بيان صحفي

يا أهل الكنانة: صبرُكم ذلٌّ وصمتُكم جريمة
ماذا بعد موجات التعويم المتلاحقة؟!


في صباح الخميس 2022/10/27م، رفع البنك المركزي المصري معدلات الفائدة بمقدار 200 نقطة أساس، خلال اجتماع استثنائي، ليصبح سعر عائد الإيداع والإقراض لليلة واحدة 13.25 بالمئة و14.25 بالمئة على التوالي، وتضمن بيان المركزي فقرة مهمة قال فيها إنه "تم اتخاذ إجراءات إصلاحية لضمان استقرار الاقتصاد الكلي وتحقيق نمو مستدام وشامل، وتحقيقا لذلك سيعكس سعر الصرف قيمة الجنيه المصري مقابل العملات الأجنبية الأخرى، بواسطة العرض والطلب، في إطار سعر صرف مرن"، وبمجرد صدور القرار أخذ الجنيه في التراجع أمام الدولار بمعدلات متسارعة حيث تخطى سعر الدولار بالبنوك 22 جنيها بعدما كان مستقرا لفترة عند 19.65 جنيها، ويستمر الدولار في الزيادة كل لحظة. (سكاي نيوز عربية، 22/10/27)



قائدة فريق مفاوضات صندوق النقد مع مصر حول القروض الجديدة أصدرت بيانا في اليوم نفسه يعبر عن ترحيب الفريق بالإجراءات التي اتخذتها السلطات مؤخراً، وتنفيذ نظام سعر صرف مرن دائم، إن تحرك البنك المركزي المصري إلى نظام سعر الصرف المرن خطوة مهمة ومرحب بها لحل الاختلالات الخارجية، وتعزيز القدرة التنافسية لمصر، وجذب الاستثمار الأجنبي المباشر. وسيكون الالتزام بمرونة أسعار الصرف الدائمة في المستقبل سياسة حجر الزاوية لإعادة بناء وحماية مرونة مصر الخارجية على المدى الطويل. (جريدة حابي، 22/10/27)



لقد بلغ هذا النظام في جبروته وغيه ما لم يبلغه سابقوه، وكأنه يسارع بمصر إلى الهاوية، فهذه القروض المتلاحقة فوق ما فيها من ربا ومعصية كبيرة تغضب الله عز وجل، لا يمنحها الغرب لحكام بلادنا بلا شروط، بل تصحبها قرارات سياسية تمكنه من ثرواتنا من مواد خام ونفط ...الخ، وتفتحها على مصراعيها سوقا رائجة لمنتجاته، وهي في واقعها قروض إلزامية يلزم الغرب عملاءه بطلبها وتنفيذ ما يصحبها من توصيات وقرارات وسياسات كارثية وما يتبعها من خضوع للغرب وشركاته الناهبة لثروات مصر، فهذه القروض كانت ولا زالت أداة استعمارية في يد الغرب يبسط بها نفوذه على البلاد المراد نهب ثرواتها، فهي خطر حقيقي على استقلال البلاد وقرارها السياسي، والنظام وساسته يعلمون ذلك ويدركون خطورتها جيدا، لكنهم يعلمون أن قرارات سادتهم واجبة التنفيذ ولو على جثث أهل الكنانة. وفوق هذا فتلك القروض لا ينال أهل مصر منها شيئا ولا تساهم في النهوض بهم ولا تمنحهم شيئا من تلك الحياة الكريمة التي يتحدث عنها النظام، بل لا ينالهم منها إلا ما يصاحبها من أعباء والتزامات وما يتفرع عنها من سياسات كارثية تلتهم مدخراتهم وتضيع جهودهم.



إن هذا التعويم ليس هو الأول ولن يكون الأخير، وهو قرار معلن تنفيذا لسياسات الصندوق الدولي يتيح لشركات الدول المانحة مزيدا من نهب ثروات البلاد وتضييع ممنهج لثروات أهل مصر ومدخراتهم ولعله جزء من عملية الترويض التي لم تنته، لشعب مصر الذي لا زال ثائرا ولا زال يأمل في الخلاص من طغمة الشر ونظامها الرأسمالي العفن، ودعوات الثورة المعلنة خير شاهد.



إن مصر بما فيها وما تملك من ثروات وموارد وخيرات وما لديها من طاقات بشرية هائلة في غنى تام عن تلك القروض وما يصاحبها من سياسات وقرارات. فمصر فيها من الموارد ما يكفيها ويغنيها، بل وما يطعم العالم كله كما فعلت في السابق. إن ما تحتاجه مصر حقا هو تطبيق نظام الإسلام (الخلافة)، لتثبت قدرتها برؤيتها الصحيحة للنقود والثروات والملكيات، فتضع قاعدة الذهب والفضة بديلاً لكل تلك الأوراق التي لا قيمة لها، فتكون لعملة الدولة قيمة في ذاتها، فلا قروض ربوية ولا تضخم ولا تعويم حينذاك، وتقسم الملكيات كما قسمها الشارع سبحانه وتعالى (ملكية عامة وملكية فردية وملكية الدولة)، وتبين أن الثروات المدفونة ومنها النفط ومشتقاته كلها من الملكية العامة التي لا يجوز للدولة التصرف فيها بالبيع والتأجير والهبة وإعطاء امتياز التنقيب وغيره، بل يجب على الدولة أن تشرف على استخراجها هي بنفسها أو باستئجار من يقوم عنها بهذا العمل، وبهذا تقطع الطريق على شركات الغرب الناهبة لتلك الثروة، ولا يجوز للدولة بيع هذه الثروات للرعية كونها ضمن الملكية العامة المملوكة لهم، بل يجب أن تعمل على تقسيم هذه الثروات أو ريعها على أفراد الرعية بالتساوي بغض النظر عن الدين أو اللون أو العرق أو الطائفة.



هذا هو واقع الثروات التي ينهبها الغرب بقروضه وشركاته ويفرط فيها النظام عمدا ويحرس لصوص الثروات ويمكّنهم منها ويكمم كل الأفواه التي تطالب بها.



أيها المخلصون في جيش الكنانة: لولا أن هذا النظام أمن جانبكم وضمن صمتكم ما تجرأ على أفعاله تلك ولا استهان بمصر وأهلها ولما فرط في حقوقها وثرواتها، وإنكم بصمتكم هذا تخذلون أهل مصر في موطن يجب عليكم فيه نصرتهم، فجهزوا أنفسكم لسؤال الله عز وجل أمام نبيه ﷺ أو انحازوا لأمتكم وانصروها وانصروا دينكم بقطع حبال هذا النظام وولائه من أعناقكم واعملوا معها على إقامة الدولة التي تقطع أيادي الغرب التي تعبث في البلاد، وتغلق أبواب القروض وما تجره من ويلات وتعيد مصر درعا للأمة كما كانت.



يا أهل الكنانة: لا خلاص لكم إلا بعودة حقيقية لله عز وجل تطبيقا لدينه وشرعه، لا خلاص لكم إلا بثورة حقيقية تحمل مشروع الإسلام الذي يعبر عنكم ويحقق العدل والخير فيكم ويحفظ ثرواتكم، لا بديل أمامكم إلا الخلافة على منهاج النبوة تقوم فيكم بالعدل والقسط الذي تريدون والذي يحييكم ويحيي كنانتكم ويعيدها كما كانت تطعم الدنيا، ولا يحمل هذا المشروع إلا حزب التحرير فكونوا له عونا وسندا واحملوا معه هذا المشروع العظيم ففيه خيركم وعزكم وفيه نجاتكم ونجاة مصركم وأمتكم، وستذكرون ما نقول لكم ونفوض أمرنا إلى الله.



﴿وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ﴾


المكتب الإعلامي لحزب التحرير

في ولاية مصر