر.



- أمريكا تطيل أمد الحرب ولن تنهيها إلا بعد أن تحقق منها ما تريد من مصالحها السياسية والاقتصادية، لذلك لا حل لبوتين إلا أن يوسع الحرب ولربما تنقلب حرباً عالمية أو أن ينصاع لما تريده منه أمريكا.



- من الواضح أن التطورات الميدانية للحرب في أوكرانيا لا تؤثر كثيرا على نهاية الحرب لأن ذلك مربوط بتحقيق الأهداف المرجوة منها.



- كلما صعدت روسيا من استعمالها لأسلحة جديدة في الحرب أو ضربها لأهداف جديدة نوعية في أوكرانيا، يدفع ذلك الغرب لرفع مستوى تسليح أوكرانيا لمواجهة ذلك.



- أوروبا تدفعها أمريكا لدعم أوكرانيا عسكرياً واقتصاديا، كيف لا وأوكرانيا تدافع عن كل البيت الأوروبي، فلو سقطت أوكرانيا لتمادى الدب الروسي ولسال لعابه لغيرها؛ لذلك فإن بوتين وروسيا في ورطة ومأزق.



- إن الغرب والشرق لا يعنيهم إلا مصالحهم ولا يقيمون وزنا للإنسان أو الإنسانية؛ فلا قيم عندهم سوى المادية البحتة، أما الإسلام فإنه دين يحق الحق ويبطل الباطل، ندعو الله أن يعجل بقيام دولة الخلافة الراشدة فهي ملاذ البشرية جمعاء من ظلم وطغيان الشرق والغرب.





كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

د. محمد الطميزي