بيان صحفي
ابتزاز المونديال هو مظهر من مظاهر النّظام الرأسمالي!

(مترجم)



كأس العالم 2022 على وشك البدء، ولفترة من الوقت انتقدت العديد من وسائل الإعلام الغربية قطر والفيفا لأن الدولة لا تحترم حقوق الإنسان.



منذ الإعلان عام 2010 أن قطر ستكون هي الدولة المضيفة، أثيرت الكثير من الضجة حول الطريقة التي تمّ بها اختيارها لاستضافة كأس العالم في عام 2022. فوفقاً لمكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي، فقد رشت قطر العديد من أعضاء الفيفا من أجل الفوز في القرعة، وطالما نفى مجلس إدارة الفيفا مزاعم الفساد، لكن على الرغم من ذلك، استقال رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم آنذاك.



قطر دولة غنية نسبياً بسبب مواردها النفطية، والغالبية العظمى من السكان هم من العمال المهاجرين، فقط 15% من سكانها هم من قطر. وعلى الرّغم من ثروتها الهائلة، فإنه من المعروف أنه منذ بداية إنشاء ملاعب كرة القدم، يعمل العمال المهاجرون في ظروف قاسية؛ فهم يعملون لأيام طويلة في حرارة الصيف الشديدة مقابل أجور منخفضة، ويتمّ فصل العمال عن عائلاتهم دون أيام عطلة، لشهور متتالية، كما أن أماكن إقامتهم سيئة الصيانة ومهينة على أقل تقدير.



وفقاً للعديد من المنظمات الحقوقية، يتسبب استغلال قطر للمهاجرين في مقتل الآلاف، وذلك دون مراعاة هؤلاء العمال الذين يعانون من أضرار جسدية دائمة وأمراض مزمنة ولا يحصلون على أي شكل من أشكال التعويض أو الرعاية الطبية. أقل ما يقال عن رد فعل رئيس الفيفا جياني إنفانتينو والأمين العام فاطمة سامورا على ذلك بأنه لافت للنظر؛ ففي خطاب داخلي أرسل إلى الاتحادات الوطنية لكرة القدم في 32 دولة متنافسة، طلب الفيفا من الدول "التركيز على كرة القدم" وليس "جر كرة القدم إلى جميع أنواع الصراعات السياسية والأيديولوجية".



إن اضطهاد واستغلال العمالة المهاجرة في قطر هو مظهر من مظاهر النظام الرأسمالي الذي يُستغل فيه البشر لتحقيق أقصى ربح. وتحاول وسائل الإعلام الغربية التلميح إلى فكرة أن الاضطهاد مرتبط بالإسلام، ولكن الحقيقة هي أن الاضطهاد هو نتيجة مباشرة للرأسمالية لأن قطر لا يحكمها الإسلام بل الرأسمالية.



من الواضح أن حياة البشر في البلاد الإسلامية لا تساوي الكثير بالنسبة للغرب. فالمسؤولون عن حدث كرة القدم يصفون آلاف القتلى ببساطة، وأنه جزء من صراع لا ينبغي أن يفسد أجواء كرة القدم الممتعة! فقط من خلال إقامة الخلافة على منهاج النبوة في البلاد الإسلامية، تتم حماية كرامة الإنسان وحقوقه حقاً.



المكتب الإعلامي لحزب التحرير

في هولندا