نقل العاصمة هو وسيلة للرأسماليين للسيطرة على إندونيسيا

(مترجم)


الخبر:



في 18 تشرين الأول/أكتوبر 2022، قال الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو في حدث "عاصمة الأرخبيل تاريخ جديد للحضارات الجديدة" في قاعة الاحتفالات بمسرح جاكارتا بجاكرتا: "إندونيسيا بحاجة إلى العدالة الاقتصادية، مرة أخرى هناك 17 ألف جزيرة، وليس جزيرة واحدة فقط. نحتاج إلى المساواة في التنمية، نحن بحاجة إلى تنمية عادلة. هذا ما نريد تقديمه، أي من خلال بناء عاصمة الأرخبيل". وأضاف: "الحياة الذكية، والمدينة الذكية، والخدمات المجتمعية من خلال التطبيقات، شهادات الميلاد، شهادات الزواج عبر الهواتف المحمولة، بدون أوراق. هذا ما نريد بناءه". كما حضر الحفل رئيس وزراء بريطانيا الأسبق توني بلير كعضو في المجلس الاستشاري لعاصمة البلاد الجديدة. وقال بلير: "لقد التزمت بنقل هذه الرسالة إلى العالم، وإخبار الناس، هذا شيء يستحق المجيء، ويستحق المشاهدة، ويستحق الاستثمار، ويستحق الوجود فيه".



التعليق:



1. ما قاله الرئيس جوكو ويدودو في خطابه بدا جميلا: "العاصمة الجديدة هي تاريخ جديد وحضارة جديدة. العاصمة الجديدة هي عرض للتحول في إندونيسيا. العاصمة الجديدة هي مدينة ذكية محاطة بالغابات، الوحيدة في العالم وخارجها". لكن وجود توني بلير كعضو في المجلس الاستشاري لتطوير العاصمة الجديدة يُظهر أنه لا يمكن نقل العاصمة إلى العاصمة الجديدة في معزل عن المصالح الأجنبية. ومن ناحية أخرى، تأتي التكاليف المستخدمة لبناء العاصمة الجديدة من 20٪ من تكلفة ميزانية الدولة، بينما يتم فتح الـ80٪ المتبقية للقطاع الخاص، بما في ذلك المنطقة الأساسية. هذا هو نمط الشراكة بين القطاعين العام والخاص. وهذا يعني أن 80٪ من الأصول الاقتصادية والأراضي والإدارة ستكون مملوكة للقطاع الخاص. ويسيطر القطاع الخاص على التعليم والسكن والمناطق السياحية والصحة وحتى المراكز المالية. ونتيجة لذلك، فإن عاصمة الأمة تحكمها الأوليغارشية الاقتصادية. وهذا هو نمط التطور مع أسلوب الرأسمالية. فالحقبة الجديدة من "نقل إلى العاصمة الجديدة" تؤدي إلى إندونيسيا أكثر رأسمالية وتظلم الناس.



2. ينص القانون الجديد (اللائحة الرئاسية رقم 22 لسنة 2022 بشأن سلطة عاصمة) على أنه لن يكون هناك في منطقة العاصمة الجديدة مجلس نيابي شعبي محلي ولا محافظ، ولا انتخابات لممثلي الشعب ولا انتخاب للمحافظ. ستخضع منطقة العاصمة الجديدة لمؤسسة سلطة العاصمة التي أنشأها الرئيس. يبدو أن الديمقراطية التي يروجون لها مجرد هراء. وما هو موجود إنما هو حكم الأوليغارشية السياسية.



3. كل هذا يدل على أن الأوليغارشية الاقتصادية والسياسية سوف تهيمن على العاصمة الجديدة. في الواقع، من يسيطر على العاصمة، هو الذي يسيطر على الدولة. لذلك، فإن نقل العاصمة الجديدة ليس سوى محاولة من الرأسماليين للسيطرة على إندونيسيا باعتبارها الدولة التي تضم أكبر عدد من المسلمين.



كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

محمد رحمة كورنيا – إندونيسيا