يا أهلنا في إندونيسيا، ليست من هنا تؤكل الكتف!

الخبر:



انطلقت فعاليات شهر التضامن مع الشعب الفلسطيني في إندونيسيا وجنوب شرق آسيا، وعقدت مجموعة العمل لأجل الأقصى بالشراكة مع العديد من المؤسسات مؤتمرا لانطلاق الفعاليات بجزيرة جاوة الإندونيسية. وأوضح رئيس اللجنة التحضيرية لشهر التضامن غانجار دار السلام أن الفعاليات تتضمن عقد المؤتمرات وصعود الجبال ورفع العلم الفلسطيني فوقها عدا عن مسيرة الدراجات الهوائية من شرق إندونيسيا إلى غربها. كذلك مسابقات كرة القدم وكتابة المقالات والقصص، وإقامة المعارض التي تضم صوراً تعبر عن معاناة الشعب الفلسطيني. (نيوز الإخبارية "بتصرف"، 2022/11/05م)



التعليق:



إن قيام أهلنا في إندونيسيا بتنظيم شهر للتضامن مع أهل الأرض المباركة فلسطين، لأمر يبعث على الغبطة والسرور في قلب كل مسلم، لما في ذلك من إظهار لوحدة مشاعر الأمة وتجلٍ لمظهر الأخوة بين شعوبها المختلفة الأعراق والأجناس والتي حاول الكافر المستعمر أن يقضي عليها ولكنه فشل في ذلك فشلا ذريعا والحمد لله رب العالمين، وإن تضامن المسلمين في شتى أنحاء المعمورة مع أهل فلسطين يأتي تصديقا لقول رسول الله ﷺ: «مَثَلُ المُؤْمِنِينَ في تَوَادِّهِمْ وتَرَاحُمِهِمْ وتَعَاطُفِهِمْ، مَثَلُ الجَسَدِ إذا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى له سَائِرُ الجَسَدِ بالسَّهَرِ والحُمَّى».



لكن وللأسف، فإن تلك الغبطة والسرور سرعان ما تتلاشى وينقلب السرور دهشة وتعجبا مما تم طرحه من فعاليات إذا ما فكر المرء في جدوى هذه الفعاليات على أرض الواقع، وهل ستساعد هذه الفعاليات بتحرير فلسطين مثلا حيث إن هذا هو ما يتطلع إليه أهل فلسطين، فهل هكذا ينصر المسلم أخاه؟! أيكون العمل لأجل الأقصى بتسلق الجبال ورفع خرق سايكس وبيكو ولعب كرة القدم وركوب الدراجات؟! بالتأكيد لا، بل إن هذه الأعمال تدل عن جهل أو تجاهل لواقع هذه الأرض المباركة التي اغتصبها يهود المجرمون ولا زالوا ينكلون بأهلها ويبطشون بهم، إن هذه الأعمال لا ترقى حتى أن تكون من باب التذكير للمسلمين بمسؤوليتهم عن تحرير تلك الأرض الإسلامية المباركة، بل هي تخدير لهم وإعطاؤهم شعورا زائفا بأنهم أدوا ما عليهم تجاه تلك القضية، ولو فكر الإخوة في إندونيسيا وغيرها من الذين يتعاطفون مع أهل فلسطين ملياً في القتل اليومي الذي يقوم به يهود كيف يكون السبيل لإيقافه، واقتحام قطعان المستوطنين للمسجد الأقصى المبارك بشكل شبه يومي، كيف يكون السبيل لإيقافه، لعلموا أن الحل الوحيد هو حل عسكري، فالاحتلال لا يواجَه بفعاليات ومسابقات كرة قدم ولا بكتابة القصص ولا غيرها وإنما يواجَه عسكريا ليس غير.



ولذلك فإن الحل الجذري لمشكلة أهل فلسطين هو أن تحرر أرضهم وأن يخلّصوا من بطش يهود وجبروتهم، وذلك لا ولن يكون إلا بتحريك جيوش الأمة لاستئصال شأفة يهود واقتلاع جذورهم من تلك الأرض، وقبل ذلك استئصال حكام الملك الجبري وهدم عروشهم لترفع فوقها راية العقاب رمزا لوحدة الأمة في ظل الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.



كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

وليد بليبل