تعليق صحفي:

قرارات القمة العربية في الجزائر خذلان لأهل الأرض المباركة، وتشجيع ليهود للمضي في إجرامهم!

أكد إعلان الجزائر الصادر في ختام القمة العربية الـ31، الأربعاء، مركزية القضية الفلسطينية والدعم المطلق لحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، بما فيها حقه في الحرية وتقرير المصير وتجسيد دولة فلسطين المستقلة كاملة السيادة على خطوط 4 حزيران 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وحق العودة والتعويض للاجئين الفلسطينيين وفقا لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194 لعام 1948.
لم تنل الغيبة الكبرى، التي دامت ثلاث سنوات، من ذاكرة حكام الضرار الذين جبلوا على الخيانة والتبعية، فأطلوا علينا من الجزائر بقمة قراراتها مستهلكة وتجمع بين الخيانة وتجاهل الواقع والجغرافيا والتاريخ.
فقد تم التأكيد على طرح مبادرة السلام العربية لعام 2002 بكافة عناصرها وأولوياتها، والالتزام بالسلام العادل والشامل كخيار استراتيجي لإنهاء الاحتلال، مع أن هذا الطرح الخياني قد تلاشى تحت "جنازير" عربات يهود المصفحة التي تمارس التهويد والقتل والتدمير في الضفة والتهويد الزماني والمكاني للمسجد الأقصى!
وتجاهلت كذلك أن الأطراف العربية باتت تهرول سرا وعلانية للتطبيع مع يهود وتتعهد بدفع ثمن هذا التطبيع أثمانا سياسية وعسكرية واستراتيجية باهظة لكيان يهود!
ولم يفوت المؤتمرون المتآمرون فرصة التأكيد على ضرورة تطبيق القرارات الدولية التي تثبت كيان يهود في الأرض المباركة وإقامة دويلة فلسطينية هزيلة تسهم في حفظ أمنهم والسهر على مستقبلهم وفق القرارات الدولية ذات الشأن بذلك!
وأما مطالبة القمة برفع الحصار عن قطاع غزة فينم عن تجاهل شديد بأن الأنظمة العربية وخاصة النظام المصري هم شركاء في هذا الحصار الظالم، ولو كانت هناك جدية في رفعه، لأمروا النظام المصري بإنهائه، اللهم إلا إذا كانوا يعتبرون مصر حديقة يهود الأمامية المناط بها تحقيق مصالح يهود الأمنية!
كما لم يعترض أحد من المؤتمرين على حديث رئيس السلطة المكرر المملول والذي منه: "شعبنا يواجه ظروفا في غاية الصعوبة جراء استمرار الاحتلال بفرض سياسة الأمر الواقع"، مع أن المقطوع به أن تنسيق السلطة الأمني مع يهود والضرائب الباهظة التي تفرضها والمشاريع الثقافية الغربية التي تسوقها تكدر على الناس عيشهم وتزيد في ضنك حياتهم، وتفتك بأهل فلسطين بما لا يقل عن إجرام كيان يهود وسياساتهم.
إن حل قضية الأرض المباركة حلاً جذريا لن يكون إلا بتحريك جيوش المسلمين لتستأصل شأفة يهود الذين علوا في البلاد وأهلكوا الحرث والنسل، وتعيد الأرض المباركة درة تاج لدار الإسلام، وقبل ذلك أن تدوس على عروش قادة التطبيع والتنسيق الذين نذروا أنفسهم للدفاع عن هذا العدو الغاشم.


(وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَن يَكُونَ قَرِيبًا)


2022/11/3