تعليق صحفي
اشتية يعتبر وعد بلفور خطأ تاريخياً ويطالب بتطبيقه عملياً!!

دعا رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية بريطانيا إلى إصلاح خطئها التاريخي، في إشارة إلى وعد بلفور، والاعتراف بدولة فلسطين ذات السيادة المتواصلة الأطراف وعاصمتها القدس، وحق العودة للاجئين.
وأشار اشتية في كلمته بمستهل جلسة الحكومة، المنعقدة الاثنين، إلى أن "الأربعاء القادم يصادف الذكرى 105 لإعلان بلفور المشؤوم، الذي أعطت بريطانيا من خلاله ما لا تملك لمن ليس له حق، وما زلنا ندفع ثمن تداعيات هذا الإعلان المشؤوم سياسيا وماديا وإنسانيا وجغرافيا وغيره".
وتابع اشتية "إن على العالم أن يطالب رئيس الوزراء الإسرائيلي القادم أن يقف ويعلن أنه جاهز لإنهاء الاحتلال، وأنه جاهز لإنهاء الصراع، وأن يعلن التزامه بحل الدولتين على أساس الشرعية الدولية".(وكالة وفا)
بينما يطالب رئيس وزراء السلطة الفلسطينية بريطانيا بإصلاح ما وصفه "خطأها التاريخي"، في إشارة إلى وعد بلفور من جهة، فإنه من الجهة الأخرى وفي تناقض صارخ، يطالب بتطبيقه عمليا عبر مطالبته بحل الدولتين. وحل الدولتين هذا يعطي جل الأرض المباركة لكيان يهود مقابل كيان أمني يحميه من أهل فلسطين ويعمل على تدجينهم ثقافيا وسلخهم عن دينهم عبر الاتفاقيات الدولية وجلد ظهورهم بالضرائب في خلطة هدفها تهجيرهم وتقليل أعدادهم.
وأمام هذه التصريحات المقولبة التي تقال في المناسبات والذكريات التاريخية كان على رئيس وزراء السلطة اشتية أن يحترم عقول أهل فلسطين والأمة الإسلامية صاحبة القضية، وأن يعرف أنه في حضرة المرابطين على الأرض المباركة وأمة عظيمة حررت فلسطين في حطين وعين جالوت وتتحفز لتحريرها مرة أخرى، كان عليه أن ينتقي كلماته ويقف بجدية عند تناوله لقضية مصيرية لأمة عظيمة، فكان الأولى به أن يجيب نفسه عن أسئلة إجاباتها بديهية عند الأمة قبل ترديد هذه التصريحات المقولبة، كان عليه أن يجيب عن هذه الأسئلة:
كيف ينتظر أن تصحح بريطانيا "خطأها التاريخي" في وعد بلفور؟ هل ستقوم، وهي التي أنشأت كيان يهود كقاعدة متقدمة لحربهم على الأمة الإسلامية، بتحرير فلسطين وإعادتها لأهلها؟!
هل يطالب بريطانيا أن تحرر فلسطين كلها لأنها أعطتها كلها ليهود بوعد بلفور لتصحح "خطأها التاريخي"، أم أن السلطة تكتفي بجزء منها حسب اتفاقية أوسلو، ولا داعي لأن تصحح بريطانيا خطأها كله؟!
هل القدس كلها غربيها وشرقيها ويافا وحيفا وتل الربيع وعسقلان وبئر السبع والنقب والبحر الميت وشواطئ المتوسط تقع ضمن "الخطأ التاريخي" الذي أقدمت عليه بريطانيا بوعد بلفور وتطلبون تصحيحه، أم أنها لم تعد خطأً تاريخياً بعد مطالبة السلطة بدويلة في حدود ٦٧ واعترفت بكيان يهود؟!
هل تحرير فلسطين يكون عبر مطالبة أعداء الأمة بتصحيح "أخطائهم"، أم عبر جيوش الأمة وقواها الحية التي حررتها من قبل في حطين وعين جالوت؟!
وأخيرا هل حقا تريدون تحرير فلسطين؟؟